“بوم” يقتحم «راديسون بلو» الكويت.. وأميرها يلتقي مالكه
# الوجهة المفضلة للجميع واستضاف أمراء ورؤساء دول ووزراء
# يعد واحدا من أكثر مطاعم الكويت شعبية وشهرة
#العديد من الصور بالأسفل
صحيفة كل الصحف – جولة في دولة – راشد العثمان
لكم أن تتخيلوا كيف اقتحم “البوم البحري” النادر شواطئ فندق «راديسون بلو» ليستقر عليها دون حراك، فيحوله صاحبه إلى مطعم بحري يعد من أندر وأشهر المطاعم العالمية.
خطرت فكرة هذا المطعم في ذهن منفّذها وصاحبه “حسين معرفي” – رحمه الله – فتكون هذا المعلم الكويتي الشهير.
وهذا البوم يشير اسمه إلى فئة من فئات المراكب الشراعية القديمة، وهو عبارة عن مركب خشبي تقليدي أبحر قديمًا في البحار العربية، وبعد أن حان موعد تقاعده استغله صاحبه ليحوله إلى مطعم بحري يجمع بين جنباته المتعة والتفرد.
(قبلة المتذوقين)
ولايمكن أن تكتمل المتعة وخصوصا لزوار الكويت دون تناول وجبة هنية فيه فيستمتعوا بأشهى المشويات والمأكولات البحرية وشرائح اللحم وغيرها من الأطباق اللذيذة التي يقدمها “مطعم “البوم” الشهير، فتبقى ذكراه خالدة في بال الكبير والصغير لما لتجربة هذا المكان الفريد من ذكريات متميزة، يتذكرون أحداث تناولهم لأي من واجباتهم على متن هذا المركب الشراعي العربي التقليدي القديم الذي اكتنزت سجلاته طوال رحلاته بأحداث ومغامرات لاتقل متعتها عن مانراه في الأفلام العالمية، ولن نفسد على القراء لذة تجربة زيارة المطعم وتذوق واجباته، وتذوق القهوة المعدّة ببراعة في ديوانية’ الكابتن داخل البوم، وليروا كيف أنه مستوحى من تراث أسرة بحرية تمتزج التمتع بمفهوم المطعم الحضاري في جو يسوده تقدير تراث الكويت.
ولن يكتفوا بحجز طاولاتهم فيه لمرة واحدة بل ولمرات عديدة لهذا المطعم التقليدي بفكرته الفذة.
(تعريف البوم)
وفي لمحة تاريخية سريعة فإن “البوم” يعد من فئة المراكب الشراعية، وتم تشيده على متن قارب البوم التراثي والفريد من نوعه من حيث التصميم، ويقدم هذا المطعم خدماته لضيوفه منذ عام 1980 لتناول أشهى الأطباق الفاخرة في أجواء تتميز بالفخامة وعبق التراث والديكور المزخرف بأجواء كويتية أصيلة
وهو من المراكب التي ينتمي إليها المحمدي الثاني، وهكذا تم اختيار هذا الاسم ليكون اسم المطعم منذ افتتاحه، وكان مطعم البوم الوجهة المفضلة دائما للمقيمين والزوار على حد سواء، لقد استضاف المطعم مسؤولين في الدولة والحكومة ورحب برؤساء دول ورؤساء وزارات، ويستمر في كونه واحدا من أكثر مطاعم الكويت شعبية وشهرة.
(فكرة مطعم البوم)
كان عبدالحسين معرفي رجلا ذا رؤية، حيث أدرك أهمية الحفاظ على ماضي الكويت وتاريخها وتسجيله، فقرر رئيس مجلس إدارة شركة فندق ساس، كما كان يسمى فندق راديسون بلو الكويت آنذاك، أن يتم التكليف باستخدام مركب شراعي كمطعم للفندق.
فاستشار صديقا له، وكان قبطانا بحريا سابقا يدعى محمد المسقطي، بشأن مشروعه، فاقترح المسقطي عليه زيارة بيربور في الهند على ساحل مالابار، حيث إن العديد من المراكب الشراعية الكويتية قد بنيت هناك.
وقد بني على امتداد هذا الساحل المحمدي الأول أكبر مركب شراعي كويتي على الإطلاق لصالح جد حسين المعرفي في عام 1916، حيث قام باستدعاء عائلة بارامي التي امتلكت حوض بناء السفن حيث بنيت هذه السفينة العظيمة، وتم الاتفاق على بناء مركب شراعي أصغر باستخدام الرسومات الأصلية للمحمدي الأول.
وفي عام 1979، وضعت رافدة القص، واستغرق البناء سنتين أخريين قام خلالهما حسين المعرفي ومحمد المسقطي بـ 18 زيارة إلى حوض بناء السفن لمراقبة المشروع والإشراف عليه.
وبمجرد إرساء المحمدي الثاني على رصيفه، سافر النجارون من حوض السفن إلى الكويت ليضعوا اللمسات الأخيرة لتحويل السفينة إلى المطعم المعروف باسم البوم.
ونصبت صواري السفينة ووضعت تجهيزات وحبال الأشعة والصواري في حين زين ونقش نحاتو الخشب التصاميم على عوارضها الداخلية، وجلبت المصابيح من سورية، وتم تسنيد أعمال صناعة الطاولات المنحوتة، والكراسي وغيرها من الأثاث، وتمت إضافة مطبخ، وبالطابق العلوي فرشت ديوانية مريحة لرواد المطعم ليجلسوا ويستريحوا فيها بعد العشاء لتناول التمر والقهوة.
(مركب جد معرفي)
وتم إنشاء مركب آخر بجانب مطعم البوم ليكون عبارة عن قاعة أفراح، حيث اعتمد معرفي على المخططات الأصلية التي تعود إلى عام 1915 الخاصة بمركب جدّه محمدي الأول، والذي كان أكبر مركب شراعي في ذلك الوقت، وعكف أمهر نجاري السفن والحرفيين الخبراء على بناء المركب يدويًا بمنتهى الدقة والمهارة في كوزيكود (كاليكوت) في الهند.
وتطلبت عملية البناء استخدام 17500 قدم مكعب من أفخر أنواع خشب التك و8800 مسمار حديدي يدوي الصنع و2.5 طن من النحاس، واستغرق العمل 35000 ساعة في المجمل.
كما استغرق بناء مركب “البوم” 3 سنوات، وقد وصل المركب إلى الكويت في عام 1979 أي قبل سنة لافتتاح الفندق في عام 1980وهذا المركب غير الساحلي مصنوع من أفخر أنواع خشب الساج المزخرف بأشكال أوراق الشجر الذهبية، لتضفي عليه طابع الفخامة في الإبحار.