متشكك إذن أنت بخير
كتبت الزميلة منى العيد مقالا جميلا يحمل معان أكثر جمالا تدعو من خلاله إلى أهمية تحررنا من عبودية التفكير والتبعية لنرى الكون صافيا نقيا من كل مايشوبه كما أراد الله أن يكون وخالياً من الأكاذيب والخزعبلات فقالت:
الكثير من الأحاسيس لا تفسير حقيقي لها سوى أننا نشعر بها وحسب، قد نتناقض مع شعورنا الإنساني، في بعض المواقف الكثيرون ينتقدون هذا التناقض ويلبسونه ثوب التهمة.
ولكنه نتيجة طبيعية لعدم منطقية الكثير من الأمور حولنا.
ومن الخطأ أن نقر بأن كل ماهو ثابت لدينا هو حقيقة مطلقة لا تحتمل النفي.
فالحياة ينبغي أن تقوم على التساؤل.
وهكذا بدأت نهضة الإنسان حين أخضع كل ما يعترض طريقه للتساؤل والتجربة والتشكك حتى يثبت العكس، لذلك كانت الفلسفة وأيضاً طرح النظريات أفقاً واسعاً في بدايات البشرية لكل الحالمين أو المفكرين. وأصبحت أول شرارة لحضارات العالم القديم والجديد.
وكثيرا ما هوجم هؤلاء بادعاءات معظمها لا يستند إلا إلى العاطفة أو إخضاع الفكر بالتهديد أو القتل.
إن العالم الحديث ما كان ليكون كما نراه اليوم لولا وجود علماء أسسوا فكرةً قد يقول عنها المتعقلون والنمطيون إنها فكرة مجنونة.
والمفكرون وكذلك الشعراء والفنانون جميعهم كانت لهم رؤية غير معتادة تجاوزت المألوف أو تصادمت مع المسلمات أحياناً.
من أشهر ما قيل حول إن على الإنسان أن يفكر ويطلق لخياله العنان ليبحث ويتقصى ما وراء الطبيعة قول ألبرت أينشتاين عالم الفيزياء الألماني:
“الخيال أهم من المعرفة، لأن المعرفة والمعلومات يمكن لأي أحد أن يصل إليها، لكن الخيال يوظف هذه المعرفة للوصول إلى الحقيقة”.
وما كانت تفاحة نيوتن لتكون نظرية وإثباتاً لقانون الجاذبية لو أنها سقطت في يد رجلٍ لا ينظر إلا لكونها فاكهة يمسحها بطرف معطفه ويأكلها في نهاية الأمر.
إن الإنسان الطبيعي الحر لا يجعل من عقله أداة لترديد أقوال الآخرين أو أفكارهم، وإنما يضع حولها علامات استفهام كبيرة.
كن حراً في فكرك لترى الكون كما أراد الله لك أن تراه خالياً من الأكاذيب تماما كما خلقه الرب تعالى.
المصدر :صحيفة الرياضية – بتصرف