بلادي.. سارعي للمجد والعليا 1-3
كتبه: فواز بن محمد آل داوود
في اليوم الأول من برج الميزان من كل عام (يوافق 23 من شهر سبتمبر) الذي تم اختياره عام 1351هـ لإعلان اسم المملكة العربية السعودية، نتذكر بفخر واعتزاز، الإنجازات العظيمة للأسلاف الأبطال بقيادة مؤسس الدولة السعودية الثالثة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، نتذكر تلك المنجزات التي تكللت بتراصف كافة مناطق المملكة ومدنها، في مسيرة التنمية والبناء انطلاقاً من ترسيخ الأمن والسلام لكافة المواطنين والمقيمين في هذه الأرض المباركة، حيث أصبح المواطن والمقيم يتنقل بين أرجائها من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها في أمن واطمئنان، مما ساهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي والأمن الصحي والأمن الاجتماعي في سنوات قليلة، نتيجة لانخراط المجتمع في مسيرة التنمية. هذا الأمن والاطمئنان الذي نراه اليوم شيئاً بدهياً. كان هو الحاجة الأبرز لأجيال سابقة، وتحقق بفضل الله ثم بتلك الدماء الطاهرة التي روّت هذه الأرض المباركة.
حيث كانت عودة المدن والجهات إلى السيادة الوطنية، تتواكب مع عودة الحكم الرشيد وضبط الأمن ووجود القضاة، في توفير مباشر لحقوق التقاضي والفصل في النزاعات، مما حقق أسمى معاني الأمن في نفوس أفراد المجتمع.
يرافق ذلك نهضة تعليمية صارت تتسع أفقياً ثم رأسياً مستفيدة من التجارب المحلية الناجحة، حبث عملت لتحقيق الانتشار ومسابقة الزمن لتعليم المجتمع في استقطاب الكوادر التعليمية من المحيط الإقليمي، وبعد فترة قصيرة نسبياً اتجهت أفواج المتعلمين نحو العالم المتقدم للالتحاق بكلياته ومعاهده من أجل التنمية في التعليم العالي، وامتدت تلك النهضة التعليمية حتى صار إنشاء المدارس والمعاهد مؤشراً بارزاً في أعمال الحكومة ومهمة أساسية لكل قادة الوطن بلا استثناء.
ومع استقرار الأوضاع العالمية بعد الحرب الأولى والثانية، وتصدير البترول بكميات تجارية، توفرت الإيرادات المالية الكافية لترسيخ المشاريع التنموية التي تحقق الرفاه والرخاء للمجتمع فاتسعت الخدمات الصحية والمواصلات والاتصالات والخدمات البلدية والمياه والكهرباء والزراعة والصناعة والتجارة والموانئ والطرق الدولية وخطوط تصدير البترول وخدمة الحرمين الشريفين وخدمات الحج المتعددة، في سباق نحو المستقبل ومشاهد مبهجة تثير التعجب، فتارة تسبق طرق المواصلات جميع عناصر التنمية، وتارة لضرورة الإنسان تسبق مظاهر التعليم والإنشاء والبناء تلك الطرق، فتبنى المشاريع عبر وسائل النقل الأولية في ملحمة يسطرها الإنسان في توافق عجيب حول أهمية البناء وعدم الاستسلام لكل الظروف أو التوقف لتحقيق المثالية.
إن تلك السنوات قد مضت وصارت حكايات تروى، من أجل توضيح الصورة للأجيال الجديدة التي لم تحيا مع الهاتف القرصي بأرقامه الخمسة!! ولا أدركت أنها تستطيع شراء الكثير والكثير بالريال الواحد!!
ولكن نجاحات الماضي فقط، لا يمكنها أن تعبر للمستقبل دون الأخذ في الاعتبار المعطيات الحالية من أجل تحقيق النجاح في المستقبل أيضا. وهنا يمكن أن نسأل: هل تستثمر أجيال الحاضر قصص النجاح تلك في تحقيق نجاحات المستقبل، وكيف؟ هذا السؤال يجعل القارئ الكريم يراقب المشاهد اليومية الواقعية والافتراضية للوصول لإجابته..