#تعرف_على_قصة_جنيه إدريس.. وفاء ملك مع خادمه
حينما صدر المرسوم الملكي بإعتماد الجنيه المصري فى يوم 4 يوليو 1924م ، تسأل ناس كثيرون من أبناء الشعب المصري عن الصورة التى طبعت عليه !
فلم تكن صورة الملك فؤاد الأول !!
ولم يكن أيضا صورة لأحد الأمراء !!
ولم يكن صورة زعيم من زعماء الأمة والسياسة !!
ولكنها صورة لرجل فلاح يحمل سمرة الجنوب ولحيته البيضاء تغطى التجاعيد وعلى رأسه عمامة بيضاء وفى عينيه نظرة رضا وسكينة وعلى كتفه عباءة بسيطة !!
وهذا ما جعل الناس يتساءلون عن ذلك الشخص ومن يكون!!؟؟
ولماذا وضعت صورته على تلك العملة التى طالما يوضع عليها صور الملوك والسلاطين !!؟
إنه .. إدريس الأقصري ، حيث كان يعمل بستاني وخادماً في معية الأمير فؤاد
وضعت صورة إدريس الأقصري على الجنيه المصري لأغرب سبب لا يمكن أن يخطر على بال أحد !
فهو لم يكن ملكاً ولا قائداً عسكرياً أو أميراً أو وزيراً , بل كان إدريس فلاح بسيط ربما لا يعرف الكتابة ولا القراءة !!
حيث كان إدريس الأقصري خادماً لـ الأمير فؤاد ، حيث خدم إدريس الأقصري الأمير فؤاد على مدى عشرون عاماً كان خادماً طيباً ووفياً لـ أميره ورفض أيضاً ترك الأمير فؤاد وهو مديون وحالته المادية كانت سيئة رغم أنه أمير من الأسرة العلوية
وسافر معه إلى إيطاليا و يرحل معه أينما ذهب
و يقال وهم عائدون بـ السفينة من إيطاليا إلى مصر ، حيث إستيقظ إدريس من النوم قائلاً لـ الأمير فؤاد : ” أبشر لقد حلمت أنك سوف تكون سلطان مصر وتجلس على العرش ” !
هنا نهض الأمير فؤاد وضحك وقال له : ” أنا بعيد جداً من العرش يا إدريس ، وأن للسلطان وريثاّ كما أنه يوجد فى أسرة محمد علي باشا من هو أولى مني فأنا بعيد كل البعد عن ذلك ”
ولكن أصر إدريس أن يقص حلمه على أفندينا ويكررها له دائماً مؤكداً أنه رأه يجلس على عرش مصر فى قصر عابدين والجميع ينحني له ” !!
وفي مصر سمع الأمير فؤاد حامل الجرائد وهو يصيح : ” إقرأ خبر الأمير كمال الدين تنازل عن ولاية العرش ” ، هنا إندهش الأمير فؤاد وقرأ الخبر، ولكن ذلك لم يغير من الأمير فؤاد شيئا فهناك من يرث العرش كـ الأمير عبد المنعم بن الخديو عباس ، ونسى فؤاد ذلك الأمر كله فهو أبعد ما يكون عنه ، ولم يعلم أن الأمير كمال الدين قد هاجر هو وزوجته الى فرنسا
وظل الأمير فؤاد بعيداً عن الأحداث حتى فوجئ بدعوة لـ قصر عابدين لأمر هام !
ولبى الأمير فؤاد الدعوة ولم يكن يعرف سبب الدعوة !
ولكنه وهو هناك في قصر عابدين لـ يزور السلطان/ حسين كامل الذي كان مريض وقتها وهو على فراش الموت حيث تفاجأة الأمير فؤاد عندما قالوا له أنه وقع عليه الإختيار لكي يكون ولياً للعهد وسلطان مصر بعد وفاة السلطان حسين كامل !! وبلغوه أن لا يبلغ أحد بذلك !
وقد أصيب الأمير فؤاد بذهولاً طويلاً وهو يتذكر حلم خادمه عم إدريس ! حتى رحل متجهاً إلى منزله ووجد خادمه إدريس جالس ع الأرض !!
فنظر له الأمير فؤاد وإبتسم له قائلاً : ” إنهض يا إدريس بك ” !
وإستغرب إدريس من ذلك ! فلم يعطى الرتب والألقاب الباكوية غير صاحب الجلالة عظمة السلطان !
فكرر له الأمير فؤاد قائلاً : ” إنهض يا إدريس بك ، يبدوا أن حلمك يتحقق وسوف أكون سلطان مصر وأجلس على العرش وستكون صورتك على أول جنيه تصدره حكومتي ” !
وهنا ظهر وفاء الأمير فؤاد ( السلطان – الملك/ فؤاد الأول فيما بعد ) لـ خادمه ، وبعد الإستقلال وبعدما أصبحت مصر مملكة مستقلة بذاتها وظهر صور إدريس على الجنيه المصري في يوم 4 يوليو1924م وكان يسمى وقتها عند المصريين بـ ” جنيه إدريس ” ،،