تُصدر السيارات بشكل عام أصواتًا على الأغلب، أو على الأقل صوت محرك الاحتراق الداخلي في السيارات التقليدية، لكن على الجانب الأخر فإن السيارات الكهربائية لا تفعل أي شيء من ذلك، ويُعد هذا أمرًا مؤسفًا ليس فقط بالنسبة لنا كعشاق لصوت أداء المحرك، ولكنه مؤسف أيضًا بالنسبة للمشاة وغيرهم من مستخدمي الطرق الذين يعتمدون على الصوت لمعرفة مدى اقتراب السيارات منهم، وهذا أمر خطير للغاية وخصوصًا للذين يعانون من مشاكل الإبصار.
ولهذا السبب تتعاون جاكوار مع مؤسسة دعم المكفوفين ” Guide Dogs for the Blind” لتطوير نظام إنذار مسموع لطرازها الكروس أوفر الكهربائي بالكامل “I-Pace”، ويعمل النظام عن طريق إصدار أصوات من وحدة توجد خلف الشبك الأمامي مصممة خصيصًا لإعطاء إشارة صوتية عند السرعات المنخفضة مفادها أن السيارة تتحرك في مكان ما بالقرب من الشخص.
ويتميز الإنذار بنغمة حادة وقوية كما أنها تتناسب مع سرعة السيارة، كما يُصدر نغمة إضافية مختلفة في حالة الالتفاف، وتم برمجة النظام بحيث لا يمكن للسائق تعطيله أو فصله ولو بشكل مؤقت، ولكن يجب أن نشير إلى أن التحذير يعمل فقط عند السرعات الأقل من 20 كلم/سا، وذلك لأن أعلى من هذه السرعة فإن أصوات الرياح والعجلات تُعد كافية.
وقال أحد مهندسي جاكوار في هذا الإطار: “إن غياب ضجيج المحرك التقليدي من السيارات الكهربائية يخلق مشكلة للمشاة خصوصًا المكفوفين أو ضعاف البصر، ولقد قمنا بتطوير نظام تنبيه مسموع لطراز I-PACE لضمان سلامة جميع مستخدمي الطرق، كما جعلنا هذه التقنية غير قابلة للإيقاف من قبل السائق، وبصفتها مؤسسة رائدة في الأعمال الخيرية للأشخاص الذين يعانون من فقدان البصر، فيسعدنا الحصول على الدعم من مؤسسة Guide Dogs for the Blind لضمان جودة ودقة النظام”.
والجدير بالذكر أن هذه التقنية تم تطويرها بالتعاون مع المؤسسة الخيرية على مدار أربع سنوات، كما أنها حققت الشروط الخاصة بالأنظمة الأوروبية والتي تشترط معدل ضوضاء لا يقل عن 56 ديسبيل فيما يخص السيارات، ومن المتوقع البدء في استخدام هذه النظام بحلول شهر يوليو من العام القادم.
ولكن ربما تتساءلون لماذا استغرق تطوير هذه التقنية كل هذا الوقت؟، والسبب في ذلك كان محاولات جاكوار المستمرة في الوصول إلى أنسب صوت للتحذير، حيث قامت في بداية الأمر باستخدام صوت علوي يشبه مركبة الفضاء ولكنهم لاحظوا أن المشاة تتجه أنظارهم للأعلى، لذلك قاموا باختبار العديد من الأصوات المختلفة في غُرف كاتمة للصدى مع مواقف مختلفة من الواقع حتى وصلوا إلى المجموعة المناسبة من الأصوات.
وختامًا، فهل نرى هذه التقنية الرائعة في سيارات كهربائية أخرى؟، نتوقع ذلك بشكل كبير، حيث أن التنافس بين الشركات لا يكون في فقط في تقديم أنظمة سلامة للركاب ولكن أيضًا للأشخاص خارج السيارة.
المصدر: سعودي اوتو
