“لوعي الفكري للأشخاص ذوي الإعاقة

بقلم – د. أروى أخضر
أكاديمية متخصصة في التربية الخاصة –دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوي
صحيفة كل الصحف
يقع على كاهل أسر الأشخاص ذوي الإعاقة مسؤوليات كبيرة ومتعددة ومن بينها حماية أبناءهم من أي أفكار منحرفة أو متطرفة ، فهم الحصن المنيع لعقول أبناءهم ، ويكمن دورهم الرئيس في تعريفهم بمكانة هذا البلد وفضله وأنه قبلة المسلمين ومهبط الوحي وبيان مكانته في قلب كل مسلم وأن المساس بأمنه أو بمقدساته خط أحمر لا يقبل من أحد كائن من كان ، وقد يتساءل البعض هل يُمكن تحقيق التوعية الفكرية للأشخاص ذوي الإعاقة؟.
الإجابة : نعم على الرغم من صعوبة تطبيق وتحقيق ذلك الوعي لمفاهيم وأفكار وعبارات غير ملموسة وتتطلب في الشرح والتوضيح؛ الحوار الصريح لتبيان المخاطر ومتابعتهم ومراقبة الأصحاب والتعرف عليهم، وهذا ما لا يُمكن توضيحه لبعض الاعاقات وبالأخص الاعاقات الفكرية منهم.
إن حماية الأبناء من ذوي الإعاقة من أي خلل يمس أمنهم الفكريّ يرتبط كثيراً بالجانب السلوكيّ والاجتماعيّ ، مما يتطلب من الأسر تطبيق العديد من الممارسات التطبيقية أو التوضيحية (النمذجة) مع إبقاءهم أمام نظر أسرهم على مدار اليوم الكامل قدر الإمكان ، ومراقبتهم فيما يقرأون أو يشاهدون ويسمعون، وتحصينهم من أي أفكار منحرفة وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع ، وذلك الاهتمام يأتي من خلال التربية الواعية في المدارس والمساجد والبيوت ، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، وإظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه ، وترسيخ الانتماء لدى الشباب من ذوي الإعاقة لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز والفخر بدينهم الاسلامي.
إن كل ما سبق لن يتحقق إلا إذا كان للأشخاص ذوي الإعاقة وعي كاف بذواتهم وبما لديهم من إمكانات، ومهارات، والتي يمكن تدريبهم عليها إضافة إلى تمكينهم من الانسجام مع الآخرين، واستثمار ما لديهم من مهارات شخصية واجتماعية لتحقيق التوافق والانسجام الذاتي والمجتمعي على حد سواء.
ويمكن للأسرة أن تنفذ بعض التطبيقات البسيطة لتوضيح وشرح المعارف والمهارات المرغوب اكسابها لابنهم من ذوي الإعاقة في مواقف حياتية افتراضية، مستعينة بالوسائل البصرية والصور التوضيحية لتقريب بعض المفاهيم المجردة، كما يمكن استخدام أسلوب لعب الأدوار. بحيث يكون الشاب في وضع افتراضي أو حقيقي أمام أفراد أسرته ويتم تزويده بالخلفية الضرورية المطلوب توعيته فيها، وبعض الأفكار حول كيفية تنظيم دوره مع تقديم التغذية الراجعة والتصحيح المباشر الفوري.
ويمكن التركيز على أسلوب القصص الاجتماعية لتنمية الوعي الفكري الحقيقي لترسيخ المفاهيم والأفكار بشكل قوي ويفضل أن تكون القصة قصيرة وتحمل فكرة واحدة،وأن تكون هادفة وواضحة ما أمكن.
إن استخدام الممارسات والأساليب السابقة تمكن الأبناء من تحقيق الوعي المناسب لبعض الأفكار والأفعال والتي يستطيع أن يسترجعها عند أي مشكلة لا سمح الله.