“وزنياك”.. مخترع غيَّر مفاهيم التكنولوجيا في العالم.. فما مكاسب السعودية من اختياره سفيرًا لبوابتها التقنية؟
محمد صبح
تناقلت وسائل الإعلام عبر العالم على مدار الساعات الماضية نبأ منح الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرون الشريك المؤسس لشركة “أبل” ستيف وزنياك منصب سفير البوابة التقنية السعودية (Saudi TechHup). فما الأهمية التي يمثلها شغل هذا الخبير الأمريكي المرموق في مجال التكنولوجيا ذلك المنصب بالنسبة للسعودية؟ وما المكاسب التي ستجنيها من وراء ذلك؟ وما الدلالات التي يكشف عنها اختيار السعودية له ضمن مساعيها الدؤوبة لتحقيق التحول الرقمي في مناحي الحياة ومجالاتها كافة؟
رائد ثورة الحواسيب
تنبع أهمية شغل وزنياك المنصب من الثقل التقني الذي يمثله في مجال الاختراعات والتكنولوجيا المتطورة، وتأسيس الشركات العملاقة، والعلاقات الدولية، وخصوصًا في وادي السليكون.. فمن تراكم خبرات وزنياك في هذه المجالات ستستفيد السعودية من نبوغه المعرفي، ولاسيما أنه – بحسب “ويكيبيديا” – “يعرف بوصفه رائد ثورة الحواسيب الشخصية في السبعينيات والثمانينيات، جنبًا إلى جنب مع شريكه ستيف جوبز”. كما أنه “أحد أكثر المهندسين المبدعين في وادي السليكون”.
فـ”منصب سفير البوابة التقنية السعودية” الذي شغله وزنياك ابتداء من أمس ليس منصبًا شرفيًّا أو دعائيًّا أو يحمل طابع العلاقات العامة في الترويج له أو للبوابة، بل منصبًا مرتبطًا بمهام محددة، سيضطلع بها لصالح السعودية، منها المواءمة بين الاحتياجات السعودية التقنية وآخر التطورات في هذا القطاع الحيوي على مستوى العالم.
التطوير التكنولوجي
فمن الواضح أن السعودية خططت جيدًا للاستفادة من وزنياك في مجالات عدة، أحدها مقدرته على التطوير التكنولوجي؛ إذ يوصف بأنه “رجل غيَّر مفاهيم التكنولوجيا في العالم”، وهنا ستعتمد عليه السعودية في المواءمة بين احتياجاتها التكنولوجية وآخر التطورات في هذا المجال، كما ستعتمد عليه في وضع تصورات عن الاختراعات التي تعزز فرص مواطنيها في المستقبل؛ إذ يتوقع وزنياك – على سبيل المثال – أن “يشهد عام 2025م اختراعات مذهلة، قد تغير من أنماط حياة البشر”.
ويكشف اختيار السعودية وزنياك عن دلالات مهمة، منها التزامها أمام مواطنيها والأجيال القادمة باستقطاب الخبرات المرموقة للاستفادة منها في تحديث أساليب الحياة في المجتمع السعودي، وهو ما أوضحه المستشار في الديوان الملكي رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني سعود القحطاني عند تسليم وزنياك شهادة الاتحاد؛ إذ قال: “إن اختيار وزنياك يأتي ضمن حرص الاتحاد على استقطاب أفضل العقول العالمية في قطاع التقنية بالسعودية سعيًا لوصول السعودية إلى أن تكون بوابة التقنية في المنطقة”.
وإن كان اختيار وزنياك لا يمثل في سياق استقطاب السعودية الخبرات إلا واقعة واحدة لكنه يدل على مضي حكومتها المنظم والهادف في مسار تحقيق الوعود والفرص الحضارية التي تتضمنها “رؤية 2030″، منها تحقيق التحول الرقمي الشامل في شتى مناحي الحياة.
المصدر: سبق