اخبار كل الصحف

شاهد.. بطل الحد الجنوبي نجا من ساحة القتال وقتله طريق المخواة وبقي كرت زواجه


لقي 9 أفراد من عائلتين -أحدهم مرابط بالحد الجنوبي حفل زواجه بعد أسبوعين وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي كرت زواجه- مصرعهم في حادث على طريق المخواة المجاردة أمس الأول، فيما نجا طفل من الموت، وإن بقي في وضعٍ حرج.

ويعاني الأهالي من الطريق الهَرِم الذي أمضى قرابة 4 عقود على وضعه دون ازدواجية والذي حصد الأرواح، فلا يكاد يجف دمٌ إلا أريقت دماءٌ أخرى على ذات الطريق، وبرغم كثافته المرورية وحيويته فهو الرابط بين المحافظات الجنوبية بمنطقة عسير بمنطقة مكة المكرمة ومحافظاتها مروراً من أطراف منطقة الباحة، إلا أنه يفتقر لأقصى درجات السلامة.

وبرغم استغاثة أهالي المحافظات التي يمر بها الطريق القاتل واستغاثة سالكيه، وتناول وسائل الإعلام لهذا السفاح الذي أزهق الأرواح، إلا أنهم لم ينجحوا في استعطاف المسؤولين بإيجاد استثناء لهذا الطريق بازدواج ودوريات مرور وأمن الطرق أو الرصد الآلي؛ لإيقاف حمامات الدماء التي تسيل بغزارة، وقد كانت احتفالات الأهالي وعابري الطريق كبيرة منذ سنوات بزرع لوحات دُوّن عليها البدء فيه منذ عام 1435هـ والانتهاء منه عام 1438هـ إلا أن الفرح مات مع مرور عامين على تاريخ الانتهاء منه دون تقدّم كبير ملموس، في حين يؤكد “نقل مكة” عدم تعثر المشروع، ويؤكد كذلك فرع نقل الباحة أن المشروع قائم، وأن الوزارة توليه اهتماماً كبيراً.

يأتي هذا فيما بينت مصادر “سبق” أنه في العام الماضي 1439هـ حدث على الطريق في الجزء الذي يتبع محافظة العرضيات فقط دون الباحة 31 وفاة و105 إصابات؛ بسبب الحوادث.

وفي هذا الإطار قال لـ”سبق” الكاتب والإعلامي عبدالهادي بن مجنّي: الرحمة لأرواح الضحايا، والعزاء والمواساة لذويهم ولكل من فقد عزيزاً، والحقيقة أن قصص العذابات المتتالية لأهالي العرضيات مع هذا الطريق تكاد لا تنقطع، وتتزامن -غالباً- مع اقتراب حلول العيد من كل عام؛ بسبب موسم العطلة الصيفية حيث يزدحم الطريق بسالكيه.

وأضاف: والمتتبع لأخبار هذا الطريق تاريخياً وأدبياً يجده كان ولا يزال مسرحاً لمثل هذه الحوادث الدامية عبر امتداده الزمني الذي تجاوز أربعة عقود؛ بسبب نقص اشتراطات السلامة فيه، ولخطورته الكبيرة على مرتاديه، والأهم من كل ذلك عدم استكمال ازدواجيته المتعثرة منذ زمن. إنشاء طريق العرضيات من الأساس كان مكرمة غالية من ولاة أمرنا -حفظهم الله- وسهّل الكثير من أمور مواطني محافظة العرضيات، ولذا فإننا لا نزال نرجو منهم -رعاهم الله- أن يعيدوا النظر في ما من شأنه أن يحفظ النفوس المعصومة من مثل هذه الوقائع، وذلك بتسريع استكمال ازدواجيته بأسرع وقت، وتزويده باشتراطات السلامة اللازمة. حفظ الله وطننا الغالي وحكومتنا المعطاءة وشعبنا الكريم.

كما عرضت “سبق” التساؤلات على مدير فرع وزارة النقل بالباحة المهندس مسفر المالكي الذي قال: طريق المخواة- المجاردة من الطرق الأساسية الرابطة بين منطقة مكة المكرمة ومنطقة الباحة، ولأهمية هذا الطريق فإن وزارة النقل توليه أهمية عالية؛ أسوةً ببقية طرق الوزارة، وقد شرعت وزارة النقل بتنفيذ مشروع ازدواج هذا الطريق، علماً بأن هذا الطريق يشترك بين منطقة مكة المكرمة ومنطقة الباحة في التبعية الإدارية، وحيث يبدأ هذا الطريق في منطقة الباحة من محافظة المخواة وحتى محافظة غامد الزناد بطول يقارب 17 كلم، وتجري أعمال ازدواج في هذه المنطقة بقيمة تجاوزت 184 مليون ريال تتخللها 11 جسراً و61 عبارة صندوقية نصفها من العبارات الأنبوبية، ويتسع المسار والكتف الخارجي والداخلي بعرض أسفلت تجاوز 12 متراً.

أضاف: بدأ مقاولو التنفيذ في العمل بجوار الطريق القائم، وما زالت الأعمال في مرحلة القطع والردم وبعض الأعمال الخرسانية، حيث عملنا خلال الفترة الماضية بترحيل العديد من العوائق الخدمية، والتي كانت تعترض تنفيذ المشروع، مبيناً: “علماً بأن الجزء الذي يليه تابع إدارياً لمحافظة العرضيات بمنطقة مكة المكرمة، وتجري صيانته ضمن أعمال الصيانة العادية للعقد الخاص بمنطقة الباحة.

وأوضح “المالكي”: وزارة النقل ممثلة بفرع منطقة الباحة قائمة بمتابعة مستمرة للجزء القائم ضمن مشاريع الصيانة؛ نظراً لأهميته الحيوية مع توفير جميع وسائل السلامة التحذيرية والإرشادية المعمول بها حسب مواصفات وزارة النقل؛ أسوةً ببقية مشاريع الوزارة حيث تم تنفيذ عدد 3 مشايع صيانة وقائية داعمة للسلامة المرورية والتأهيل وتحسين طبقات الرصف وصيانة الحواجز الحديدية والخرسانية، ونتوقع مع اكتمال أعمال الازدواج أن يكون إضافة حقيقية لطرق وزارة النقل بالمنطقة، ويسهم في خدمة إنسان المنطقة والعابرين خلالها.

فيما قال مدير فرع وزارة النقل بمكة المهندس خالد السواح لـ”سبق”: المرحلتان الأولى والثانية بطول 18.7 كلم وبمبلغ جاوز 149 مليون ريال بنسبة إنجاز 4.77٪ للمرحلة الأولى و6٪ للمرحلة الثانية، مضيفاً: “لا يوجد تأخير في هذه المشاريع حتى تاريخه، ومتوقع انتهاء المرحلتين خلال 18 شهراً حسب البرنامج الزمني، وهذه المشاريع تغطي الجزء الذي ضمن نطاق منطقة مكة المكرمة، فالمرحلة الأولى كانت ضمن المشاريع الموقفة من قبل وزارة المالية، وقد تم استئناف العمل فيها بعد الموافقة على الاعتمادات المالية، والمرحلة الثانية كان هناك عوائق استملاكات وخدمات تحتاج لترحيل، وقد تم التعديل لتفادي أكبر جزء والتنفيذ، والمرحلة الثالثة لا تزال تحت الترسية إجراءات فقط.

المصدر: سبق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى