اخبار كل الصحف

العلاقة السعودية مع “لؤلؤة الخليج”.. تلاحم المواقف وتناغم السياسات


شهدت العلاقات السعودية البحرينية، تنامياً غير مسبوق في السنوات الأخيرة، ووثّقت العلاقات على أعلى المستويات الدبلوماسية والشعبية. وبالعودة للعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، التي تعود إلى الدولة السعودية الأولى (1745- 1818م)؛ فالدولة السعودية الثانية (1840- 1891م)، ثم جاءت أول زيارة للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- لمملكة البحرين؛ ليزور الشيخ عيسى بن علي آل خليفة شيخ البحرين، وكانت زيارة تاريخية ولَبِنة أساسية شُيّدت عليها العلاقات الصلبة المستمرة حتى اليوم، وعُرفت بالإخلاص، وتجمعهما المصاهرة والنسب والجوار الخليجي.

وبعد زيارة الملك عبدالعزيز بسبع سنوات، وفي العاشر من شهر شوال 1356هـ، الموافق 15 ديسمبر 1937م، زار الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله -وكان في ذلك الوقت ولياً للعهد- الشيخ حمد شيخ البحرين، وتوالت الزيارات حتى اليوم.

فلم تكن لؤلؤة الخليج وعروسه على هامش العلاقات السعودية؛ بل شريكاً وحليفاً وفياً، ولا يربطها مع السعودية جسر الملك فهد الممتد لحوالى ٢٥ كيلومتراً على مياه الخليج العربي فقط؛ بل تربطهما المواقف والعلاقة التاريخية، عاشوا معه الصراعات والنزاعات التي تحيط بهما؛ لكن ثبات المواقف وحالة الانسجام حالت دون الخطط والمكائد.

والسعودية لا تعتبر البحرين جارةً فحسب؛ بل تعدها جزءاً من مكوناتها، وما يعكر صفوها بالضرورة يضر “الرياض”. ويتذكر التاريخ محاولات أيادي الملالي العبث بالأمن البحريني؛ فلم تتردد السعودية وقت ذاك في كبح الفوضى، وتصدت لهذا المشروع، وسيّرت الجحافل والعتاد العسكري، وناورت حتى سيطرت على الأوضاع.

وفي عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- استمرت العلاقات وفق منهج واضح عنوانها الأول المحافظة على وشائج القربى ومراعاة مصالح البلدين؛ امتداداً لسياسة الملوك الراحلين، وبعد استلامه مقاليد الحكم بأشهر قليلة زار ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة السعودية في جمادى الآخرة في أول زيارة رسمية له، واستمرت لأيام، وقبلها قام بزيارة أخوية، وقد جاءت زيارته الرسمية بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للبحرين عندما كان وزيراً للدفاع والطيران.

وفي جولة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدول الخليجية، زار البحرين، وكانت أول زيارة رسمية له؛ وذلك في الثامن من ربيع الأول من العام ١٤٣٨هـ، تباحَثَ وقتها الملكان في الملفات المشتركة والعلاقات الاستراتيجية المتسمة بالخصوصية.

وفي المواقف والأزمات اصطفّت المنامة مع الحلفاء، ولم تتخاذل وتركن في المناطق الرمادية، وشاركت بعاصفة الحزم، وكان العاهل البحريني هو ثالث قائد عربي يزور الرياض بعد انطلاق العمليات العسكرية في اليمن لدحر الحوثي.

وفي الأزمة الخليجية الأخيرة، سارعت “البحرين” بالوقوف مع السعودية تضامناً مع جيرانها، وأعلنت بوضوح مقاطعة النظام القطري حتى يعود لجادة الحق ويتبرأ من التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وفي ظل ما تقوده تركيا وحليفها القطري من تسييس واضح في واقعة مقتل الصحافي جمال خاشقجي؛ رفضت المنامة ذلك، وأيدت التحقيقات السعودية مبديةً الثقة بها.

وفي العلاقات التجارية والسياحية، مثّل جسر الملك فهد الذي أُسس في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، الشريان الرئيسي للتبادل التجاري.. وفي السياحة يُعَد السياح السعوديون هم الأكثر زيارة للمملكة البحرينية، ومحرك رئيسياً للاقتصاد السياحي، ويومياً يعبر جسر الملك فهد من الجانب السعودي الكثير من السياح، واستفادت البحرين من الجسر حيث يمر من خلاله صادراتها للسعودية وبعض الدول الخليجية، وقد دعمت السعودية مؤخراً الاقتصاد البحريني بالمليارات على شكل مشاريع واسثمارات.

المصدر: سبق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى