اخبار كل الصحف

#تعرف_على_سر_الحملات_الشرسة لمروجي المخدرات ضد المملكة من يقودها وماذا يريدون منا…


في حوار مثير أجراه الزميل مناحي الشيباني المتخصص بالإعلام الأمني والمحرر في جريدة “الرياض” مع رئيس نبراس التنفيذي، عن ماتتعرض له المملكة من حملات شرسة من قبل مروجي المخدرات،، ومن الذين يقودون هذه الحملات، وماذا يريدون من وراء ذلك؟ وهل هو تحقيق أهداف مادية أو سياسية أو اجتماعية وأمنية فإلى الحوالر:

# المخدرات مشكلة اجتماعية معقدة لا يمكن أن تواجهها جهة واحدة
# رئيس نبراس التنفيذي لـ«الرياض»: إقرار دبلوم الوقاية من المخدرات.. قريباً

حوار – مناحي الشيباني
كشف د. سامي بن خالد الحمود -الرئيس التنفيذي للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)- عن صدور توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بإحالة عدد من طلبات القطاع الخاص بإقامة مستشفيات لعلاج الإدمان في عدد من مناطق المملكة إلى وزارة الصحة لمنحهم التراخيص اللازمة، مشيراً إلى أن هذه المستشفيات الجديدة ستحل -بإذن الله- جزءاً كبيراً من المشكلة وتخفف العبء عن المستشفيات الحكومية.

وقال في حوار لـ»الرياض»: إنه تم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع نبراس والتي ترتكز على تنفيذ العديد من البرامج التنفيذية المستدامة التي تحقق أهداف المشروع، وتعالج جذور مشكلة المخدرات وتبني القيم المانعة من الوقوع في الإدمان بأساليب علمية ومتطورة، مع الاستفادة من أفضل التجارب العالمية في مجال الوقاية من المخدرات ولاسيما بالنسبة للمراهقين والشباب، بعد نجاح المرحلة الأولى من المشروع والتي ارتكزت على الإعلان والتعريف بالمشروع وإعداد الكوادر وتأسيس المناهج وتصميم الحقائب والأدلة التدريبية وبناء القدرات الوطنية، مبيناً أن أبرز ملامح المرحلة القادمة السعي الجاد من أمانة اللجنة إلى إقرار دبلوم الوقاية من المخدرات والذي سيدرس قريباً في جامعات المملكة، مما سيكون له الأثر الكبير في إيجاد كفاءات تخصصية في مجال التوعية الوقائية، وفيما يلي نص الحوار.

تحقيق الأهداف

في البدء ما تطلعاتكم للمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) خاصة وأنتم مقبلون على نقلة نوعية جديدة في هذا المشروع؟

تتطلع اللجنة الوطنية في المرحلة القادمة إلى تركيز الجهود وتطويرها لتحقيق أهداف اللجنة المتمثلة في الإسهام في الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي لدى أفراد المجتمع بأضرار المخدرات وسوء استعمال المؤثرات العقلية، وتحقيق التناغم والانسجام وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بمكافحة المخدرات، وتعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته في مجال مكافحة المخدرات، وتوفير وتطوير البرامج العلاجية والتأهيلية لمرضى إدمان المخدرات إضافة إلى برامج الدعم الذاتي للمتعافين من الإدمان على المخدرات وأسرهم، أما ما يتعلق بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) فيجري العمل في المرحلة القادمة على نقلة نوعية وبرامج مستدامة تعالج جذور المشكلة بأساليب علمية ومتطورة، مع الاستفادة من أفضل التجارب العالمية في مجال الوقاية من المخدرات، ولاسيما بالنسبة للمراهقين والشباب، بالشراكة الفعالة مع الجهات الشريكة في المشروع.

استهداف الشباب

تتعرض المملكة إلى حملة شرسة من قبل مروجي المخدرات، كيف تقرؤون أهداف من يقودون هذه الحملات؟، وماذا يريدون من وراء ذلك؟ هل هو تحقيق أهداف مادية أو سياسية أو اجتماعية وأمنية؟

هذه البلاد تميزت بفضل من الله بخيرات كثيرة، من أهمها أن الله تعالى منّ عليها بولاة أمر يحكمون بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهي قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومأرز الإسلام، وهي محط أنظار العالم الإسلامي بل والعالم كافة، وهذه الحرب الشرسة على المملكة تعود لأسباب مختلفة منها أسباب دينية لحملها لواء نشر رسالة الإسلام السمحة بمنهجها الوسطي، وأسباب اقتصادية حيث تمتلك المملكة -ولله الحمد- خيرات كثيرة من البترول والمعادن وغيرها من الثروات، بيد أن قوتها الحقيقية في شبابها، فشباب الوطن هم الثروة الحقيقية لهذه البلاد، خاصةً أن عدد الشباب يمثل (70 %) من التركيبة السكانية للمملكة، فلا غرابة أن يستهدف أعداؤنا هذه البلاد في أغلى ما تملك وهم شبابها لجرهم لمستنقعات المخدرات والإرهاب وغيرها من الآفات.

أسس ومعايير

تسعون في عملكم إلى ترسيخ مفهوم جديد مع رؤية نبراس الجديدة وهو مفهوم تعزيز القيم، ماذا تقصدون بهذا المفهوم، وكيف تربطونه بمفهوم الإدمان والتعاطي؟

نبراس مشروع وطني للوقاية من المخدرات يحظى بدعم خاص من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، ويعمل وفق رؤية إستراتيجية مواكبة لرؤية المملكة الطموحة 2030 والتي تحمل إشراقة الأمل لرفعة الوطن والمواطن، والمشروع مبني على أسس ومعايير علمية تعالج عوامل الخطورة التي تدفع الإنسان إلى تعاطي المخدرات.

برامج توعوية

هل ترون أن القطاعات الحكومية -التعليمية والعلاجية- قامت بمسؤوليتها المنوطة بها، في ظل التغيرات التي يشهدها العالم لمواجهة الأساليب الجديدة للتسويق والترويج لتعاطي للمخدرات؟

مشكلة المخدرات مشكلة اجتماعية معقدة، ترتبط بعدة جهات ولا يمكن أن تقوم بمواجهتها جهة واحدة، والمسؤولية كبيرة جداً، ولا شك أن المؤسسات التعليمية والعلاجية عليها دور كبير في المواجهة، وهي تبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال، حيث تم تنفيذ العديد من البرامج التثقيفية والتوعوية الموجهة للمرشدين والمرشدات والمعلمين والمعلمات للوقاية من تعاطي المخدرات في البيئة التعليمية، وكذلك هناك برامج تدريبية للطلاب والطالبات والأطفال، وبرامج للمراهقين والشباب والشابات للوقاية من الوقوع في التعاطي، أمّا من وقعوا في الإدمان فإن الجهات العلاجية تتولى علاجهم ورعايتهم ودعمهم بعد التعافي.

رسم السياسات

ما الدور الذي تقوم به اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات لسد القصور في بعض الجهات من ناحية التوعية؟

اللجنة الوطنية هي لجنة عليا ذات شخصية معنوية تتمتع بالاستقلال الإداري والمالي، ومركزها الرئيسي في مدينة الرياض، وتم تشكيلها لرسم السياسات وتوحيد العمل الوقائي والعلاجي والأمني والإشراف عليه وتقويمه، وتنسيق أعمال الأجهزة المعنية بمكافحة المخدرات عند تنفيذ أي نشاط وقائي أو تأهيلي، إضافةً إلى عمل الدراسات والبحوث الميدانية، أمّا “نبراس” فهو نهج وطني تتبناه اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات على شكل مشروع إبداعي لبناء البرامج الوقائية وتطبيق معايير الجودة في مجال خفض الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، وأطلقت سياسات هذا النهج بمبادرة من الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والأهلية، وتعتبر الفلسفة العميقة التي بني عليها مشروع “نبراس” هي توفير برامج الوقاية التي تهتم ببناء الأشخاص القدوات من الصغار في مرحلتين مختلفتين من العمر والمراهقين والشباب والآباء والمعلمين والمهتمين، الذين يسهمون بوعيهم وبصيرتهم في حماية ذواتهم وأسرهم ومجتمعهم من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.

الترخيص للقطاع الخاص بإنشاء مستشفيات علاج الإدمان سيخفف العبء على «الحكومية»

دبلوم الوقاية

في تصوركم هل جودة البرامج التوعوية المقدمة اليوم أصبحت تتناسب مع عقلية الإنسان اليوم، في ظل التحديات الكبيرة والمتغيرات اليومية، بمعنى هل لدى الشرائح المعرَّضة لخطر التعاطي والإدمان الوقت الكافي لمتابعة هذه البرامج التوعوية؟

عجلة التطوير ومواكبة متغيرات العصر لا تتوقف وقد استحدثت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ممثلة في مشروع “نبراس” العديد من البرامج والفعاليات التوعوية والتثقيفية لتتناسب مع جميع الأعمار وتخاطب كل الفئات، بمشورة المختصين والخبراء وبمشاركة الرأي العام في توسعة الأنشطة والبرامج في نطاق الفضاء العريض والمنصات التفاعلية الاجتماعية وكل ما من شأنه الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات، كما تم عقد العديد من الندوات والمحاضرات والورش التدريبية والرسائل والقيم الهادفة سواءً للأطفال أو الطلبة أو الشباب من الجنسين، وكذلك الآباء والأمهات السعوديون والمقيمون أيضاً، وقد سعت أمانة اللجنة إلى إقرار دبلوم الوقاية من المخدرات والذي سيدرس قريباً في جامعات المملكة مما سيكون له الأثر الكبير في إيجاد كفاءات تخصصية في مجال التوعية الوقائية.

مرحلة جديدة

يرى متابعون لواقع البرامج المقدمة من مشروع نبراس في فترة سابقة أنها ركزت على دعم المتخصصين والشراكات المجتمعية مع مؤسسات أخرى وأفراد، مما وصفه البعض بأنه تسويق للمؤسسات والأشخاص وإغفال المستهدف الحقيقي وهو المدمن، وأسرته، والشريحة المعرضة للإدمان، بمعنى دعم مصالح تخدم أشخاصاً وأفراداً دون الوصول إلى معالجة مشكلة المستفيد، ما تعليقكم؟

لكل مرحلة ما يناسبها من الخطط والبرامج، ولاشك أن مشروع “نبراس” في مرحلته الأولى اهتم بالإعلان والتعريف للمشروع، إضافةً إلى تمهيد السبل وإعداد الكوادر وتأسيس المناهج وتصميم الحقائب والأدلة التدريبية وبناء القدرات الوطنية، أمّا اليوم فنحن أمام مرحلة جديدة ينطلق فيها المشروع -بعون الله- إلى البرامج التنفيذية المستدامة التي تحقق الأهداف وتعالج جذور مشكلة المخدرات وتبني القيم المانعة من الوقوع في الإدمان، هذا فيما يتعلق بالوقاية المجتمعية، أما فيما يخص المستهدف أي المدمن أو أسرته، فهناك العديد من البرامج العلاجية والتأهيلية القائمة بالتعاون مع الجهات المختصة في وزارة الصحة، كما يقوم مركز استشارات الإدمان (1955) بخدمات جليلة للمدمنين وأسرهم في الاستشارات وفق طرق تقنية وسرية تكفل الخصوصية وسرعة تمرير المعلومة إلى فرق مديرية مكافحة المخدرات المتخصصة بنقل المدمنين في جميع مناطق المملكة، ويقدم خدماته على مدى (14) ساعة يومياً من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة 10 مساءً، كما تم تدشين خدمة واتس آب للمركز (0552001955) للتواصل طوال الـ(24) ساعة بسرية تامة، وقد وصل مجموع الاتصالات الواردة للمركز من عام 1436هـ وحتى 1439هـ نحو (48851) اتصالاً، فيما بلغ مجموع حالات النقل القسري (9866) حالة.

شراكات إيجابية

تسعون للتوسع في شراكات مجتمعية مع العديد من الجهات المعنية بموضوع مواجهة المخدرات كالمؤسسات العلاجية والتعليمية والأهلية، هل نجحتم في تنويرهم بالمسؤولية المجتمعية المطلوبة منهم؟

في تصوري أن أغلب الجهات في هذا الوطن تستشعر خطر المخدرات الداهم واستهدافها لشباب الوطن ومقدراته، وهناك تحركات مستمرة لعقد شراكات إيجابية مع جميع الجهات لكوننا نعتقد أن مكافحة المخدرات والوقاية منها لا يمكن أن تستقل بها جهة واحدة، فالجميع شركاء في حماية المجتمع، ولكن يبقى التفاوت في مدى تفاعل الجهات وتفعيل الشراكات وتبني البرامج والمبادرات المشتركة وتعزيز أثرها.

مشكلة مؤرقة

أكثر مشكلة يعاني منها المدمن وأسرته هي وجود العلاج وتوفير السرير لطالب العلاج؟ هل توصلتم إلى حل مع المؤسسات العلاجية لإنهاء هذه المعاناة؟

لاشك أن قلة عدد الأسرّة بمصحات علاج الإدمان مشكلة تؤرق المجتمع عموماً وأسر المدمنين خصوصاً، وهذه المشكلة تحظى باهتمام الجهات المسؤولة ذات العلاقة لإيجاد حلول قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى لحلها أو التخفيف منها، وقد صدر مؤخراً توجيه سمو سيدي وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بإحالة عدد من طلبات القطاع الخاص بإقامة مستشفيات لعلاج الإدمان في عدد من مناطق المملكة إلى وزارة الصحة لمنحهم التراخيص اللازمة، وهي محل اهتمام وزارة الصحة حالياً، وهذه المستشفيات الجديدة ستحل -بإذن الله- جزءاً كبيراً من المشكلة وتخفف العبء على المستشفيات الحكومية.

ساكنو الكباري

ظهرت في السنوات الأخيرة بعض المؤسسات التطوعية للحد من مشكلة ساكني الكباري والأرصفة -المشردين- من ضحايا المخدرات ممن ترفضهم أسرهم أو يتعذر قبولهم في المؤسسات العلاجية، كيف ترون جدوى مثل هذه المشروعات؟

لا شك أن هذه المشروعات الصديقة لمرضى الإدمان المشردين قد تكون جزءاً من الحل لمشكلة مرضى الإدمان ممن أصبحوا عالة على أهلهم، وبعضهم للأسف قد يفقد عقله ويصاب بأمراض عقلية ونفسية ولا تستطيع أسرته تحمله ولا تأمن جانبه، إلاّ أن هذه المشكلة قد لا تتمكن المؤسسات التطوعية من حلها بشكل فعّال وجذري، ولهذا حملت أمانة اللجنة الوطنية على عاتقها هذه المسؤولية، فقامت بدعوة رجال الأعمال للمساهمة في حل المشكلة، وأحالت اللجنة مؤخراً إلى وزارة الصحة طلبين للترخيص لإقامة مقرّي إيواء لهذه الفئة.

أسلوب مؤثر

للمؤسسات الإعلامية دور مهم في مواجهة ظاهرة المخدرات والمؤثرات العقلية والحد من أخطارها على الفرد والمجتمع، كيف تقيِّم تلك الجهود الإعلامية كمتخصص في مجال المخدرات؟

على الرغم من كل الجهود التي تبذلها بعض المؤسسات الإعلامية إلاّ أنه مازال هنالك تقصير في معالجة الظاهرة وسبل الوقاية وتحصين المجتمع منها، كما أن بعض ما يعرض في وسائل الإعلام بحاجة إلى مراجعة وتصحيح وفق معايير العمل الوطني للوقاية من المخدرات، وبما يكفل عدم تحول رسالة الإعلام الهادفة إلى سلبية قد تدفع المراهقين إلى تجربة المخدرات والإدمان على تعاطيها، نحن في الواقع أمام خطر حقيقي يجب أن نقف جميعاً للتصدي له ببرامج فعالة ورسائل جذابة وأسلوب مؤثر يناسب الشريحة المستهدفة.

جميعنا شركاء

كلمة أخيرة؟

أشكركم على كرم تواصلكم، وأختم بالتذكير بأن مشروع “نبراس” هو مشروع الوطن لوقاية أبناء الوطن، ونحن جميعاً شركاء في هذا المشروع ورسالته السامية، كما قال رجل الأمن الأول الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-: “المواطن رجل الأمن الأول”، والله المسؤول أن يحفظ بلادنا قيادة وحكومة وشعباً، وأن يديم عليها أمنها ورخاءها وأن يحفظ شبابنا من كل شر، ويجعلهم قرة عين لأهليهم ووطنهم، ويكفيهم شر كل حاقد ومكر كل حاسد، وشكراً لكم.
المصدر جريدة الرياض – بتصرف


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى