المدرسة الافتراضية… نجاح مرهون بالمعلم وأولياء الأمور
كان تعليق الدراسة بكافة مراحلها من الإجراءات التي لجأت إليها السعودية للحد من انتشار فيروس كورونا، وحفاظًا على سلامة طلبتها وكافة منسوبي التعليم فيها.
ولكي لا تتضرر العملية التعليمية تم تقديم بدائل متنوعة للرحلة التعليمية للطلاب والطالبات لتقليص أي فاقد تعليمي، حيث تم توفير البدائل المناسبة عن بُعد من خلال عدة خيارات تقدمها المدرسة الافتراضية في أي وقت وفي أي مكان، وفق جداول دراسية معلنة، ويختار الطلبة الوسيلة المناسبة لإمكانياتهم، وظروف الاتصال المحيطة بهم، مع إتاحة الفرصة لأولياء الأمور متابعة أبنائهم في أي وقت وبأي وسيلة.
وكشفت وزارة التعليم أنّ المدرسة الافتراضية تضم 19 قناة من قنوات يتناوب على تقديمها 127 معلمًا لشرح 112 مادة يوميًّا، وذلك على تردد عربسات 12437 عمودي، في بث مباشر من الساعة 8 صباحًا إلى الساعة 12:30 ظهرًا، ويُعاد مسجلاً طوال اليوم، أو عبر رابط القناة على اليوتيوب: http://youtube.com/dorosien، كما تقدّم بوابة عين الإثرائية https://ien.edu.sa/Home/Dashbord خدمة دروس بشكل افتراضي مع معلمين، وخدمة الكتب التفاعلية، والتقويم الذاتي.
بدايةً، قال أحمد الثقفي، قائد مدرسة: “القرار كان حلًّا لا بُدَّ منه، فصحة أبنائنا الطلاب هي أولى الأولويات في التعليم، وأضاف: “تقبَّلنا القرارَ بكل حذر، وبَاشَرْنَا عملنا على تهيئة الأبناء في عملية تحوُّل الدراسة من الطريقة التعليمية المعتادة إلى التعليم الإلكتروني، ووجب علينا حقيقة أن نقف مع أبنائنا ونضاعف الجهد لتسهيل وتيسير العملية التعليمية، من خلال توفير الأجهزة الإلكترونية، وتدريبهم عليها، والتواصل مع المدرسة من معلمين وإداريين، كما قد يكون هذا القرار نقطة تحوُّل بأن يطَّلع الطلاب والمعلمون على التعليم الإلكتروني والحصص الافتراضية، مما يُهَيِّئُهُم مستقبلًا لتطبيق الحصص الافتراضية والواجبات المنزلية على البوابة الإلكترونية، فالتعليم في مراحل تطوير وتقدُّم؛ حتى نستطيع أن نواكب العالم. والعاملون في قطاع التعليم -سواء كانوا من الهيئة الإدارية أو التعليمية- يبذلون قصارى جهدهم في توفير سبل الراحة والتعليم لأبنائنا، فشكرًا لهم”.
فيما قال عبد الله سعود الشايب، طالب : “أرى أن القرار صائب جدًّا ومراعاةً للأهالي وخوفًا على أبنائهم، وقال: “تكمن سلبياته في الضغوط التي تواجه الطالب والمدرسين بشكل عام، حيث إن المنهج يكون ضاغطًا على الطالب أكثر من المعلم، إضافةً إلى المتطلبات والبحوث المطلوبة من الطلاب، لكن مصلحة الشعب فوق الجميع، ولعل في الأمر خيرًا”.
ووافقته الرأي الطالبةُ البندرى سعود بقولها: “هذا قرار سليم للحد الكبير من انتشار المرض، ومن إيجابياته تعويض الطلبة من خلال الدروس الإلكترونية، ووضع خطط بديلة، فالتعليم الإلكتروني هو أكبر حل، خصوصًا في هذه المرحلة، وبالنسبة لي فقد قمت بالانشغال بما يمكنه تطوير قدراتي الدراسية والكتابية، خصوصًا أنني بصدد إصدار كتابي الثاني”.
وقالت هوازن الزهراني، كاتبة وباحثة في العمل الإنساني والمجال الأسري، اليوم أثبتْنا كم نحن دولة قوية في مواجهة أي أزمة تمرُّ على السعودية”. وأضافت: “أما صعوبات التعليم فهو احتياجهم لدراسة أكثر، وبالذات طلاب الصف الثالث الثانوي، فهم على وجه تخرُّج، ومن الممكن أن يضيفوا في المناهج الجديدة التعليمَ الإلكتروني، ليس فقط لطلاب الجامعة كما هو الآن، وبالعكس، سيكسبهم ذلك تجربة ومهارة في التعليم، وحتى عندما يكبرون فسيعرفون كيفية العمل في المجال الجامعي. وختامًا أحب أن أقول لكل الأسر لنَمْشِ معًا على نهج النبي صلى الله عليه وسلم: “استبشِروا خيرًا”، فكان الأنبياء بكل مصيبة أو أزمة يحرصون على أن يستبشروا ويتفاءلوا بالخير، وإن شاء الله سيزول الفيروس وتصبح هذه حكاية من الماضي”.
وقالت “لمياء أبا الخيل” لم تواجه أي صعوبة تذكر مع ابنتها التي تدرس في الصف الثاني متوسط؛ حيث إنّ المدرسة كانت متعاونة جدًا منذ اليوم الأول من تعليق الدراسة، فقد أرسلت لنا الطريقة بشكل مبسط.
وإن كانت هناك صعوبة فهي تكمن بأنّ الأمر كان جديدًا على ابنتها، وكانت المشكلة تتمثل في الدخول إلى المواد، واستخدام رقم دخول لكل مادة، وفي أول يومين حصل ضغط، لكن أصبح الأمر سلسًا جدًا، وتبدأ ابنتها الدراسة من الساعة التاسعة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا من خلال جدول حصص ومعلمات منتظمات.
بينما قالت “منار شريفي” وهي أم لطالبة في المرحلة المتوسطة وأخرى في المرحلة الابتدائية:” الوضع لا يخلو من الصعوبة، لكن في الغالب مقدور عليه بإذن الله.
هناك سببان لهذه الصعوبة: أولها تفاوت المعلمات في الاطلاع التقني، ولذلك تتفاوت قدراتهنّ في الاستجابة للمشكلة وحلها، وثانيها أنه لا توجد وسيلة تواصل مباشر بين البيت وأغلب المعلمات.
وبالنسبة لي فقد غيرت جدولي اليومي، بحيث تكون الأعمال المنزلية التي تأخذ وقتًا بعد نهاية الفصول الافتراضية، وعندما تبدأ الواجبات والمذاكرة المعتادة التي غالبًا مساهمتي فيها تكون بسيطة”.
نصائح لطلبة المدرسة الافتراضية
drs_0.jpg
المعلمة مها الشوبكي قدمت نصائح للدراسة من المنزل بفعالية من خلال اتباع هذه الخطوات:
• إنشاء روتين دراسة في المنزل، بأن يجبر الطلبة أنفسهم على تحقيق ذلك من خلال السعي لخلق التوازن بين الراحة والتضحية. لا يجب أن تطلب الكثير، ولكن لا تقع فريسة الإهمال. فلأي سبب من الأسباب قد تفتقر إلى الرغبة أو الطاقة لبلوغ مناهجك الدراسي لذلك اليوم، فحاول أن تقرأ ولو لمدة عشر دقائق.
• ساعتان ونصف لأربعة أيام في الأسبوع هو متوسط أكثر من مقبول لبلوغ متطلبات شهادتك عن بعد بسهولة وبفعالية. ويمكنك قضاء ثلاثة أيام في القراءة، وتدوين الملاحظات خلال الساعتين الأوليتين.
• كن مثابرًا.
• حول دراساتك من المنزل لوقت لطيف. فيجب أن يكون التعلم عملية ممتعة ومثرية، ليس كل شيء في الحياة عمل ودراسة. بل من المهم أن تتمتع بوقت الفراغ، ولا يجب أن تشعر بأنّ الدراسة تسرق منك ساعات الحياة.
أما بالنسبة لأبرز خمس مشاكل تواجه الطلاب في التعليم الإلكتروني فتتمثل في:
• صعوبة تقبل التغيير.
• مواجهة المشاكل التقنية.
• تنظيم الوقت.
• ضعف إتقان مهارات الحاسوب.
• فقدان الحافز الذاتي نحو التعليم الإلكتروني.
“التحفيز… والترغيب”
ljrs.jpg
الأخصائية النفسية “أمل الحامد” قددمت نصائح للأمهات في النقاط التالية :
تحفيز الأبناء وترغيبهم بالدراسة، وبأنهم من خلال التزامهم بالدراسة سيحققون أحلامهم.
وأنهم يستطيعون الاستفادة من أجهزتهم الذكية في هذه المرحلة، وتسخيرها للتعرف على هذا الفيروس الذي أثار رعب وهلع العالم.
وتوضح الأم بأنّ تعليق الدراسة جاء من منطلق المحافظة على صحتهم، وأنّ هذه الفترة لا تعد إجازة بل هي فترة للتعلم، وأنّ العلم مستمر بوجود الفيروس أو عدمه.
وللمعلم دور مهم أيضًا في تحفيز الطلبة وتشجيعهم باللين والابتعاد عن الجدية، ويرغبهم بالمكافآت والجوائز، ويقارن لهم بين الزمن الماضي وزمنهم هذا، وبأنهم يعدون مرفهين قياسًا لذلك الوقت، ومع ذلك استطاع أن يخرج منهم أطباء وعلماء.
ولابد أن يكون هناك صلة بين المعلم وأولياء الأمور فهذا يختصر الكثير من الجهد والوقت على جميع الأطراف.
أما عن أبرز الأسباب التي تجعل الطالب يرفض مثل هذا النوع من الدراسة فالسبب الأول والأساسي يتمثل في أنّ عقله اللاواعي يصور له أنّ الدراسة مرتبطة بالمدرسة فقط، وأنّ الدراسة شيء كئيب، لذا على الأم أن ترغب ابنها بالدراسة من خلال استخدام جهازه الذكي في ذلك وهناك الكثير من البرامج التعليمية الممتعة والشيقة.
المصدر سيدتي