اختتام المنتدى الدولي الأول للسياحة الدينية في أوزباكستان ومليار دولار عائدات السياحة الأوزبكية في 2018 بزيادة 83 في المئة عن 2017
بخارى : صحيفة كل الصحف عبده مهدي
اختتمت أعمال المنتدى الدولي الأول للسياحة الدينية الذي عُقد بمدينة بخاري الأوزبكية ، وفي مركز الشباب خلال الفترة من 21 حتى 23 من شهر شباط ( فبراير) الجاري، وذلك بمشاركة ممثلي 34 دولة من حول العالم، منها السعودية ومصر والكويت وعدد من الدول الإسلامية، برعاية المنظمة اﻹسلامية للتربية والعلوم والثقافة ومنظمة السياحة العالمية ، وبتنظيم كل من هيئة تطوير السياحة الأوزبكية، ولجنة الشؤون الدينية بمجلس وزراء أوزبكستان، وإدارة مسلمي أوزبكستان والصندوق الاجتماعي الخيري (وقف) ووزارة خارجية أوزبكستان وحاكمية محافظة بخارى.
وكانت عائدات السياحة الأوزبكية ارتفعت خلال عام 2018م من 546 مليون دولار إلى مليار دولار، بزيادة 454 مليون نسبتها 83 في المئة، كما زاد عدد السياح خلال العام ذاته من 2.6 مليون سائح إلى 5.3 مليون مع نهاية 2018. وتضم أوزبكستان أكثر من سبعة آلاف معلم تذكاري تمثل إرثاً عريقاً للتراث الإنساني.
ويأتي انعقاد المنتدى في ضوء إعلان مدينة بخاري مركزاً للثقافة الإسلامية لعام 2020م من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، وصدور توجيهات الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف بترميم معالم التراث الإسلامي بالمدينة.
وبدأت الفعاليات بجولة سياحية في مواقع التراث الإسلامي في مناطق شافركان ورانيتان وفابكينت وكاغان بمحافظة بخارى، أبدى خلالها المدعوون من رؤساء المنظمات الدولية الإسلامية وعلماء الدين المعروفين ومندوبي مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات السياحية وممثلي الدوائر العلمية والأكاديمية ومسؤولي الشركات العاملة في مجال السياحة الدينية وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أبدوا إعجابهم الشديد بما شاهدوه من معالم عريقة تعكس القيمة الحضارية الكبيرة لهذه المدينة التاريخية، ومن أبرزها مجمع بائي كلان الذي يضم مدرسة مير عرب ومسجد كلان ومأذنته الشهيرة، والذي شُيد بين عامي 770 و771هـ، ويعد من أول المساجد التي بُنيت في بلاد ما وراء النهر، كما زاروا أسواق الحرف والصناعات التقليدية القديمة من الملابس والمفروشات وأغطية الرأس التراثية.
ورافق الوفود الزائرة خلال الجولة نائب حاكم محافظة بخارى لشؤون السياحة شهرياروف ، مبدياً ترحيباً كبيراً بضيوف الدولة، ومشيراً إلى أن عدد السياح الوافدين إلى بخارى بلغ نحو 2.5 مليون سائح خلال عام 2018م.
ومن جهته كشف القائم بأعمال النائب الأول لرئيس هيئة الدولة لتطوير السياحة الأوزبكية ، أولوغبيك قاسمخوجائيف أن الدولة تخطط لعقد منتديات مماثلة في كل من محافظتي سمرقند وخوارزم.
و بدأت جلسات المنتدى ومعرض المنتجات السياحية المصاحب له يوم الجمعة الماضي، والذي شهد إجراء مفاوضات بين الضيوف ورجال الأعمال العاملين في مجال السياحة بأوزبكستان.
وفي أولى الجلسات تحدث كل من نائب رئيس وزراء جمهورية أوزبكستان عزيز عبدالحكيموف ، وحاكم محافظة بخارى أوكتام بارنائيف ، والمفتي عثمان خان عليموف رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان عن أهداف المنتدى الرامية إلى ترويج قدرات أوزبكستان في مجال السياحة، وتحول أوزبكستان إلى أحد أكبر مراكز السياحة الدينية في العالم الإسلامي. وكذلك تطوير محافظة بخارى المشهورة بالسياحة الدينية والزراعية، ورفع مستوى المعيشة، وتحسين جاذبية الاستثمار في أوزبكستان التي تضم نحو 900 فندق تشتمل على 21 ألف غرفة، منها 60 فندقاً في بخارى مجهزة لاستقبال عشرة آلاف سائح يومياً. كما تطرقوا إلى الخطة الخمسية لتطوير المعالم الإسلامية وترميم المباني التراثية والتاريخية، وصدور 30 قراراً رئاسياً لتحقيق هذه الخطة. وتطرقوا كذلك إلى الجهود التي تبذلها الدولة لتطوير السياحة وجذب مزيد من الاستثمارات، ومنها إلغاء تأشيرة الدخول لـ45 دولة، وتوفير المصاحف والمصليات بغرف الفنادق، وتأسيس شركة السياحة الإسلامية.
كما استمع الحضور إلى كلمات رئيس ائتلاف دعم مصر بمجلس النواب المصري الدكتور عبدالهادي القصبي ، والشيخ سعيد بخاري إمام الجامع الكبير في العاصمة دلهي، والشيخ روشن عباسوف النائب الأول لرئيس مجلس المفتين ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية. وقد أشاروا إلى العلاقات التاريخية بين بلدانهم وأوزبكستان بدءاً من الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في بخارى، مشيرين إلى تنامي عناصر الجذب السياحي للمدينة العريقة، وتحولها مع مرور الوقت إلى مركز إسلامي، واشتهارها باسم (بخارى الشريف). وأعربوا عن حبهم الكبير لأوزبكستان، وأنها مسقط رأس كثير من آبائهم وأجدادهم، ولا سيما بخارى بأهلها الطيبين وطبيعتها الخلابة، مبدين سعادتهم بإعلان بخارى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2020م.
وفي ختام أعمال المنتدى تم اعتماد بيان بخارى الذي ينص على الاعتراف بأوزبكستان بصفتها أحد مراكز السياحة الدينية، كما جرى التوقيع على عدد من مذكرات التعاون بين أوزبكستان وكل من ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة وجنوب أفريقيا وتركمانستان وكازاخستان.