إنقاذ أم حامل بتوأمين وولديها خلال رحلة صراعها مع كورونا بالعناية المركزة
صحيفة كل الصحف = فريق التحرير
استطاعت الفرق الطبية المتعاونة داخل مستشفى المركز الطبي الدولي تحقيق إنجاز طبي جديد، تمثل في إنقاذ سيدة حامل وطفليها التوأمين، بعد إصابتها بفيروس كورونا ودخولها في المراحل الحرجة من الإصابة، ومعاناتها من نقص الأكسجين واضطرابه وخضوعها لجهاز التنفس الصناعي، مع مخاوف من حدوث ولادة مبكرة أو فقدان التوأمين.
احتاجت الأم الحامل بالشهر السابع والمنومة بالعناية المركزة لعملية ولادة قيصرية مبكرة في ظروف استثنائية، لإنقاذ الطفلين وتقليل المخاطر عليها وعلى توأميها، وذلك مع تعقيد حالتها واحتمالية انتقال العدوى لتوأميها والخوف من إصابتهما بفيروس كورونا أيضاً، بالإضافة إلى هبوط المؤشرات الحيوية لدى الطفلين وخاصة نبضات القلب، مما تطلب إجراء تدخل طبي عاجل، وإجراء عملية قيصرية للحد من الخطورة المترتبة على الأم وتوأميها على حد سواء، مما استدعى تكوين فريق عمل جماعي متكامل، شمل كلاً من: العناية المركزة، العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة، النساء والولادة، مكافحة العدوى، التخدير، مع تجهيز وحدة عناية مركزة منفصلة واستثنائية للطفلين بأحدث الأجهزة الطبية وحسب أحدث معايير مكافحة العدوى لتقليل مخاطر العدوى وتفادياً لانتقالها إلى التوأمين والفريق الطبي.
وقد تم التجهيز والتنسيق بين الفرق الطبية المعنية في وقت قياسي يراعي طبيعة الحالة الحرجة وحساسية وخطورة عامل الوقت، حيث أنجز الفريق الطبي برئاسة د. أميرة نابت (استشارية طب الأطفال ورئيسة قسم التنويم) مهمة التحضيرات اللازمة بأقصى سرعة وبأعلى مستوى من الكفاءة، بما فيها استحداث وتحضير غرفتي عناية مركزة للطفلين المنتظر ولادتهما بمعزل عن العناية المركزة للأطفال وحديثي الولادة، مع استعداد طبي مباشر من فريق أطباء العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بقيادة د. مي أبو عتيق (رئيسة قسم طب الأطفال) وبإشراف مباشر من د. رأفت مصلي (رئيس قسم العناية المركزة للأطفال وحديثي الولادة).
قام د. أيمن عريف استشاري طب أمراض النساء والتوليد ورئيس وحدة الإخصاب وأطفال الأنابيب والحقن المجهري مع فريقه الطبي بإجراء عملية الولادة القيصرية العاجلة، لكن الطفلين اللذين ولدا في الشهر السابع للحمل، تمت ولادتهما في حالة حرجة وكانوا خدج وناقصي الوزن كما هو متوقع، إضافة إلى أنه لم تكن لديهما مؤشرات حيوية، ومع تحسب إصابتهما بعدوى كورونا، فاحتاجا على الفور تدخلاً مباشراً من فريق العناية المركزة بإشراف د. إياد السرحي (استشاري العناية المركزة)، وتم تخصيص فريقين من العناية المركزة للأطفال لرعاية كل طفل على حدة.
وفي وقت قياسي بفضل الله، نجح الفريق الطبي المختص بالعناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في مهمته وتجاوز الطفلان هذه المرحلة الحرجة بأمان، وتم فصلهما عن الأجهزة، حيث صارا بحالة صحية مطمئنة مع استقرار الوظائف الحيوية لجميع أعضاء الجسم لديهما.
أما فريق العناية المركزة برئاسة د. يوسف السيد (رئيس قسم العناية المركزة)، فقد قام بدور كبير في رعاية الأم المصابة بكورونا من جهة والخاضعة لتوها لعملية ولادة قيصرية من جهة أخرى، حيث تم بفضل الله السيطرة على اضطرابات التنفس لديها وتماثلت للشفاء وأصبحت بصحة جيدة بعد تجربة معقدة لتبدأ رحلتها مع رعاية وليديها التوأمين بشكل طبيعي.