وطن كل عام نحبه أكثر
مقالة للدكتورة/ .سونيا أحمد علي مالكي
طبيبة / مدير ادارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقاً
قالت فيها:
قبل ثمانية وثمانين عامًا وفي مثل هذا اليوم كان الوطن حلمًا فتحقق، وكان أملاً فأصبح واقعًا، وكان خيالاً فأصبح كيانًا. نحتفل اليوم أبناء وبنات الوطن العزيز الغالي بذكرى اليوم الوطني، ذكرى المعجزة التي تحققت على يد القائد المؤسس، والباني العظيم، والملك الموحد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود- يرحمه الله – الذي لم يرسم فقط خريطة الوطن الذي تفوق مساحته مساحة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وتمتد سواحله وتتعدد موانئه على طول آلاف الكيلومترات بحرًا وخليجًا، وإنما أيضًا ليرسم مستقبل هذا الوطن بناءً وكيانًا وإنسانًا، نموًا وتنمية، صعودًا وتميزًا، لنعيش اليوم في ظلاله وننعم بأمنه وأمانه وخيره ورخائه، وعزه ومجده وعليائه.
هذا الكيان الذي قام على أسس العقيدة الإسلامية السمحة تمتع منذ الإعلان عن قيامه في 23 سبتمبر 1932 بالأمن والثبات والاستقرار، وعدم التفريط بمبادئه وثوابته ، فكان مثالاً للدولة الحرة المستقلة، لا سيما وأنه لم يخضع للاستعمار، ولم يشهد – كالعديد من دول المنطقة- ثورات أو انقلابات أو حروبًا أهلية واضطرابات ونزاعات، واستطاع أن يصنع نهضته بشكل ملفت محققًا قفزة نوعية، وفي زمن قياسي في التحول من طور الدول النامية إلى طور الدول المتقدمة. فالمملكة اليوم – بحمدالله وعنايته- عضو فاعل في المنظمات الدولية بما في ذلك منظمة التجارة العالمية، وفي مجموعة العشرين، ولها وزنها السياسي، وثقلها الاقتصادي، إلى جانب ما تتمتع به من مكانة روحية عظمى باعتبارها أرض الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم ومقصدهم حجًا وعمرة وزيارة.
وهي معجزة، لأنها ظلت، ومنذ الإعلان عن قيامها وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز تقوم بدورها التاريخي المتواصل في دعم ومساندة قضايا أمتها العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حتى وهي تخوض حربًا عند حدها الجنوبي ضد عصابات الحوثي الذين اختطفوا الشرعية في اليمن الشقيق وباتوا يهددون أمن منطقة الخليج. اليوم تقف المملكة – كعادتهادائمًا – بكل قوة وصلابة إلى جانب الفلسطينيين، مقدمة لهم كافة أشكال الدعم والمساندة، فقبل فترة قليلة حولت المملكة 80 مليون دولار للسلطة الفلسطينية لدعم موازنة فلسطين، وقبل أيام قليلة أدلى مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة السفير د. عبد الله المعلمي بكلمته – والأصح مرافعته – التي دافع فيها بقوة وصلابة عن القضية الفلسطينية، ثم حملت القمة العربية التي انعقدت في الظهران منتصف أبريل الماضي شعار “القدس” عنوانًا لها، وتضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قوله :” ليعلم القــاصي والداني.. فلسطين قضيتنا الأولى وسنظل كذلك حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”، وحيث تبرعت المملكة خلال تلك القمة بمبلغ 200 مليون دولار دعمًا للأوقاف الإسلامية في القدس، وتلى ذلك تبرعها بـ 50 مليون دولار لدعم الأونروا، ثم جاءت مؤخرًا تصريحات وزير خارجية المملكة السيد عادل الجبير في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات واهتمامات المملكة تأكيدًا لثوابت المملكة التي تعتبر القضية الفلسطينية في مقدمتها.
ندعو الله عز وجل أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، حتى تواصل المملكة رسالتها السامية في خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام،وفي دعم القضايا العربية والاسلامية، وفي مقدمتها قضية القدس، وليظل هذا الوطن الأمين درعًا للأمة في مواجهة مهددات أمنها القومي، وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف والميليشيات المرتزقة العميلة.
وكل عام وأنت بخير يا أجمل الأوطان وأقدس بقاع الأرض.