“سفاري الحَسا”.. أقصر الطرق لاكتشاف رمالها الذهبية وخفايا طبيعتها
بحيرة الأصفر الوان سياحية في موسم "شتاء السعودية "

صحيفة كل الصحف – راشد الصانع
عندما تسمع لفظ “السفاري” بالتأكيد سيذهب عقلك مباشرة صوب رحلات سفاري البراري الأفريقية، لكن تأكد من أن هناك الكثير من المناطق السعودية الرائعة التي يمكنك الاستمتاع فيها بتجربة هذا النوع من الرحلات الاستكشافية، خصوصاً خلال فصل الشتاء؛ لذلك هي تناسب جميع الشرائح العمرية من الأطفال إلى الكبار، ومن الأفراد إلى مجموعات الأصدقاء، والعائلة بطبيعة الحال.
من المسارات التي نجح فيها موسم “شتاء السعودية” الذي أطلقته الهيئة السعودية للسياحة في أكثر من 17 وجهة محلية، تحت شعار “الشتاء حولك” في العاشر من ديسمبر الجاري، ويستمر حتى نهاية مارس العام المُقبل (2021)، تسيير “رحلات السفاري” ضمن ما يزيد على 300 باقة وتجربة سياحية متوفرة على موقع وتطبيق “روح السعودية” تُقدمها أكثر من 200 شركة من منظمي الرحلات والمشغلين السياحيين.
يُعد القيام برحلة السفاري أهم نشاط يقوم به أي شخص، سواء بمفرده أو بصحبة عائلته أو أصدقائه، أثناء زيارته للأحساء؛ لتخليد أهم لحظات تجربة الصحراء، واستكشاف أهم معالمها التراثية والتاريخية، وتنوعها الطبيعي والمناخي، وهو ما يؤكده فريق “سفاري الأحساء” المكون من 100 عضو تقريبًا، والمتخصصون في تنظيم هذا النوع من الرحلات منذ نحو عشر سنوات (2010)، كما يقول قائدهم ياسر الساري، وكانت بدايتهم الأولى من بحيرة الأصفر التي تتمدد في جوف الصحراء على مساحة يصل طولها إلى 25 كيلومتراً، تحيطها مساحات خضراء واسعة، يطل عليها النخيل من بعيد، وتستقطب عشرات الأنواع من الطيور المهاجرة في رحلة الشتاء والصيف، وتستقطب سنويًا آلاف السياح من داخل المملكة وخارجها، للاستمتاع بتلك اللوحة الطبيعية الخلابة.
لرحلات السفاري طبيعة مختلفة من حيث التشويق والمتعة، وهي خير تجربة لاستكشاف معالم “الحَسا” غير المعروفة، خاصة لسياح الداخل من المواطنين والمقيمين. ووفقًا للساري يتراوح سعر الباقة السياحية تبعًا للخدمات المقدمة للقيام بهذه المغامرات الأحسائية ما بين 200 و500 ريال للشخص الواحد، ويتخللها المواصلات من نقطة الانطلاق، والمخيمات الصحراوية (الكشتة)، وشبة الضوء في ليالي الصحراء الباردة، وركوب الخيل والجمال، ورمي القوس، والتزلج على الرمال، والتقاط الصور أثناء القيادة بسيارات الدفع الرباعي بين الكثبان الرملية، والطيران الشراعي، والتوقف لمشاهدة غروب الشمس، وقيادة الدبابات ذات الدفع الرباعي، وجلسات السمر، والضيافة العربية الأصيلة، وتذوق الأكلات الشعبية الحساوية، وغيرها من الأنشطة التي تعطي هذا من النوع الرحلات أجواء لا توصف من المتعة السياحية والمناخية، وسط تطبيق كافة الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها وزارة السياحة بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة، للمحافظة على سلامة العاملين والمشاركين عمومًا من الإصابة بـ”كوفيد-19″.
ومع انطلاق موسم “شتاء السعودية” ازدادت الطلبات على فريق “سفاري الأحساء” لتنظيم رحلات السفاري البرية، وذلك بواقع خمسة طلبات أسبوعية ما بين رحلة لنصف يوم إلى التخييم لليلة كاملة، بسبب برودة المناخ الذي يعطي التجربة سمة مميزة، ويتخلل ذلك زيارة للمواقع الطبيعية الخلابة والأثرية، من بحيرة الأصفر، إلى صحراء الفناجيل وصحراء الصمان، وحزوم الشعِيب، وجبل الأربع، وهضبة البصل، والربع الخالي.
بحيرة الأصفر الوان سياحية في موسم “شتاء السعودية ”
تشهد بحيرة الأصفر بالأحساء حراكاً كبيراً ونشاطاً، بعد أن أدرجتها الهيئة السعودية للسياحة ضمن التجارب السياحية المميزة في موسم ” شتاء السعودية ” الذي يتوزع بين 17 وجهة سياحية بالمملكة، ويقدم اكثر من 300 تجربة وباقة سياحية متنوعة، عبر 200 شركة من قطاع الاعمال المرتبط بالسياحة .
تعتبر البحيرة محمية طبيعية على مساحة 326 مليون متر مربع، بما يسهم في دعم برامج المحافظة على واحة الأحساء الخضراء المعتمدة لدى منظمة اليونيسكو، ويؤكد ما تذخر به المملكة من وجهات سياحية جديرة بالاكتشاف والمغامرة، وغنية بالتراث والثقافة، والتنوع الطبيعي والمناخي الكبير.
تتعدد الوان وتنوعات الطبيعة داخل، أو حول البحيرة، و مساحات خضراء تشمل اشجار، نباتات صحراوية، طيور مستوطنة، أو مهاجرة، وحياة فطرية ثرية ومتنوعة، مع مقومات جذب سياحي إضافية، صنعت منها وجهة مفضلة للسائح المحلي أولاً، ثم السائح القادم من خارج الاحساء برفقة مرشدين سياحيين.
تتواجد البحيرة بين كثبان رمال ناعمة، تسمح بإقامة برامج وانشطة مخصصة للعائلات، و تجربة سياحية فريدة لكافة فئات المجتمع؛ كأحد الدلالات على تنوع أدوات ومكتنزات السياحة في المملكة، فأسماك بحيرة الأصفر الموجودة داخل صحراء تختصر بطريقة ما معنى ” تنوع ” سياحي .
رائحة و دخان الشواء يؤكد بأن المكان “يفتح النفس – كما يقال، و أن “الكشتات” العائلية دلالة على ملائمة المكان لكل افرادها، و مساحة من الوقت و المكان للانغماس في جولة “تصوير فوتوغرافي ” ، او “تزلج على الرمال ” ، أو قيادة سيارات على تعرجات الكثبان ، بينما غروب الشمس فقط يحدد وقت “لمة ” العائلة ، و بداية وقت السمر ، و اكتشاف جماليات النجوم.
يجئ اختيار بحيرة الأصفر ضمن مسار موسم ” شتاء السعودية ” متوافقا مع تركيزه على السائح المحلي، والنشاطات العائلية، بالإضافة الى تحقيق للتقارب مع شعار ” الشتاء حولك ” الذي اتخذه الموسم للدلالة على ثراء المملكة بمواقع يمكن استثمارها سياحيا