وفقاً لإرنست ويونغ (EY) 294.8 مليون دولار أمريكي قيمة ثلاث صفقات اكتتاب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الربع الأول من عام 2021
صحيفة كل الصحف – راشد الصانع
أشار تقرير إرنست ويونغ (EY) حول نشاط الاكتتابات العامة للربع الأول من عام 2021 بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلى تسجيل ثلاث صفقات بلغت قيمتها 294.8 مليون دولار أمريكي، بانخفاض نسبته 64% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020. وتوزعت الصفقات الثلاث على قطاع النقل، والطاقة والمرافق، والقطاع العقاري.
وعلى الرغم من التوقعات السابقة بأن تشهد المنطقة زيادة في أنشطة الاكتتابات بعد الزيادة الطفيفة التي شهدها الربع الأخير من عام 2020، والذي سجل أربعة اكتتابات عامة بقيمة 925 مليون دولار أمريكي، سجل سوق الاكتتابات الأولية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بداية بطيئة مع دخوله عام 2021. وقد أثر استمرار حالة عدم التيقن بشأن تبعات جائحة كوفيد-19 على أسواق المنطقة، حتى مع استمرار تحسن أسعار النفط وتسارع حملات التطعيم في جميع أنحاء المنطقة.
وعلى الصعيد العالمي، كان الربع الأول من عام 2021 أفضل ربع أول أداءً من حيث عدد الصفقات وعائداتها خلال العشرين عامًا الماضية، على الرغم من أنه عادة ما تكون الأرباع الأولى أبطأ نشاطًا من غيرها. وشهد الربع الأول من عام 2021 تسجيل 430 اكتتابًا، مقارنة مع 233 في الربع الأول من عام 2020، مع عائدات بلغت 105.6 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 271٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتعزى هذه الزيادة في الزخم إلى وفرة السيولة في الأنظمة المالية، والنمو المتسارع للتكنولوجيا وزيادة نشاط شركات الاقتصاد الجديد مدفوعة بتبعات الجائحة، وصفقات المضاربة والصفقات الانتهازية، ونمو دور المنصات التي جعلت الاستثمار بالتجزئة في متناول عامة الناس والأجيال الشابة.
وقال ماثيو بنسون، رئيس خدمات استشارات الصفقات والاستراتيجيات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: “دخل سوق الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2021 مع بداية أبطأ من المتوقع، مع انخفاض إجمالي العائدات في الربع الأول من عام 2021 بنسبة 64٪ مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2021. وجاء هذا التباطؤ على الرغم من توقعات سابقة بزيادة نشاط الاكتتابات بسبب تحقيقها نموًا وأداءً قويًا في الربع الأخير من عام 2020. وعكست الصفقات الثلاث التي تم تسجيلها خلال هذا الربع، والتي حققت عائدات بقيمة 295 مليون دولار تقريبًا، طلبًا قويًا من المستثمرين في السوق، لا سيما في المملكة العربية السعودية، ومن هنا فنحن نتوقع عودة نشاط الاكتتابات خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار تحسن الظروف الاقتصادية في المنطقة، وذلك بدعم من تسارع حملات التطعيم واحتمال تحقيق المنطقة لمناعة القطيع”.
السعودية تواصل قيادة سوق الاكتتابات العامة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
واصلت السوق المالية السعودية (تداول) تصدرها لمشهد صفقات الاكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الربع الأول من العام، مع استحواذها على صفقات بقيمة إجمالية بلغت 281.6 مليون دولار أمريكي، أي ما يمثل 96٪ من إجمالي عائدات جميع صفقات الاكتتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال ذلك الربع. وكانت السوق قد سجلت في العام الماضي أربع صفقات بقيمة إجمالية بلغت 1.45 مليار دولار، مثلت حينها 78٪ من إجمالي عائدات الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واستطاعت شركة الخريّف لتقنية المياه والطاقة جمع 144 مليون دولار أمريكي في أول إدراج لها في سوق تداول في عام 2021، وذلك من خلال طرح 30٪ من أسهمها. وتجاوزت تغطية الاكتتاب العرض المقدم بشكل كبير جدًا، حيث تم تغطية اكتتاب الأفراد بنسبة 1,511٪ بينما حقق العرض المؤسسي تغطية بنسبة 6,320٪.
كما طرحت شركة ذيب لتأجير السيارات 30٪ من أسهمها في سوق تداول، وتمكنت من جمع 138 مليون دولار أمريكي. وعلى غرار شركة الخريّف لتقنية المياه والطاقة، تمت تغطية اكتتاب شركة ذيب بشكل كبير بنسبة 6,010٪ للشريحة المؤسسية و3,385٪ للمكتتبين الأفراد.
هذا وواصل الاكتتاب العام لسوق تداول في اكتساب المزيد من الزخم، حيث أعلنت البورصة عن تحولها إلى شركة قابضة تضم أربع شركات تابعة استعدادًا لطرح أسهمها للاكتتاب العام. وتشير الأنباء إلى أن السوق تعمل حاليًا على اختيار مستشارين لهذه الصفقة، مع توقعات بأن تجري صفقة الاكتتاب في وقت لاحق من هذا العام.
وعلاوة على ذلك، أعلنت “تداول” و “شركة مركز إيداع الأوراق المالية” (إيداع)، عن تحسينات في لوائح إقراض واقتراض الأوراق المالية ولوائح البيع على المكشوف، وذلك بعد موافقة هيئة السوق المالية. وتضمنت التحسينات التي تم إجراؤها على القواعد المنظمة للبيع على المكشوف شرطًا يقضي بألا يتجاوز مجموع صافي المراكز المكشوفة 10٪ من عدد الأسهم الحرة للأوراق المالية ذات العلاقة. وإضافة لذلك، ستقوم تداول بنشر تقرير يومي لمجموع صافي المراكز المكشوفة بعد جلسة التداول على موقعها الإلكتروني.
وفي هذا السياق، قال غريغوري هيوز، رئيس خدمات الاكتتابات والعناية الواجبة للمعاملات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: “هناك العديد من الأسباب التي تدفعنا للتفاؤل بشأن الفترة المتبقية من هذا العام. ومن المتوقع أن يساهم وجود مجموعة مهمة من صفقات الاكتتاب قيد الانتظار في الأسواق الرئيسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وعبر العديد من القطاعات المختلفة، إلى جانب المبادرات الحكومية الهادفة إلى تعزيز أسواق رأس المال، لا سيما في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في تشجيع المزيد من صفقات الاكتتابات العامة في أسواق المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال العوامل الاقتصادية الكامنة في المنطقة قوية ومتينة، ونحن نتوقع أن يعكس نشاط الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المؤشرات الإيجابية العامة التي بدأنا نراها في المنطقة”.