عطللاتكم في ربوع جزيرة أيرلندا متعة لاتنسى
دبي: صحيفة كل الصحف – راشد السكران
لا شك أن عطلة الربيع مرادفة للشواطئ وأشعة الشمس، ولكن لمَ لا نضيف لمسة من الثقافة إلى هذا المزيج مع سحر جزيرة أيرلندا. ستستقبل الحقول المليئة بالأزهار التي تعلوها السماء الزرقاء الصافية زوار هذه الجزيرة التي تزداد شعبيتها يوماً بعد يوم باعتبارها متنفساً خلاباً في فصل الربيع بفضل مناظرها الريفية وعروضها المغرية.
بدءاً من نزهات الحقول، والشواطئ المنعزلة، والمشي لمسافات طويلة، والجولات في المدينة، وصولاً إلى المطاعم والمتاحف، وعروض الشوارع والحياة الليلية الصاخبة، تحتل جزيرة أيرلندا قائمة وجهات عطلة الربيع لكل من هواة السفر اليافعين والعائلات.
فكل مارس، تتشح كافة المعالم في أيرلندا باللون الأخضر احتفالاً باليوم الوطني في 17 مارس. يمكنكم التحقق من وجهة الأحلام هذه وإلقاء نظرة على التقويم الاحتفالي لأيرلندا، لزيارة كل زاوية وركن مضاء يعمّ بالاحتفالات الوطنية. كما تنطلق مئات المسيرات في يوم القديس باتريك في كافة أنحاء الجزيرة، حيث يخرج أكثر من نصف مليون محتفل إلى شوارع دبلن وحسب في أحد أكبر وأضخم المواكب في العالم: مع لوحة من الألوان الزاهية والرقصات المبهجة، والتصاميم والهندسة المميزة، وصخب الأصوات الفرحة.
وثمة سبب جعل من مدينة كيلكيني إحدى عواصم أيرلندا لفترة معينة، إذ تضم البلدة الكثير من المناظر الخلابة والأنشطة الرائعة. تتميز المدينة بشوارعها المرصوفة بالحصى وسحر العالم القديم الذي يجعل منها المتنفس المثالي بعيداً عن صخب الحياة في المدينة. كما تعدّ القلاع الأثرية، وكاتدرائية القديس كانيس، ومبنى روث هاوس الذي يعود للقرون الوسطى، إلى جانب حديقة الغزلان في جينكينزتاون، ومنتزه كاسلكومر ديسكوفري من الأماكن الفريدة التي تأسر القلوب.
كما يُعتبر مسار “سلي هيد درايف” أحد أجمل المسارات على وجه الأرض، ويحظى باعتراف “ناشيونال جيوغرافيك” و”سي أن أن” و”تريب أدفايزر”. إذا كنتم في حالة مزاجية بحثاً عن الصفاء الداخلي، استقلوا السيارة وتوجهوا إلى سواحل دينغل المليئة بالأديرة القديمة وأقفرة النحل والآثار والبيوت الحجرية. يمتد هذا المسار البالغ طوله 30 ميلاً إلى المحيط الأطلسي ويطل على المدن الملونة والبحر والسماء، مع وفرة من المحطات ذات المناظر الخلابة على طول الطريق، بما فيها “كونور باث” أحد أعلى الممرات الجبلية في أيرلندا، وجزر بلاكسيت غير المأهولة قبالة الساحل الغربي.
ومن المؤكد أن للمناظر الطبيعية الخضراء في أيرلندا سحرها الخاص في الربيع، مع الألوان الزاهية والمظاهر المتنوعة. وتشكّل التلال الخضراء واحدة من المعالم السياحية الأكثر شعبية حيث تجول الحملان الحديثة الولادة كالقطن الأبيض على السجاد الأخضر. تعطي الحملان الزغبية الشعور بالألفة للزائرين، وتعد زيارة مزارع الأغنام طريقة رائعة للتعرف على حياة المزرعة.
ويعد التنقل على الدراجة في الطرق الريفية المتعرجة أو على مسارات “غرين واي” الطريقة الأروع لمشاهدة أفضل المناظر الطبيعية في أيرلندا. يمكنكم الاستمتاع بالأجواء الربيعية والانطلاق على طول طريق “جريت ويسترن غرين واي” في مقاطعة مايو أو طريق “ووترفورد غرين واي” أو طريق “كومبر تو نيوكاسل غرين واي” وتأمل المعالم السياحية، أو يمكنكم الهرب بعيداً عن طرقات المدينة والاستمتاع بالمشاهد والروائح الريفية على المسارات الجبلية المتعرجة.
وتعتبر منطقة سليغو من أفضل منطقة لركوب الأمواج في أيرلندا، ولا حاجة إلى انتظار الصيف لخوض المياه. تأكدوا من إضافة الحدائق الخلابة في جيليهانز وورلد في نوكناشي إلى قائمة سفركم.
كذلك سوف يُسرّ هواة المغامرة بزيارة “جاينتس كوزواي”، المنطقة الساحرة حيث تصتف الأعمدة السداسية اللامتناهية المبنيّة من حجر البازلت البركاني. ومن المعالم الشهيرة الأخرى التي لا ينبغي تفويتها هي المتنزه الجيولوجي العالمي التابع لليونسكو “ذا كليفز أوف موهر”. مع آفاقه البانورامية ونسمات البحر العليلة والرحلات التي لا مثيل لها، تقدم الأعجوبة الطبيعية الواقعة في مقاطعة كلير للزوار الجانب الحقيقي من أيرلندا على عكس أي مكان آخر.
كما لفتت الجزيرة انتباه العديد من منتجي الأفلام، إذ تم تصوير بعض مشاهد سلسلة ستار وورز الشهيرة في سكيليغ مايكل حيث أقفرة “النحل الحجرية”. كما سينبهر زوّار القمتين المتلاصقتين في كريغ بالإطلالات التي تكشف المحيط والمساحات الخضراء بلون الزمرد. تعدّ أيرلندا الشمالية أيضاً موطناً لعدد من مواقع التصوير لسلسلة صراع العروش ذات الشعبية الكبيرة. وتشمل المواقع التي لا بد من زيارتها: الغابة الساحرة في منتزه توليمور فوريست بارك في مقاطعة داون، وحقول دوثراكي الخضراء في بينفيناغ في مقاطعة لندنديري/ ديري، وأسياج الظلام “دارك هيدجز” في مقاطعة أنتريم.