اخبار كل الصحف

اليوم الوطني 88 تتجدد ذكرى الوَطَنٌ الطَمُوحٌ

بمناسبة اليوم الوطني 88 كتب أ.د. فهد بن سليمان الشايع
عميد كلية التربية بجامعة الملك سعود رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية مقال قال فيه:

في يومِ الوطن، يتحتَّمُ على كلِّ واحدٍ منا ــــــ من بابِ مقتضياتِ المواطنةِ المسؤولة – أنْ يسألَ نفسَهُ أولًا، ومن ثَمَّ يسألُ كلَّ من أُوْكِلَ إليه مسؤوليتُه من أبناءٍ، وزملاءِ عمل، سؤالًا جوهريًّا، وهو: ماذا قدَّمنا لمجتمعِنَا ووطنِنَا؟. سؤالٌ يجبُ أنْ نَقِفَ عِنْدَهُ وقفَةَ تأمُّلٍ، ومحاسبةٍ ذاتية، كلٌّ مِنَّا حَسْبَ مسؤوليتِهِ سَواءً كان طالبًا، أو معلمًا، أو موظَّفًا، أو مسؤولًا، أو رجُلَ أعمالٍ، أو حتى إنْ لم يجدْ عملًا بعد أو غير ذلك. والمحدِّدُ الرئيسُ في الرضا عنِ النفسِ في الإجابةِ عنْ هذا السؤال، هو: هلْ بذلتُ ــــــ بِحَقٍّ ــــــ وسعيٍ في تحمُّلِ مسؤوليتي تُجَاهَ وطني، على المستوى الشخصي، أو الأُسَرِي، أو المجتمَعِي، أو الوطني؟.
نحنُ اليومَ في وطنِنَا الغالي، في خِضَمِّ نهضةٍ شامِلَةٍ، وِفْقَ رُؤْيَــــةٍ واضِحَةٍ، ومحدَّدَة. ترسُمُ الطَّرِيْقَ “لِوَطَنٍ طَمُوْحٍ” يقودُهُ، ويطيرُ بِهِ نَحْوَ العُلَا جناحَانِ رئيسانِ – حَسْبَ ما حدَّدَتْهُ رُؤْيَــــةُ المملكةِ 2030 – وهُمَا: حَكُوْمَةٌ فاعِلَةٌ، ومُوَاطَـــنَةٌ مسؤُولَة. والـمُوَاطَـــنَةُ المسؤُولَةُ هي مسؤولِيَّتنا جميعاً التي ينبغي علينا تَحَمُّلُ تَبِعَاتـِهـَا تُجَاهَ حياتِنَا، وأعمالِنَا، ومجتمَعِنَا. ومتى أدَّى كلٌّ مِنَّا مسؤولِيَّاتِهِ بوعيٍ، وحُبٍّ تُجَاهَ وطنِهِ، مُتسلِّحًا بقِيَمٍ راسِخَةٍ، واعتِزَازٍ بِهُوِيَّتِنَا الوطنيَّةِ، وَوِفْقَ مبادِئنَا الإسلاميَّةِ الراسِخَةِ، فإنَّنَا بذلكَ نبني مَعًا “مجتَمَعًا حيوِيًّا” بِحَقٍّ كما خطَّطَتْ لَهُ رُؤْيَــتُــنَا ــــــ رؤيةُ المملكةِ 2030-، وذَلِكَ كُلُّهُ يقودُنَا نَحْوَ “اقتِصَادٍ مُزْدَهِرٍ” يَلِيْقُ بِوَطَنِنَا ومجتَمَعِنَا، مستثمرينَ الفُرَصَ استثمارًا فاعِلًا، وِفْقَ تنافُسِيَّــةٍ جاذِبَةٍ، تبني وِفْقَ مَنْهَجِيَّةٍ، ورُؤْيَةٍ مُسْتَمِرَّةٍ ومُتَطَلِّعَةٍ دائمًا نَحْوَ الرُّقِي والتَّقَدُّمِ.
في يومِ الوطنِ، أُجَدِّدُ العَهْدَ على نفسي، وأدعو زملائي في قطاعِ التَّربيةِ والتعليمِ على وَجْهِ الخُصُوصِ، أنْ نَضْطَلِعَ بمسؤولِيَّاتِنَا العظيمةِ تُجَاهَ بناءِ “وطنِنَا الطَّمُوْحِ”، من خلالِ مسؤولِيَّتِنَا الرئيسَةِ في صناعةِ التَّغْييرِ لبناءِ “جِيْلٍ حيَوِيٍ”؛ نُعزِّزُ فِيْهِ الشَّخْصِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ، والـهُــوِيَّةَ الوطنِيْةَ، لِيُسْهِمَ في بناءِ “اقتصادٍ مُزْدَهِرٍ” لِوَطَنِنَا، لِنَنْعُمَ جميْعًا بالرَّخَاءِ والنَّمَاءِ في ظِلِّ قيادَةِ خادِمِ الحرمينِ الشريفينِ، ووليِّ عَهْدِهِ الأمينِ، حَفِظَهُمَا اللهُ ورعاهُمَا، وأدامَهُمَا ذُخْرًا للوطنِ وأهْلِهِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى