اخبار كل الصحفاهم الاخبار

أكثر من 90 عاماً من العلاقات السعودية – المصرية: لا “غنى للعرب عن مصر ولا غنى لمصر عن العرب”


تأتي زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – يحفظه الله – إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة، امتداداً للعلاقات السعودية – المصرية المتميزة بين البلدين على مختلف المستويات، في ضوء ما يجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر أخوة وطيدة تمتد إلى أكثر من 90 عاماً.

تعد العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية علاقات متميزة نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فعلى الصعيد العربي يؤّكد المنحى التاريخي أن الرياض والقاهرة هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.

العلاقات السياسية

لقد أدرك الملك المؤسّس الأهمية الإستراتيجية للعلاقات المصرية – السعودية، وانتهى إلى مقولته الشهيرة “لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب”، فمنذ أن بدأ المغفور له بإذن الله، بناء الدولة السعودية الحديثة في عام 1902 حرص على إيجاد علاقة قوية مع مصر.

ففي عام 1355 هـ – 1926م، عُقدت معاهدة صداقة بين البلدين، ثم وُقعت اتفاقية التعمير بالرياض عام 1308هـ / 1939م، التي قامت مصر بموجبها بإنجاز بعض المشروعات العمرانية في المملكة، وكان لمصر والمملكة دور كبير في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية، ثم كانت زيارة المغفور له بإذن الله، الملك عبدالعزيز، إلى مصر دفعة قوية للعلاقات بين البلدين.

مساندة لم تتوقف

نشر موقع السفارة السعودية في القاهرة جانباً من العلاقات السياسية بين السعودية ومصر الذي أكّد عمق الأخوة الوطيدة بين البلدين، فقد أيدت المملكة مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية، ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية، وفى 27 أكتوبر عام 1955 وقّعت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين؛ حيث رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله.

الزيارات المتبادلة

تؤكّد الزيارات المتبادلة بين القيادات المصرية والسعودية على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وشهدت الـ 20 عاماً الماضية عديداً من الزيارات المتبادلة بين البلدين على جميع المستويات، أبرزها:

قام الرئيس الأسبق مبارك؛ بأكثر من 30 زيارة للمملكة العربية السعودية خلال الفترة من عام 1981 إلى عام 2007م.

زار الرئيس السيسي السعودية منذ توليه السلطة في يونيو 2014 ثماني مرات؛ ست مرات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله.

هذا فيما زار ملوك السعودية، مصر 19 زيارة لتكون زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز أخيراً الزيارة الـ 20 متوّجة سجل زيارات ملوك السعودية لمصر على مدى علاقات دامت أكثر من 90 عاماً، تَمَيّزت خلالها بالقوة والاستمرارية.

كما تأتي زيارة ولي العهد الحالية ضمن سلسلة الزيارات المهمة؛ نظراً للأوضاع التي تمر بها المنطقة والدور المنوط بالبلدين.

تقارب اقتصادي متنامٍ

تضاعفت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسعودية بشكل كبير ويمكن الإشارة إلى أبرز الملامح:

احتلت الاستثمارات السعودية المرتبة الأولي بين الدول العربية المستثمرة في مصر، والمرتبة الثانية على مستوى الاستثمارات العالمية، بقيمة تجاوزت أكثر من 71 مليار جنيه.

وصل حجم التبادل التجاري عام 2015م، إلى ما قيمته “6.3” مليار دولار مقابل “5.3” مليار دولار عام 2013م.. تقدر الصادرات المصرية بنحو 3.1 مليار دولار تتمثل في الحديد والصلب، الأثاث، المنتجات الغذائية، وغيرها.

بلغ إجمالي عدد الشركات الاستثمارية التي تم تأسيسها بمساهمات سعودية في مصر 2355 شركة.

المشروعات المصرية التي يقيمها مصريون مقيمون في السعودية يبلغ عددها 1047 شركة؛ أغلب هذه المشروعات هي مشروعات صغيرة ومتوسطة.

تضاعفت العمالة المصرية في المملكة إلى أكثر من 900 ألف.

تتركز أهم الاستثمارات السعودية في القطاعات الخدمية التي تضم خدمات النقل واللوجيستيات والصحة والتعليم والاستشارات وغيرها.

المملكة تأتي في المرتبة الثانية عربياً من حيث التدفق السياحي العربي، ويبلغ إجمالي الإنفاق السعودي في السياحة المصرية نحو 500 مليون دولار سنوياً.

شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال زيارته لجمهورية مصر، توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين.

من أبرز الاتفاقيات إنشاء منطقة تجارة حرة شمالي سيناء التي تعد أول مشروع اقتصادي مهم مرتبط بإنشاء “جسر الملك سلمان” الذي أُعلنت إقامته بين الدولتين الشقيقتين.

بلغت الاستثمارات السعودية في مصر نحو 6 مليارات دولار في أكثر من “3400” مشروع استثماري، بينما بلغت الاستثمارات المصرية نحو “2.5” مليار دولار.

تقارب أكثر ومرحلة حسّاسة

وفيما يخص الزيارة الحالية لولي العهد السعودي، فينظر لها المتابعون بأهمية كبيرة، فهي تأتي في مثلث مهم للمملكة ومصر كبلدين يعول على مواقفهما في التعاضد في التصدّي لعديد من الأخطار في المنطقة سواء في مواجهة الإرهاب أو غيره، وتأتي في وقت تواصل فيه السعودية رؤيتها الطموحة التي من ضمنها تعميق الجوار وتحقيق التكامل والمشاركة مع دول الجوار وأبرزها مصر التي تمتلك ثقلاً دولياً كبيراً.

المصدر: سبق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى