اهم الاخبار

“لَا تَجْعَلُوا السُّفهَاء مَشَاهِير” تحظى بانتشار واسع وتثير الكتاب والمفكرين

علق الكاتب أحمد عبدالرحمن العرفج في زاويته بجريدة المديَنية على مانشر قَبْل أَيَّام، حيث احتَلَّ المَشهَد الإعلَامِي ومَواقع التَّواصُل، مَقطَع مِن شَخصٍ لِبنَانِي، مَفصُول مِن عَملهِ، لَا يُمثِّل إلَّا نَفسه، هَذا المَقطَع انتَشَر، وأَصبَح فِي الصَّدَارَة، ولَا أَظنُّ أَنَّ هَذا العَامِل السَّامِج

مؤكدا العرفج: أن مَوَاقِع التَّواصُل تَحْمِل لَنَا الخَير؛ بنَفس المِقدَار الذي تَحْمِل لَنَا فِيهِ الشّر.. وسهُولة النَّشر فِيهَا؛ أَغْرَت واستَدْرَجَت الأَغلبيَّة، إمَّا للمُشَارَكَة فِيهَا، أَو مُتَابعتهَا، وهَذَا كُلّه مَقبُول ومَفهُوم، ويَستَحقُّ الدِّرَاسَة..!

أَمَّا الذي نَحنُ بصَددهِ اليَوم، فأَتمنَّى مِن الجِهَاتِ المَعنيَّة دِرَاسته، والبَتّ فِيهِ مِن نَاحيةٍ قَانُونيَّة.. وحَتَّى تَتَّضَح الصّورَة فِي المَقَال، سأَضْرِب لَكُم هَذَا المِثَال:

قَبْل أَيَّام، احتَلَّ المَشهَد الإعلَامِي ومَواقع التَّواصُل، مَقطَع مِن شَخصٍ لِبنَانِي، مَفصُول مِن عَملهِ، لَا يُمثِّل إلَّا نَفسه، هَذا المَقطَع انتَشَر، وأَصبَح فِي الصَّدَارَة، ولَا أَظنُّ أَنَّ هَذا العَامِل السَّامِج، كَانَ يَتوقَّع رُبع هَذَا الانتشَار، الذي تَمَّ عَلَى أَيدينَا وبدَعمِنَا، فنَحنُ الذين حَملنَا مَقْطَعَه عَلَى أَكتَافِنَا؛ ليَصل إلَى النَّاس..!

وقَد أُعجبتُ كَثيراً بحَملةٍ؛ قَادَهَا المُغرِّدون فِي «تويتر» بعنوَان: (لَا تَجْعَلُوا السُّفهَاء مَشَاهِير)، ونَشَرتهَا صَحيفة «المُوَاطِن» بكُلِّ أَبعَادهَا..!

إنَّني أُحسِن الظَّن بكُلِّ مَن عَلَّقوا عَلَى المَقطَع، بالرَّدِّ عَلَى صَاحبه، أَو تَوبيخه، أَو تَكسير رَأسه، ولَكن العُقلَاء لَهُم نَظريَّتَان وَاضِحتَان فِي هَذا المَقطَع، وغَيره مِن المَقَاطع، التي تُصنَّف تَحت بَند «الهيَاط والشَّتم»..!

تَقول النَّظريَّة الأُولَى: إنَّنا نَعرض المَقطَع، للرَّدِّ عَليهِ، وفَضحهِ، وكَشف نَوَايَاه، وهَذا الكَلَام مَقبُول، ولَكن عَرض المَقطَع والرَّد عَليه، يَخدم فِكرة صَاحِب المَقطَع؛ أَكثَر مِمَّا يَخدِم صَاحب الرَّد..!

أمَّا النَّظريَّة الثَّانيَة، فهِي نَظريّة إخوَتنَا فِي الغَرب، حِينَ قَالُوا فِي مَثلهم المَشهور: (Stop Making Stupid People Famous)، وتَرجمتهَا: (لَا تَجعَلُوا الحَمْقَى مَشَاهير)، وقَد كَانَت هَذه المَقولَة فَرَضيَّة، ثُمَّ تَحَوَّلَت مِع الوَقتِ إلَى نَظريَة..!

إنَّنَا -مَع الأَسَف- نَخْدم أَصحَاب المَقَاطِع الرَّكيكَة والسَّامِجَة، والتَّافِهَة واللَّئيمَة ونَحنُ لَا نَشعُر، وغَالباً مَا يَتم نَشرهَا؛ مِن بَابِ التَّحذير مِنهَا، أَو الرَّدّ عَليهَا، أَو التَّنبيه بخطُورتهَا، لِذَلك مِن الجيِّد تَجَاهُل هَذه المَقَاطِع، وتَركهَا حَتَّى تَمُوت فِي مَهدهَا..!

حسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي أَنْ أَقُول: يَا قَوم، بالله عَليكُم، تَأمَّلُوا مَقولة سيّدنا «عمر بن الخطاب» -رَضي الله عَنه- حِينَ قَال: (اعلَمُوا أَنَّ لله عِبَاداً يُمِيتُونَ البَاطِلَ بهَجرِهِ، ويُحييون الحَقَّ بذِكرِهِ)، تَأمَّلوا هَذه العِبَارَة، ودَعونَا نُفكِّر بإمَاتة هَذه المَقَاطِع، مِن خِلَال هَجرهَا، ورَميهَا فِي سلّة الإهمَال، خَاصَّةً وأَنَّ نَشْر مِثل هَذَه المَقَاطِع، وتَداولهَا بشَكلٍ كَثيف، أَغرَى وسيُغري آخَرين؛ لاتِّبَاع نَفس المَنهَج والمنوَال، وإنتَاج مَقَاطِع مُمَاثِلَة، طَالَمَا أَنَّها تُثير الرَّأي العَام، وتَجعَل صَاحبهَا يَنَال الشُّهرَة فِي يَومٍ ولَيلَة..!!

المصدر جريدة المدينة بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى