اخبار كل الصحف

الغباء المقدس..!


العنصرية ببساطة ودون كثير من التعقيدات هي أغبى معصية يمكن أن يرتكبها الكائن البشري، والعنصري غبي بالضرورة. لا يمكن أن تكون عنصريا دون مسحة من غباء ظاهر لا تخطئه العين. ولا أريد أن أسيء لجميع الأغبياء بالطبع، لأن كل عنصري غبي، وليس كل غبي عنصريا.

والعنصرية تعني ببساطة أن غبيا ما ـ أو مجموعة من الأغبياء ـ يتفاخرون بأشياء لم يكن لهم يد في وجودها، فلا أحد اختار لون بشرته ولا عرقه ولا اسم قبيلته.
ولا دينة ومذهبه

الأشياء التي لا جهد فيها هي ملعب العنصريين المفضل وساحتهم التي لا يباريهم فيها أحد.

بالطبع لا أتحدث عن حقيقة أن كل الكائنات البشرية ينحدرون جميعا ـ بيضهم وحمرهم وصفرهم وسمرهم وعربهم وعجمهم ـ من أب واحد وأم واحدة، لأن فكرة مثل هذه يصعب على عقل العنصري أن يتخيلها ويستوعبها. مع أنه يعرفها. وهذه من غرائب العقل العنصري.

العنصري لا يستطيع أن يتحرك في أي مساحة تفاضل أخرى تعتمد على الجهد الذاتي، والأبداع والأختراع والتميز الذاتي لأن التفاضل بين الناس في الدنيا يكون في العمل والإنتاج والبراعة، والتفاضل في عمل الآخرة يكون في التقوى، لا يوجد خيار ثالث، فحين تكون مخلوقا بشريا فإنك تحصل على أفضلية بأحد هذين الأمرين فقط، إما أن تكون أفضل من غيرك بعمارتك الأرض بالعلم والعمل، أو أن تكون أفضل من غيرك لأنك مؤمن بأن الآخرة خير وأبقى وتعمل من أجل هذا الإيمان.

والعنصري هو أسوأ المخلوقات في هذين المجالين، ويكفيه سوءا وغباء مقدس بأنه يرتكب المعصية الأولى، ليس مبدعا حتى في المعاصي. هذا إرثه الحقيقي والماضي الذي يعود إليه. وأعني معصية
«أنا خير منه»!

لا أكتب متحدثا عن حادثة محددة اومقطع فيديو محدد، لأنه من الواضح أن الأشخاص أصحاب الصور و المقاطع العنصرية والطائفية والمذهبية والدينية غير أسوياء ، ولا يمكن أن يكونون طبيعيين ، لكني أتحدث عما غير ذلك من العنصريات الموجودة بالفعل، وعن المتفاخرين بما لم يصنعوا، وعن الذين يؤمنون أن الاسم أو اللقب يجعلهم أفضل من غيرهم عند الله وعند خلقه.

والأمر الذي يلفت النظر ـ قليلا ـ هو أن الدفاع المستميت عن عنصريتهم وتطرفهم والقبيلة يكون عنيفا وقويا لأن العنصري مريض ، ويحتاج تحويلهم للعلاج النفسي والعضوي والفكري وهذه عنصرية حتى في محاربة العنصرية، لو أنه تحدثوا ـ على سبيل المثال ـ عن الاهمال والاستهتار والتهجم ضد الغير والعنف والتحريض ضد الغير لربما مر كلامهم بسلام وكأنه لم يقل شيئا. وهذا هو مربط الفرسان ،

فإما أن نكون ضد العنصرية بشكل واضح، أو نكون عنصريين حتى في تعريف العنصرية ومحاربتها.

وعلى أي حال..

في الآخرة ستكون الأمور أكثر وضوحا بلا شك ولا ريب، لكن حتى يأتي يوم الدين فإن القوانين الصارمة في الدنيا يجب أن تضع حد للمتفلتين على خلق الله، الذين خلقهم من تراب ثم إليه يعودون. هؤلاء يحتاجون لقوانين تذكرهم ـ رغما عنهم ـ بهذه الحقيقة البسيطة، لا أكثر ولا أقل.

وأتذكر عندما أطلقنا قبل عدة سنوات مبادرة وحدة الصف الوطني
( كلنا للوطن ) ومنها
دستور قانون الوحدة الوطنية

قامت قيامة وتأويلات أصحاب الغباء المقدس

وهكذا نحن الآن ف مشروع وحدة الصف الوطني الإعلامي

يظهرون لنا من هنا وهناك أصحاب الغباء المقدس بأبداعاتهم المقدسة الغبية

اللتي لا تسمن ولا تغني من جوع

وهنا نتمني من المبدعين والموهوبين أطلاق مبادراتهم المتميزة لدعم المجتمع والوطن ف جميع المجالات والاتجاهات

ياالله ل ورشة عمل نشمر فيها عن سواعدنا

لنتكامل ونساعد بعضنا بعضا ونبتعد عن المتذمرين السلبيين مدام الأبواب مشروعة مفتوحة بالتفاؤل والإيجابية وبالتسامح والمحبة

وهكذا يكون مستقبلنا أفضل ف أغلي وطن

كل عام وانتم بخير

وعيد سعيد

عبدالعزيز الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى