اخبار كل الصحف

مكافحة التنمر في مدارس محافظة الدرعية للقضاء عليه بأسلوب تعليمي وتربوي


صحيفة كل الصحف – راشد العثمان

تزامنا مع إطلاق إدارة تعليم الرياض لمبادرة “كن صديقي ضد التنمر” في جميع المدارس، في خطوة تهدف إلى توعية الطلاب بمفهوم العنف وأسبابه وأشكاله المختلفة، وتحسين التعامل مع الآخرين والتسامح.
دشن مكتب التعليم بمحافظة الدرعية البرنامج الإرشادي (الحد من التنمر بين الطلاب والوقاية منه) بمشاركة المدرب التربوي والمستشار والخبير الأسري الأستاذ / عبدالرحمن الحزاب وقائد المدرسه الأستاذ/ ابراهيم الحزيم ومشرف التوجيه والإرشاد الأستاذ/ محمد الدخيل، ومشرف الخدمات الإرشادية الأستاذ/ عبدالروؤف الحميدي بحضور مساعد مدير مكتب التعليم للشؤون التعليمية بالدرعية الأستاذ/ فهد القناص وعدد من المشرفين ومرشدي الطلاب بمدارس المكتب ويستمر البرنامج الإرشادي أسبوعا كاملا تحت شعار # كنصديقيضد_التنمر وذلك بمقر مدرسة متوسطة الدرعية.
وتأتي تلك المبادرة تأكيدا على ما تضمنته تعاليم الشريعة الإسلامية الداعية إلى التعامل مع الآخرين بالحسنى والتسامح والرحمة والعفو، وتبصير الطلاب والعاملين في المدرسة وأولياء الأمور بمفهوم العنف وأسبابه وأشكاله المختلفة، وإكسابهم الأساليب التربوية “الوقائية” الملائمة للقضاء على العنف، والتعامل معه.

مواجهة التنمر

بداية استهل المدرب عبدالرحمن الحزاب البرنامج بالتعريف بالتنمر وكيف يمكن أن يحدث وأماكن حدوثه كالمدارس والعمل والمنازل.
وتطرق المدرب للعديد من المفاهيم والبرامج المعنية بمكافحة التنمر في المدارس، وتفاعل الحضور للحد من التنمر في المدارس والتدرب على كيفية مكافحته والعلاج بالطرق العلمية التربوية الحديثة.
مبينا أن التنمر يعد ظاهرة بدأت بالانتشار في مجتمعاتنا بشكل ملفت فنرى خصوصا في محيط المدرسة أن هناك طلابا يتنمرون على أقرانه لأسباب عديدة، ويمكن أن يحدث التنمر بين الفئات الاجتماعية والطبقات الاجتماعية.
وتطرق خلال البرنامج إلى كيفية التعامل مع التنمر والمتنمر وكيف يمكن التغلب على ذلك، مشددا على عدم تجاهل هذا الأمر خصوصا مع طلاب المدارس.
مبينا أن هناك طلابا قد يتعرضون للمضايقات من قبل أشخاص آخرين في المدرسة أو خارجها لأي سبب ما وهنا يأتي دور المدرسة لحل مثل هذا الأمر والوقوف بحزم مع التنمر.
وتحدث دور أولياء الأمور في المنازل في الحد من التنمر مع أبنائهم من خلال الجلوس معهم ومنحهم الوقت الكافي للاطلاع على ماقد يتعرضون له في المدرسة أو خارجها.

مشاركات مسؤولة

وأكد مشرف التوجيه والإرشاد بالمكتب الأستاذ/ محمد الدخيل على أهمية محاربة التنمر الذي يعد شكلا من أشكال الإساءة والإيذاء الموجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف، ووصف التنمر بأنه يستخدم في إجبار الآخرين عن طريق الخوف أو التهديد، يمكن الحد من التنمر عن طريق تعليم المهارات الاجتماعية للتفاعل الناجح مع المجتمع.
مبينا أنه التنمر عادة يكون بأشكال مختلفة لفظي أو جسدي أو بالإيماءات، وقد يتطور ليصل التنمر بالتحرش والاعتداء البدني، أو غيرها من الأساليب.
غالباً ما يوصف التنمر في كثير من الأحيان على أنه شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية. أحياناً ما يشار إلى ضحية التنمر على أنها هدف. يمكن أن يكون التحرش لفظي وجسدي أو نفسي. في بعض الأحيان، يختار المتنمرون أشخاص أكبر أو أصغر من حجمهم. ويؤذي المتنمرون الأشخاص لفظيا وجسديا. وهناك أسباب كثيرة لذلك. وأحدها أن المتنمرين أنفسهم كانوا ضحية التنمر (مثل، الطفل المتنمر الذي يساء إليه في المنزل، أو المتنمرين البالغين الذين تعرضوا للإساءة من جانب زملائهم).

مشاكل نفسيّة خطيرة

وقال مشرف الخدمات الإرشادية بالمكتب عبد الرؤوف الحميدي: يعد التنمّرظاهرة عدوانيّة غير مرغوبة تنطوي على مُمارسة العنف والسلوك العدواني من قبل فردٍ أو مجموعة أفراد نحو غيرهم.
مقدما شكره لمكتب تعليم الدرعية، وإدارة تعليم الرياض على إطلاق مبادرة “كن صديقي ضد التنمر” في جميع المدارس بوجه عام ومدارس محافظة العيينة بوجه خاص، مؤكدا أنها خطوة تهدف إلى توعية الطلاب بمفهوم العنف وأسبابه وأشكاله المختلفة، وتحسين التعامل مع الآخرين والتسامح.
وأضاف: إن ظاهرة التنمر تنتشر للأسف بين طلاب المدارس، وتبيّن أن سلوكيّاتها تتصف بالتكرار، بمعنى أنها قد تحدث أكثر من مرة، كما أنها تعبّر عن افتراض وجود اختلال في ميزان القوى والسّلطة بين الأشخاص، ومن يمارسون التنمّر يلجؤون إلى استخدام القوّة البدنيّة للوصول إلى مبتغاهم من الأفراد الآخرين، وفي كلتا الحالتين، سواءً أكان الفرد من المتنمرين أو يتعرّض للتنمّر، فإنه معرّض لمشاكل نفسيّة خطيرة ودائمة.

مخالفات سلوكية

وقال الأستاذ/ محمد الزكري –مرشد طلابي في متوسطة الملك سعود: بما أن التنمر يعد مخالفة سلوكية، فقد وضعت وزارة التعليم خطوات لعلاج هذه المشكلة، شملت عددا من الإجراءات، للتحذير من هذه الظواهر الدخيلة، مثل تكثيف الإشراف في الأماكن البعيدة عن الأنظار، والتحذير من الاستجابة لمثل هذه العروض، وبيان خطرها على الأخلاق والدين، إضافة إلى عدها مخالفة سلوكية تستدعي حسم عشر درجات من السلوك، وحرمان الطالب من الدراسة لمدة تصل إلى شهر، ويهدف هذا الإجراء إلى الحد من حالات العنف المدرسي بأشكاله طوال العام الدراسي، وتبصير الطلاب والعاملين في المدرسة وأولياء الأمور بمفهوم العنف وأسبابه وأشكاله المختلفة، وإكسابهم الأساليب التربوية “الوقائية” الملائمة للقضاء على العنف، والتعامل معه.
وقال لقد عرّف الباحث النرويجي دان أولويس التنمر على أنه تعرض شخص بشكل متكرر وعلى مدار الوقت إلى الأفعال السلبية من جانب واحد أو أكثر من الأشخاص الآخرين.” وعرف العمل السلبي على أنه ‘”عندما يتعمد شخص إصابة أو إزعاج راحة شخص آخر، من خلال الاتصال الجسدي، أو من خلال الكلمات أو بطرق أخرى.”

من جهته بين المرشد الطلابي بمتوسطة الرعية الأستاذ/ عيد العتيبي أن إدارة الإرشاد الطلابي في إدارة التعليم بمنطقة الرياض أدركت خطورة هذه الظاهرة فوضعت خطة للتصدي لظاهرة التنمر بين الأقران في مدارس التعليم العام، من خلال تنمية المهارات المهنية والمعرفية للمشرفين التربويين المتخصصين في مجال التوجيه والإرشاد.
وهانحن الآن من خلال هذه الورشة التدريبية نسهم في تنفيذ هذه الخطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى