الصبي لـ”سبق”: نطالب برفع سعر “الدخان” لـ 50 ريالاً.. ومراقبة “سكن العزاب” والاستراحات لمنع “الشيشة”

(حوارات رمضانية) أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: يكشف رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين “نقاء”، المستشار سليمان بن عبد الرحمن الصبي، معلومات جديدة تبيّن أن واردات التبغ للسعودية خلال الـ4 سنوات الأخيرة بلغت 203 آلاف طن بقيمة تزيد على 13 مليار ريال.

ويقول: “التدخين يترك آثارًا سلبية للغاية على صحة المدخن بشكل عام، وخصوصًا الأداء الجنسي عند الشباب، وذلك بسبب المركبات السامة التي تدخل في مكونات السجائر كالقطران والنيكوتين، وأن هناك علاقة وطيدة بين تدخين السجائر، وإصابة المدخنين بالعجز الجنسي.

ويؤكد في حواره مع “سبق” أن المكتب الإقليمي للشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية كشف أن 21.2 % من سن 13 -15 من طلاب المدارس الذكور في السعودية يتعاطون التبغ، و9.1 % من طالبات المدارس في السن نفسها يتعاطينه. داعيًا إلى تكثيف التوعية في المدارس.

ويوضح أن تكلفة الرعاية الصحية للمرضى المدخنين في السعودية سنويًا تقدر بأكثر من 5 مليارات ريال، وعدد من يموت كل عام بسبب التبغ 70,000 شخص سنويًا بحسب تصريح وزير الصحة العام الماضي.

ويتناول الحوار عدد من النقاط والموضوعات المهمة، فإلى التفاصيل.

**ما أبرز جهود الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين “نقاء” وما تقدمه من برامج؟ ومن أين تحصل الجمعية على الدعم لتسيير برامجها وأنشطتها؟

الجمعية تبذل جهودًا كبيرة في مجال التوعية إلا أن هناك قصورًا في إيصال رسالتها التوعوية لجميع أفراد المجتمع، وذلك لقلة مواردها المالية، وضعف إيراداتها من التبرعات، فالدعم الوحيد والمنتظم الذي تحصل عليه الجمعية يصلها من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ولا يغطي إلا جزءًا يسيرًا من مصاريفها التشغيلية، إلا أن الجمعية تسعى لتجسير فجوة الإنفاق بتبني سياسة الأوقاف، وتمتلك “نقاء” وقفين عقارين، وتسعى لاستكمال وقفين آخرين هما في انتظار التمويل وتبرعات المحسنين، كما تتبنى الجمعية الشراكة المجتمعية مع المؤسسات في القطاعين الحكومي والأهلي.

** حذرت “نقاء” من عرض مشاهد عن التدخين في المسلسلات الرمضانية، فهل سترفع شكاوى للجهات المختصة في حال تم عرض تلك المشاهد؟

لن نتردد في رفع شكاوى ضد القنوات الفضائية التي تعرض مشاهد عن التدخين في المسلسلات والبرامج الرمضانية لأنها مخالفة واضحة، وصريحة لنظام مكافحة التدخين، ولائحته التنفيذية. كما أن مشاهد عن التدخين في المسلسلات تعد مخالفة لرؤية 2030 التي تدعو إلى بناء مجتمع صحي وسليم.

** يحرص الكثير من المدخنين على الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان المبارك، ما دور الجمعية في مساعدتهم على ذلك؟

بالفعل شهر رمضان فرصة ثمينة للإقلاع عن التدخين، لأن فترة الصيام تمتد لأكثر من 14 ساعة، فهذا دليلٌ على أن الإنسان يستطيع وداع هذه الآفة. والجمعية تقدم كل المساعدة اللازمة لكل المدخنين الراغبين في الإقلاع عن التدخين من خلال عيادة نقاء التي تفتح أبوابها طيلة شهر رمضان لتقديم العلاج والاستشارات الطبية.

** كيف تتعاملون مع النساء المدخنات، وهل نسبتهن في المجتمع كبيرة؟ وفي أي المدن أعدادهن أكبر؟

ليس هناك إحصائيات دقيقة حول تدخين النساء في المملكة، ولكن هناك بعض دراسات تؤكد أن نسبة المدخنات البالغات في السعودية 5.7 % من جملة السكان الإناث، والنسبة ستزداد إن لم تتضافر الجهود في التصدي لهذه الآفة، ونسبة النساء المدخنات في المدن الكبيرة تكون أكبر مما هو عليه في المدن الصغيرة، لأهمية حماية المرأة من هذه الآفة خصصت الجمعية عيادة خاصة للنساء في مستشفى متعاون مع الجمعية، حيث تقدم لهن الاستشارات والعلاج، مع مراعاة السرية والخصوصية التامة.

** تنتشر مقاهي “الشيشة” في أطراف المدن السعودية ويتعاطاها بعض الشباب في الاستراحات؛ فما أضرار “الشيشة”، وهل كالتدخين أم أكثر ضررًا؟

أظهرت الدراسات أن تدخين ساعة كاملة من الشيشة يطلق في الجو المحيط من المواد المسرطنة والسامة ما تطلقه (10-20) سيجارة، أي أن التدخين القسري الناتج عن تدخين الشيشة قد يفوق في آثاره وخطورته تدخين السجائر. وتأتي خطورة الشيشة إلى أنه لا يخضع للمقاييس والمواصفات، وبخاصة المخلوطة بمواد أخرى أو ما يُعرف بالنكهات مما يجعل صاحبها على فوهة بركان من الأمراض التي لا حصر لها، ولهذا ندعو الجهات الرقابية المختصة إلى تضييق الخناق على تلك المنتجات (الشيشة) بالأسواق وتعزيز الرقابة عليها، واختبارها لدى المختبرات المعتمدة لدى هيئة المواصفات والمقاييس كما ندعو البلديات بمراقبة بعض سكن العزاب، والاستراحات التي تقدم فيها الشيشة بشكل كبير وكأنها مقاهٍ خاصة.

** على الرغم من التحذيرات ورسائل التوعيةـ لماذا لا تزال أعداد المدخنين والمدخنات في تزايد؟

ما زالت التوعية دون الطموح في ظل النشاط المحموم لشركات التبغ التي تستخدم كل أساليب التضليل من دعاية، وترويج، وعلى الرغم من النشاط الكبير للشركات إلا أنه من الممكن محاصرتها إذا خصصت القنوات الإعلامية جزءًا من برامجها للتوعوية عن أضرار التدخين.

** بعد إصدار نظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية، وفرض الضريبة الانتقائية على التبغ ومشتقاته بنسب تصل 100 %، هل أثمرت هذه الجهود في الحد من التدخين؟

رفع الضريبة، وتطبيق نظام مكافحة التدخين أثرا فعلاً في تقليل تعاطي التبغ في المجتمع، ولكن ليس بالشكل المطلوب لأن سعر علبة الدخان مازالت في متناول اليد حيث إن هناك بعض أنواع من السجائر يباع بسعر قليل جدًا تقريبًا في حدود 12 ريالاً، وقد يصل بعض منها وبخاصة الدخان الرديء المهرب في حدود الـ 5 ريالات وكذلك التبغ الممضوغ الذي يباع من العمالة شرق الآسيوية بعيدًا عن الرقابة في البطحاء وغيرها من أماكن تجمع العمالة بينما نجد أن سعر علبة الدخان في البلاد المنتجة، والمصنعة تصل إلى أكثر من 40 أو 50 ريالاً كأمريكا وأوروبا وأستراليا ولهذا لا بد من الاستمرار في زيادة أسعار علبة السجائر أسوة بالدول المصنعة والمنتجة.

** كم تبلغ تكلفة علاج المدخنين في المستشفيات السعودية؟

تكلفة الرعاية الصحية للمرضى المدخنين في المملكة سنويًا تقدر بأكثر من 5 مليارات ريال سعودي، وعدد من يموت كل عام بسبب التبغ 70,000 شخص سنويًا بحسب تصريح وزير الصحة العام الماضي.

** هل يوجد مدخنون مراهقون، وأطفال في المراحل التعليمية الابتدائية والمتوسطة؟

نعم فقد كشف المكتب الإقليمي للشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية أن 21.2 % من سن 13 -15 من طلاب المدارس الذكور في السعودية يتعاطون التبغ، و9.1 % من طالبات المدارس في السن نفسها يتعاطينه، وأما بالنسبة لتدخين السجائر من المرحلة العمرية نفسها، فكشفت الدراسة أن 13 % من الطلاب، و5 % من الطالبات يدخنون السجائر، وذلك وفق الدراسات التي أجرتها المنظمة والمثبتة لديها.

** تقدمت جمعية “نقاء” بمشروع بمنع بيع السجائر وأنواع التبغ الأخرى في البقالات المنتشرة في الأحياء، هل تتوقعون الموافقة عليه؟

نص نظام مكافحة التدخين على منع بيع التدخين لمن هم دون (18) سنة، وتشكر جمعية نقاء بلدية الرياض على منعها للتموينات التي تقل مساحتها عن 100 متر من بيع الدخان.

** *هل ترون أهمية رفع أسعار شراء علب التبغ أكثر من السعر الحالي؟

لابد من رفع أسعار علب السجائر حتى لا يكون في متناول يد الأطفال والمراهقين وسبق أن طالبت جمعية في “ندوة مقاضاة شركات التبغ” برفع الضريبة على التبغ بنسبة 300 %، وهذه الزيادة العالية ستُسهم في تشجيع المدخنين على الإقلاع عن التدخين وفي الوقت نفسه تقطع الطريق أمام الذين يفكرون في تعاطي هذه الآفة.

** كم يستهلك المدخنون سجائر يوميًا؟

لا أستطيع أن أحدد بالضبط كم يستهلكون يوميًا ولكن يمكن تقديرها من الإحصائية الواردة من مصلحة الجمارك حيث أبانت أن واردات التبغ ومشتقاته خلال السنوات الأربع الأخيرة 2014-2016 بلغت 203 آلاف طن بقيمة تزيد على 13 مليار ريال.

** هل التدخين أثناء المراحل العمرية المختلفة يُزيد احتمالية إصابة الرجل بالعجز الجنسي؟

أكدت دراسة علمية أن تدخين السجائر يترك آثارًا سلبية للغاية على الأداء الجنسي عند الرجل، وذلك بسبب المركبات السامة التي تدخل في مكونات السجائر كالقطران والنيكوتين، وبعض المواد الأخرى التي تعمل على تخفيض مفعول الدورة الدموية، ومنع وصول الدم بكمية كافية إلى المنطقة التناسلية، كما يؤكد مختصون بشؤون الصحة الجنسية، أن هناك علاقة وطيدة بين تدخين السجائر، وإصابة الشباب بالعجز الجنسي. فالمدخن يفقد نسبة 30 % من قدراته الجنسية، ومن يدخن لمدة عشرين سنة فإنه يفقد 50 % من قدراته الجنسية.

** يلجأ بعضهم إلى استخدام السيجارة الإلكترونية كحل للتقليل من تدخين السجائر؛ فما أضرار السيجارة الإلكترونية؟

أظهرت دراسة أمريكية عام 2015 أن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفًا من تدخين السجائر العادية.

** إلى أي مدى تساعد حبوب “شامبكس” المدخن في الإقلاع عن التدخين؟ وهل متوفرة في الجمعية؟

“الشامبكس” من الأدوية التي يوصي بها الأطباء، وهذه الحبوب غير متوفرة بالجمعية ولكن وزير الصحة وعد بتوفيرها للجمعيات.

** كم عمر أصغر مدخن أقلع عن التدخين، وكم عمر أكبر مدخن أقلع عن طريق الجمعية؟

أصغر مدخن أقلع عن التدخين بعيادة نقاء طفل عمره 11سنة، وأكبر مدخن أقلع عن التدخين عمره 80 سنة.

المصدر: سبق