اخبار كل الصحف

#محمد_بن_لادن .. مقاول توسعة الحرمين

* سطور المشاهير سيرة رجال ونساء وقفوا مخلصين خلف منجز بلادهم.. وتاريخ يروى لجيل اليوم حفاظاً على وحدة وطنهم واستقراره.

إعداد – منصور العساف
بعد حياة شاقة في حضرموت مع والده وأخيه عبدالله، حضر إلى المملكة بحثاً عن لقمة العيش، وبدأ في أعمال بسيطة في جدة، إلاّ أن وفاءه وذكاءه ومهارته وإخلاصه في العمل، دفعت به إلى الثراء، ثم إلى الشهرة، التي لم يكن يحرص عليها، وكان وفياً للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود وأبنائه من بعده، فكوفئ على ذلك أيما مكافأة، وكان عند حسن الظن، حتى أصبح هذا الأمي وزيراً ‏للأشغال في عهد الملك سعود، ذلك هو محمد بن عوض بن لادن المولود العام 1908م، الذي يعد أحد أبرز رجال الأعمال السعوديين والعرب، في فترة ما بعد الطفرة النفطية، مؤسس شركة المقاولات التي تحولت فيما بعد لتكون مجموعة بن لادن المعروفة.

عُرِف بدقته وإتقانه للعمل والتزامه بالمواعيد وإشرافه المباشر على جميع الأعمال

ولد محمد بن لادن في قرية رباط باعشن في إقليم حضرموت في اليمن، وهي قرية في وادي دوعن، ‎ونشأ في ظل أسرة فقيرة؛ فلم تتح له فرصة التعلم، فكان أمياً لا يُجيد ‏القراءة والكتابة، ولكن أعماله وكفاحه وخبرته كلها ساهمت في تقديمه ليصبح فيما بعد مهندساً عملاقاً يُضرب به المثل إقليمياً وعالمياً‎، كما دفعه فقره وشظف العيش الذي عايشه إلى دخول حلبة العمل في سن صغيرة، بينما كان ‏لديه من العزيمة والمثابرة وتحمل المسؤولية ما يبرز شخصيته ويبشر بمستقبل باهر أمامه، ‎وفي العام 1930م ‏هاجر إلى المملكة، وكانت البداية بالعمل في أحد المطاعم وهو مطعم «شوربة» في حارة الشام بمدينة جدة، ثم عمل حمّالًا في ميناء جدة‎، تحلى بن لادن بالخلق الحسن، فكان أميناً وصادقاً، وعلى الرغم مما حققه ‏من ثروة كبرى فيما بعد، إلاّ أنه كان معروفاً بتواضعه الشديد، حتى إنه احتفظ في منزله ‏بـ»القفة»، التي كان يستخدمها عندما كان حمالًا بميناء جدة، لتذكره دائماً بأنه كان ‏شخصاً بسيطًا قبل أن يصبح أكبر مقاول في المنطقة‎.

لقب المعلم

انخرط محمد بن لادن في أعمال المقاولات والبناء، واكتسب خبرات ضخمة، ثم أنشأ شركة صغيرة حملت ‏اسمه ‏كشركة متخصصة في مجال المقاولات العامة‎، وفي الثلاثينات الميلادية من ‏القرن الماضي انطلق في أعمال المقاولات وأصبح من الأسماء البارزة، وكلفت شركته بالقيام بعدة مشروعات مهمة، وسرعان ما أصبحت شركته ‏أول شركة مقاولات في المملكة، وقبل أن يتولى مهمة بناء المنشآت الحكومية، كان بن لادن قد زاول مهنة البناء في مباني ‏بعض أهالي مدينة جدة، حيث كان من مقاولي الحجر في مكة وجدة، يوم كانت ‏وسائل النقل آنذاك بدائية متمثلة في الإبل والحمير والبغال، ولم تكن السيارات ‏الناقلات الكبيرة قد وفدت إلى المملكة، قبل أن يخرج بها بن لادن لاحقاً ‏مستخدماً لها في نقل المواد إلى مواقع العمل، ومستعيناً بها على تشييد البناء.

ولقب بـ”المعلم” لتميزه في بداية أعمال المقاولات بما يسمى “البعاج” في الأعمال الإنشائية، وهو المصطلح الذي يُطلق على البنايات القديمة ذات العوج أو الميل؛ إذ برع في إعادة ترميمها وإصلاحها بأساليب محددة دون هدم أساسها أو تغيير بنيتها، ما أسهم في الحفاظ على القيمة التراثية الأصيلة لتلك المباني العتيقة، وكانت تتم عملية إصلاح “البَعْجَة” ورد البنيان إلى قوامه، عن طريق تعليق السقف ‏بالخشب “المرابيع” أو بعيدان “القندل” مسندة بأخشاب السقف لتحمله وتثبت عليها، ‏ليرتفع معلقاً على السقالة إلى أن يتم ترميم وإصلاح ما تلف أو تهدم منه، وكل ذلك ‏يتم وقواعد البيت قائمة على أصولها دون أن تتزحزح عن مكانها.

نقطة تحول

وعندما تمكن بن لادن من عمله، سافر إلى الظهران، للعمل في شركة أرامكو لأعمال البناء، وحقق نجاحاً مبهراً، جعل اسمه معروفاً في حقل المقاولات، فاستدعاه الشيخ عبدالله السليمان – وزير المالية آنذاك – ووجهه إلى جدة مُكلفاً بتنفيذ بعض الأعمال والتصميمات التي تتطلب مهارات وملكات وفنيات فريدة، ولما نجح في إنجازها بمهارة منقطعة النظير، ذاع صيته كأحد أمهر العاملين في الإنشاءات بالمملكة، وبعدها رشح وزير المالية بن لادن للملك عبدالعزيز -رحمه الله -، فاختصه الأخير بتولي مهمة بناء القصور الملكية بالرياض والخرج، ثم أمره ببناء قصر خزام الخاص بالملك عبدالعزيز، مع عمل مزلقين لصعود ونزول سيارة الملك عبدالعزيز، وكانا الأولين من نوعهما بالمملكة ‏في ذلك الوقت، وما زال قصر الملك عبدالعزيز بالخرج شاهداً على ذلك العصر بمنزلقه الشهير، وبعدها توالت لمحمد بن لادن الأوامر الملكية بتنفيذ عدة مشروعات في منطقة مكة ‏المكرمة، ومنطقة الرياض حيث كانت المباني مبنية باللِبن، وكذلك كامل القصور الملكية ‏بحي المربع في الرياض، خاصةً قصر الضيافة، وأبداً لم يقلل هذا من مكانة المقاولين الأوائل الذين تعاملوا مع الملك عبدالعزيز لاسيما حمد القباع الذي شيد معظم مباني وقصور الرياض، كما أنشأ بن لادن طريق الرياض – ‏خريص، وطريق الرياض – الدوادمي، وعدداً من الأعمال المميزة والتي ما زال الكثير منها قائماً إلى يومنا هذا، لاسيما وقد عرف بن لادن بدقته وإتقانه ‏لعمله والتزامه بمواعيده بل وإشرافه المباشر على جميع أعماله، ناهيك عن خبرته وأمانته، حتى قيل إنه كان يستلم بعض أعماله من دون عقود مكتوبة أو أسعار محددة‎، ‏‎وبهذا استطاع كسب ثقة الملك‏ عبدالعزيز، فعينه مديراً عاماً للعمائر والإنشاءات الحكومية.

قصر الضيافة

وثّق المستشار والمؤرخ خلف عاشور سيبيه، حياة محمد بن لادن في كتابه “المعلم محمد ‏عوض بن ‏لادن”، ورحلة أعماله مع الملك عبدالعزيز، والملك سعود والملك ‏فيصل من بعده، ‏ويروي عاشور أن قصر الضيافة المخصص لضيوف ‏الحكومة في الرياض في عهد الملك عبدالعزيز، كان مبنياً باللِبن والطين على الطريقة ‏النجدية، ولكن بشكل متطور، ولما علم الملك عبدالعزيز بزيارة الملك عبدالله ‏بن الحسين للرياض، استدعى بن لادن، وأخبره أن القصر مبني على الطريقة القديمة، وطلب منه أن يغير ذلك القصر تغييراً جذرياً وأن يقوم بتجديده، بحيث يكون أشبه ‏بالقصور والعمائر الحديثة، على أن يكون ذلك خلال (20) يوماً فقط‎، فأبلغه بن لادن أنه مستعد، إلاّ أنه طلب إمهاله حتى يتشاور مع المهندسين والخبراء في طريقة العمل والمدة المطلوبة، فوافق الملك، على أن يرد عليه في تلك الليلة وأن يكون رده دقيقاً، وبالفعل جاء الرد من بن لادن ‏بالموافقة على تنفيذ ما طلبه الملك، وأن القصر سيكون جاهزاً في الموعد المحدد، ‏فسأله الملك عبدالعزيز عما ينوي فعله، فقال: إنه سيقوم بخطة زمنية لتكون مدة العشرين ‏يوماً بمثابة (60) يوماً، وذلك بتوزيع العمل على فترات بين العمال، ليستمر العمل طوال ‏الأربع والعشرين ساعة، وطلب من الملك وضع طائرتين – داكوتا – تحت تصرفه ‏للمساعدة في إحضار بعض متطلبات العمل من جدة، فوافق الملك‎ عبدالعزيز على ذلك،‏ وبالفعل أوفى بن ‏لادن بوعده وأنهى العمل في موعده بإتقان، وسلم المشروع جاهزاً على أبدع ما ‏يكون في اليوم المحدد من دون تأخير، وزاد إعجاب الملك بـ بن لادن، وأمر ‏عبدالله السليمان بتسليم كامل مشروعات الحكومة وأعمالها إليه، وكان ذلك العام 1353هـ – 1934م-، كما عينه ‏المدير العام للإنشاءات والتعمير، وأبلغت بذلك جميع الدوائر الحكومية، كما نشر ‏في الصحيفة الرسمية وباقي الصحف المحلية‎،‎‏ وعُرف “المعلم” بإخلاصه ووفائه ‏لولاة الأمر، حتى إنه تولى فيما بعد وزارة المشروعات.

توسعة الحرمين ‏

بعد توحيد المملكة على يد الملك المؤسس وخلال عهده، وتحديداً في العام 1931م ‏بدأ المعلم محمد بن لادن عمله في مجال المقاولات، ومنح الملك عبدالعزيز – طيب ‏الله ثراه – العام 1950م شرف تجسيد أمنيته والقيام بأول توسعة سعودية للحرم النبوي ‏الشريف في المدينة المنورة لمحمد بن لادن، حيث امتد العمل بهذه التوسعة إلى عهد ‏خَلَفِه الملك سعود بن عبدالعزيز، وتمت بنجاح تام، ونتيجة لهذا النجاح تم تكليف ‏المعلم محمد بن لادن بتوسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة، وبدأ العمل بهذا المشروع العملاق في العام 1955م، وللتاريخ فإن هذه التوسعة أصبحت هويةً لكل أعمال التوسعات التي توالت من بعدها، حيث امتازت بالرخام الرمادي والجبسيات الجذابة والقرميد الأخضر وهو ما استمرت عليه التوسعات المتعاقبة لاسيما في عهدي الملك فهد والملك عبدالله – رحمهما الله -، ‏واستمر تنفيذ توسعة الملك سعود خلال عهد الملك فيصل، الذي خلف الملك سعود، حتى انتهى في عهد ‏الملك خالد، مستغرقاً عشرين عاماً من الجهد والعمل المتقن، وكما نمت البنية ‏التحتية للمملكة في قفزات قوية سريعة نمت أيضاً مشروعات بن لادن في نفس ‏الخطى لتلعب دوراً رائداً ومكملاً لهذه النهضة العملاقة، حيث عهد إليه بناء شبكة ‏المواصلات والطرق السريعة عبر كل مدن ومناطق المملكة، وبناء على ما قام به من أعمال جليلة، عُين بن لادن وزيراً ‏للأشغال في عهد الملك سعود – رحمه الله -، واستكمل خلال ‏فترة حياته مسيرة ‏تنفيذ المشروعات الكبرى في المملكة‎، وفي وقت لاحق العام 1964م ‏نال محمد بن لادن شرفاً عظيماً عندما تم تكليفه بالعمل في أولى ‏القبلتين، لإعادة تغطية قبة الصخرة في القدس الشريف، وبهذا حظي بن لادن بما لم يحظ به غيره من أعمال جلية كان من أهمها وأفضلها أن تشرف بتوسعة المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال‎.‎‏

طريق الهدا

وعن تسلم بن لادن مشروع عمارة المسجد الأقصى أدلى “المعلم” بحديث ‏صحافي لمجلة “المنهل”، في شهر رجب سنة 1378هـ تناول فيه تنفيذ مؤسسته ‏عمارة المسجد الأقصى، فقال: “لقد وفقنا الله ‏في أن نتشرف بالعمل في عمارة مسجد قبة الصخرة المشرفة، وهو عمل يحتاج ‏إلى تكاليف باهظة، ولكن لا يهم ما دام الرائد الأول هو مصلحة الدين، وعمارة بيت ‏مقدّس من بيوت الله المقدسة، ثالث الحرمين الشريفين”، وأثناء زيارة الملك سعود ‏إلى الطائف في شهر ربيع الأول من العام 1378هـ -1958 م- وجه مؤسسة محمد ‏بن لادن بتكملة وصيانة طريق الطائف – الهدا – مكة، واحتفل بافتتاح الطريق، ‏يوم الأربعاء الموافق 3 صفر 1385هـ وهو أول طريق من نوعه في الشرق ‏الأوسط في ذلك الوقت، ‏وكشف تقرير مصور عن المشروع الجهد الكبير المبذول والذي استمر سبع سنوات ‏كاملة، في وجود جيش من الآليات والمعدات تم شراؤها خصيصاً لهذا المشروع ‏ولشق الطريق ونسف الصخور، وكان بن لادن يتابع أعمال موظفيه وعمال المشروع بدقة وإشراف مباشر بل يذكر أنه كان يتابع الأعمال عبر خيمة صغيرة نصبت في موقع العمل، كما كلف بن لادن بمشروعات للطرق ‏والمطارات أبرزها طريق الطائف – أبها – جازان بمسافة (750) كم، وهو مشروع يخترق ‏السلاسل الجبلية الوعرة، كما شيّد العديد من القصور والمباني والطرق في كل من الرياض وجدة، وقد حصل مراسل مجلة المصور المصرية إبان السبعينات الهجرية على صور مهمة وتاريخية لعدد من هذه المشروعات، وفي نهاية السبعينات كان الملك سعود قد منح بن لادن كلاً من فندق اليمامة وفندق زهرة الشرق كمستخلص عن بعض مشروعاته التي شيدها، وكان منزل بن لادن في حي الملز – حي الضباط – خلف فندق اليمامة وما يزال، كما يحسب له أنه في الستينات الهجرية شيّد أول مبنى خرساني في العاصمة الرياض، وذلك بعد أن احترق قصر الملك سعود الذي يقع ضمن مجموعة قصور المربع، حيث أمر الملك عبدالعزيز بن لادن بتشييد القصر الذي عرف فيما بعد بقصر الحمراء في حي الفوطة بالرياض.

كتاب المعلم

ويُعد كتاب “المعلم” محاولة لتسليط الضوء على جوانب من شخصية محمد بن لادن، كما يشير الكتاب الذي تتبع مسيرة الرجل منذ ولادته مستكملاً مسيراته الطويلة في مجال المال والأعمال، حيث يرصد الكتاب مراحل مهمة من تاريخ بن لادن الشخصي، ناهيك عن تاريخه لمراحل النمو العمراني والنهضة الشاملة التي مرت بها البلاد، ومع هذا كان “المعلم” يتجنب الأضواء أو الظهور الإعلامي ولم يكن هذا إلاّ جزءاً من شخصيته، فهو عملي يظهر للخاصة والعامة دون أي تكلّف، ولذا لم يكن هذا الظهور اصطناعاً منه، بل سجية، فالرجل يظهر على سليقته وطبيعته يعمل بيده ويشارك صغار موظفيه في إنجاز أعمالهم، ولذا فقد كان له ولأبناء جيله دور في تخريج عدة أجيال من أبناء هذا الوطن في مجال المقاولات، لم لا؟، وقد نفذت شركته عقود بناء مشروعات الطريق السريع الدائري حول مدينة الرياض، بالتعاون مع شركات أخرى، وبناء وحدات سكنية لقوات الأمن في جدة، ووحدات مماثلة للحرس الوطني في مكة المكرمة، وبناء مدينة الخرج العسكرية بالقرب من الرياض، والقصر الملكي في مكة المكرمة، إضافةً إلى مشروعات أخرى عديدة، وفي السنوات الأخيرة من حياة محمد بن لادن، تنوعت أنشطة الشركة وشملت الاستثمارات الأجنبية والنفط.

مجلس الرقابة

‎وتزوج محمد بن لادن (22) مرة وأنجب أكثر من (55) ابناً، وحرص الأب على تربية أبنائه على الأسس الدينية السليمة، ‏ليتولوا إدارة شؤون المؤسسة عقب وفاته، وكان الملك فيصل قد أمر بتشكيل مجلس رقابة وإشراف للحفاظ على مؤسسة بن ‏لادن وأبنائه بعد وفاة الوالد من خلال اختياره لعدد من الرجال المخلصين والأوفياء ‏من رجال الدولة، ومنهم الشيخ محمد رحيمي، والشيخ محمد باحارث، والشيخ عبدالله ‏سعيد، ومن ثم الشيخ خلف عاشور، وقد كانوا جميعاً محل الثقة والتقدير حيث عملوا ‏على جمع كلمة الأسرة والمضي بهذه المؤسسة إلى ما وصلت إليه، ولهم الفضل بعد ‏الله في الحفاظ على هذه المؤسسة وجمع أبناء بن لادن. وروى ابنه بكر بن لادن كيف كانت حاله وحال إخوته وقت وفاة والدهم، حيث كان ‏معظمهم تحت سن (16) عاماً وكان عمر بكر (18) عاماً، ويدرس في المرحلة الثانوية ‏في سورية، وكان أخوه سالم – رحمه الله – في أميركا، معترفًا بفضل الشيخ محمد ‏نور رحيمي على مجلس الوصاية الذي استمر (35) عاماً، فكان من خيرة الرجال ‏خلقاً وأمانة وصدقاً وإخلاصاً، وكان بمثابة الوالد رعاية للمؤسسة ولأبناء بن لادن، ‏وأكد أنه وإخوته مدينون لأعضاء مجلس الرقابة في المؤسسة.‏

مجموعة بن لادن

وتأسست مجموعة بن لادن السعودية، بشكلها الحالي، في العام 1989م تحت قيادة ‏سالم بن محمد بن لادن – رحمه الله – وتوسعت أعمال المجموعة لتشمل الطرق ‏والمنشآت المتنوعة والمشروعات الحيوية، وافتتحت فروعاً لها في جميع أنحاء العالم، ‏وتركز نشاط المجموعة في مجالات البناء، والصناعة، والطاقة، ومن ‏أبرز ‏مشروعاتها المحلية التي شيدتها أو شاركت في تشييدها، توسعة الحرمين الشريفين، ومسجد قباء، وتطوير ‏جسر ‏الجمرات، وتشييد مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومدينة الملك ‏عبدالله ‏الاقتصادية، وجامعتا الملك سعود وأم القرى، وبرج الفيصلية، ومشروع وقف ‏الملك عبدالعزيز، وكذلك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، وجسر ‏الجمرات، ومركز الملك عبدالله المالي، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، إضافةً إلى طريق ‏الهدا الجديد، وطريق المدينة – القصيم، ومشروع جبل عمر، ومستشفى الحرس الملكي ‏بالرياض، فيما أنشأت المجموعة عدداً من المشروعات الخارجية منها مطار ‏الشارقة الدولي، ‏والجامعة الأميركية بالشارقة، ومطار كوالالمبور بماليزيا، ومطار ‏الدوحة بقطر، ‏ومطار السنغال الدولي، وكانت جملة استثماراتها تتخطى (200) مليار ‏دولار.‏

وفاته

توفي محمد بن لادن في حادث طائرة في 3 سبتمبر 1967م، الموافق 28 جمادى الأولى العام 1387هـ، عن عمر يناهز (59) عاماً، وكان حينها يتفقد سير العمل في أحد ‏مشروعاته عندما اصطدمت طائرته المروحية بإحدى الجبال، ليترك ‏خلفه سمعة طيبة وإنجازات كبرى، دعمت مسيرة التنمية الوطنية في المملكة، ليظل محمد بن لادن اسماً بارزاً في عالم المال والاستثمار نظير ما قدمه خلال مسيرته الحياتية من أعمال ما زالت شاهدةً على مسيرة رجل مكافح، ‎رحمه الله رحمة واسعة.

المصدر: جريدة الرياض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى