اخبار كل الصحف

بحضور عدد من المهتمين.. اثنينية الذييب تستضيف أستاذ الصحة النفسية والجسمية د. أشرف مرسي

د. أشرف استعرض “المرض السيكوسوماتي” ومسبباته وأعراضة وتشخيصه والمداخلات تفاعل معها الحضور

الاضطرابات النفسجسمية منشأها نفسي وأعراضها جسمية والمصابون يعانون من العديد من الاضطرابات

كل الصحف – راشد العثمان ، تصوير محمد المبارك
استضافت اثنينية الذييب الدكتور أشرف محمود مرسي أستاذ الصحة النفسية والجسمية ورئيس قسم العلوم النفسية عميد كلية التربية للطفولة المبكرة عضو في جمعية علم النفس المصرية والأمريكية، بحضور سمو الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر آل سعود رئيس مجلس إدارة صحيفة برق الإلكترونية، وحضور سفير جورجيا بالمملكة جورج جانجغاف، وأكثر من ” 100″ شخص من جنسيات وتخصصات ومستويات اجتماعية مختلفة، وقد تحدث د. أشرف أمام حضور الأثنينية عن “المرض السيكوسوماتي” معرفا إيها بأنه صراع سايكو ـ ديناميكي، يربط بين عقدة معينة ومرض معين، وقال أنه عبارة عن اضطرابات جسدية منشأها اضطرابات نفسية أو عاطفية انفعالية تؤدي الى خلل في وظيفة عضو أو أكثر من أعضاء الجسم أو خلل فيه، ولا يمكن إصلاح هذا الخلل بالعلاج الدوائي فقط بل يجب الرجوع إلى السبب النفسي الذي تسبب في ذلك، وقال: ان الاضطرابات النفسجسمية يكون منشأها نفسي وأعراضها جسمية ،فالمصابون الذين يعانون من هذه الاضطرابات تتضمن شكواهم العديد من الأعراض البدنية المختلفة.
وأضاف د. أشرف: أن الحياه خليط من المواقف فيها الفرح وفيها الحزن وفيها الشقاء وفيها الراحة، وفيها الخوف والتوتر، ونوعية شخصية الإنسان قد تساعد التأقلم مع تلك الخليط أو استسلامه للإصابة بالأمراض التي يتسبب بها “المرض السيكوسوماتي” حيث وصف بعض الاطباء وخصوصا النفسانيين بعض الأشخاص المصابين “بالشخصية القرحية أو القلقة” لأنها تصاب بالقلق الذي يؤدي بالتالي الى الإصابة بالقرحة سواء كانت معوية أو بالمعدة كما يتصف هؤلاء المصابون بالكآبة والانطواء والعزلة وهكذا وتحدث عن القلق فقال: هو حالة مزاجية عامة تحدث من دون التعرف عليها آثار تحفيزها، والقلق حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تضافر عناصر إدراكية وجسدية وسلوكية لخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح والخوف أو التردد، وغالباً ما يكون القلق مصحوباً بسلوكيات تعكس حالة من التوتر وعدم الارتياح.
واعتبر د. أشرف القلق المصدر الرئيس في الاضطرابات السيكوسوماتية – النفسجسمية، ومحصلة هذه الامراض هو صعوبة التعبير عن التوتر والانفعالات السلبية التي يعاني منها الفرد بالكلام وانما ترتد تلك الانفعالات لتعبر عن نفسها بأمراض جسمية مختلفة بحيث يعجز الطبيب الجسمي المعالج لإيجاد الحل الناجع لذلك وبالتالي يحوله الى المعالج النفسي.
وتحدث عن نوع من القلق واصفا إياه بأنه رد فعل طبيعي للضغط. وقد يساعد الشخص للتعامل مع الأوضاع الصعبة، وقال: هناك مثلا الطلبة في المدارس قد يعانوا من توتر الامتحان والقلق الرهبة من امتحان ما دون الآخر.
كما أن هناك نوع من القلق الاجتماعي حيث يشعر الشخص بالتوتر وعدم الارتياح عند الاختلاط بالغرباء أو الناس بشكل عام، قد يكون القلق الذي يعانيه الشخص “حالة ” تستمر لفترة قصيرة من الزمن، أو “صفة ” تلازم الشخص لفترة زمنية طويلة.
مؤكدا أيضا أن عقدة الاتكال تولد قرحة المعدة، ما يؤدي إلى أن الشعور بالنقص في عضو معين يقود إلى المرض السيكوسوماتي، كما أن النضج العاطفي والكبت الشديد والخوف من المسؤولية من شأنها أن تقود صاحبها إلى هذا المرض.
وبين د. مرسي أنه توجد علاقة كبيرة بين القلق النفسي والآلام المعوية والأمعاء والإسهال، فالانفعال والقلق النفسي كثيرا ما يرتد ن الى داخل الفرد القلق والمتوتر ويكون أثره كبيرا على الافرازات المعوية وبالتالي تصاب هذه الاعضاء بالالتهابات والامراض المختلفة.
مضيفا: أن الدراسات المختلفة تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأمراض السرطانية المختلفة والربو الشعبي واضطراب الغدة الدرقية والتهاب القولون العصبي والقرحي والبول السكري والصداع النصفي والسمنة المفرطة والامراض الجلدية وفقدان الشهية وبعض الحالات المتعلقة بالامراض الهستيرية ما هي إلا مؤشرات للأمراض النفسجسمية والتي سببها كما ذكرنا القلق والتوتر والصراع النفسي الداخلي العنيف والخفي الذي يشعر به الشخص.
وفي رد على سؤال أحد الحضور مفاده: وهل يتم علاج هذا النوع من المرض بالقرآن فأجاب د. أشرف بقوله: تؤكد العديد من الدراسات العلمية أن قراءة القرآن الكريم، يعد علاج في الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان، ولكن هذا لايمنع أن يعرض حالته على الطبيب المختص في علاج مثل هذا المرض.
وبين أنه لايمنع العمل على الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، للاستشفاء من العديد من الأمراض النفسية كالقلق، والاكتئاب، الوسواس القهري، والصداع، الأرق.
وبالطبع فالإيمان بالله إذا ما بثَّ في نفس الإنسان منذ الصغر فإنه يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الثبات ويحميه من الحيرة والتخبط ويكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية بإذن الله.
وقال: تشير بعض الدراسات الى ان هناك علاقة وثيقة بين نوع الشخصية ومميزاتها وبين الامراض التنفسجسمية التي يصاب بها الفرد على سبيل المثال الشخصية الهستيرية كثيرا ما تصاب باضطرابات جسمية حركية، أما الافراد الذين يتصفون بالحساسية فانهم يصابون بامراض الحساسية ومنها الربو أو الطفح الجلدي، والقلقون دائما يصابون بالقرحة وارتفاع ضغط الدم.
واستعرض أستاذ الصحة النفسية والجسمية ورئيس قسم العلوم النفسية عميد كلية التربية للطفولة المبكرة عضو في جمعية علم النفس المصرية والأمريكية أعراض الاضطرابات السيكوماتية حيث تلعب ميكانزمات الجسم دورا مهما في تلك الامراض والتي يكون مركزها الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يعمل على استنفار اعضاء الجسم لمواجهة الحالة او الموقف الذي يتعرض له الفرد ومن مؤشرات هذا الاستنفار هو الافرازات الهرمونية في الجسم وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المؤشرات الجسمية الفسيولوجية، وتشمل الأعراض لهذه الاضطرابات ما يأتي:
التغييرات الجسمية الحاصلة واستمرار تلك التغييرات ان لم يعرف سببها والقضاء عليه ويؤدي بالتالي الى تغيير وخلل وظائف العضو المعين او الجسم بشكل عام مع استمرار التوتر النفسي واضطراب الحالة النفسية للفرد ويكون الشخص في حالة عدم استقرار وتذبذب في سلوكه.
وشدد د. أشرف على ضرورة عدم إهمال هذا المرض، وهنات تبرز أهمية دور المريض ومساعدته للطبيب المعالج، والأهم من ذلك توعية المريض بما يسمى بالاضطرابات النفسية التي تتحول بشكل لا شعوري إلى اضطرابات عضوية، وشدد على أهمية البعد عما روتين الحياة اليومية.
وفي مداخلة أخرى لأحد الحضور عن هل يوجد علاج ناجع لمثل هذا المرض، وهل الخروج للصحراء أو مايعرف محليا بـ “البر” أو في الأفنية الفسيحة يقلل من أعراض هذه المراض فأجاب د. أشرف: أن العلاج لمثل هذه المرض يأتي بعد تشخيصه من قبل الطبيب المعالج النفسي والجسماني الذين يجب أن يتوصلا إلى معرفة السبب أن كان ذلك جسميا أو نفسيا، من خلال إخضاع المريض للفحص السريري أولا، فإن لم يجد الطبيب الجسمي ما يشير للمرض العضوي فانه يحوله الى الطبيب والمعالج النفسي، الذي يتوصل إلى معرفة اساس القلق والتوتر، والسيطرة عليهما قدر الامكان وذلك من خلال: الانشغال بأي مهارة ينشغل بها الفرد أو القراءة وغيرها من النشاطات والمهارات، أو ممارسة الرياضة البدنية، والاستجمام والترويح عن النفس في الأماكن المفتوحة، كما يعرف لديكم في “البر” خلال نهاية الأسبوع، والتعود على التنفس بعمق لتزويد الجسم بالأوكسجين الذي يساعد على التخلص من التوتر والقل وتقليلهما، كما أن ممارسة الاسترخاء يساعد الجسم أيضا على التخلص من ذلك، كما أن ممارسة النشاطات الاجتماعية المختلفة، مهم للتخلص من الأمراض التي يجلبها القلق والتوتر.
وفي مداخلة للفنان الدكتور ماجد العبيد الذي أثنى على ماتطرق إليه د. أشرف والذي بين لنا الكثير من دواعي هذا المرض، وقال: لكن يبقى علينا أهمية استشعار الاطمئنان بالله والسكينة، وهذا يعد يقينا بوجود الله سبحانه وتعالى، إذا أدرك ذلك الإنسان شعر أن هناك مسببات للطمأنينة.
وأضاف لاشك أننا نمر بأزمة تحاصرنا في كل مكان وتجعل الضغوط النفسية كبيرة، ولكن علينا أن نستعد كثيرا للقابلية، تساءل عن كيفية التأقلم مع ضغوطات العصر وكيفية التخلص منها؟ فأجاب د. أشرف مرسي: بإن الكثير من الأمراض النفسية بفعل الضغوطات الحياتية اليومية، ويجب أن يبتعد الإنسان عن الانفعالات التي قد تؤدي به إلى مجموعة من الأمراض، وهي الأمراض السيكوسوماتية التي تنشأ من الأزمات والمشكلات النفسية فتتحول أعراضها لتتخذ شكلاً جسمانياً، وهذه مايقال عنها: أمراض العصر كارتفاع ضغط الدم والسكري.
وأضاف: يشدد الأطباء النفسيين على ضرورة التعرف على المهارات الأساسية التي تفيدهم في مواجهة الضغوطات والتصدي لأية إفرازات لها يمكن أن تؤدي إلى التعرض للمعاناة النفسية، من أي نوع كانت، كالاكتئاب أو القلق والتوتر، ويجب أن نعي أهمية المحافظة على الصحة النفسية وأن نبعد المخاوف ونحللها بصدق، والتوكل على الله تعالى في كل شيء.
وبين أن الله سبحانه وتعالى ذكر النفس باالقرآن الكريم (عدد 295 مرة) بعدة صور وبصيغ مختلفة، وقد وردت بمعان عدة، وبذل العلماء جهودا جبارة في دراسة النفس البشرية وألفوا فيها العلوم وكتبوا المجلدات وعقدوا الندوات ودرسوا علاقتها بالعقل والقلب والجسد وعلاقتها بالأهواء والنزوع نحو الشر أو الخير وجميع ذلك نجده فى القرآن الكريم، ولقد ورد اسم النفس صراحة ثلاث آيات تبين مستويات وأنواع النفس من حيث الإيمان، فهناك النفس المطمئنة والنفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة، والانسان نفس وروح وجسد ومن الصعوبة فصل أي منهما عن الآخر والله عز وجل قال: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قيلا)، ولكن يحق لنا التنقل في الجانب النفسي والجسدي، لذا فإن القرآن الكريم والسنة النبوية منذ أكثر من 1400 سنة وضحت مانعيشه اليوم لذا فإن كل مايرتبط في الجانب النفسي بالإنسان يعد واضح.
وعلق الدكتور راشد أبا الخيل على المحاضرة بقوله: أنا أؤويد وأشكر د. أشرف على كل ماتطرق إليه في هذه الندوة، وعن مايتعلق بالقلق بوجه خاص، وقال: أود أن أذكر أن منظمة الصحة العالمية في آخر تعريف لها عن الصحة والمعافاة، ان الصحة هي الصحة الجسمية والعقلية والنفسية وليست فقط غياب المرض وهذا مايؤكده حديث د. أشرف فإذا كان الإنسان لديه مشكلة نفسية فإنها تؤثر عليه جسميا.
وأضاف: مجتمعنا السعودي لم يعرف القلق بمفهومه الحالي فالرجل أو المرأة يعمل ويأكل ويشرب حتى يأتيه وقت النوم فيصلي وتره وينام ولا يستغرق منه الاستغراق بالنوم أكثر من خمس دقائق وينام حتى يأتي وقت الاستيقاظ لصلاة الصبح فينهض ويصلي في الوقت المحدد ومن ثم يتجهز لمعاودة عمله والبحث عن رزقه معتمدا على الله، وبالتالي لم يكن يعرف القلق، وعندما بدأ القلق كان هناك استحياء في التعافي من القلق لمن يذهب للطبيب النفسي ويتأكد أنه لايراه أحد بزيارته للطبيب لأن المجتمع سينكر عليه ذلك ولكن هناك الكثيرين يلجأون للرقاة لماذا؟! لأن الرقاة يعتمد الصادق منهم على حيث أن الراقي إذا كانت رقيته عن علم فسوف بإذن الله يستفيد من المريض النفسي.
وأضاف الملاحظ أن أكثر حفاظ القرآن الكريم هم من أسعد الناس، لأن من يتمعن في قراءته للقرآن يطمئن قلبه مصداقا لقوله تعالي إلا بذكر الله تطمئن القلوب، يوقن أن كل مايحدث له في هذه الحياة من تدبير خالقه، فهو يرضى بما كتبه الله له، وأن القادم أفضل مصداقا لقول الله عز وجل إن بعد العسر يسرا.
وعالميا أن الكثير من الأثرياء وأهل المناصب هم أكثر عرضة للقلق
أكثر من الفقراء والبسطاء، لذا أنصح من يحس بالقلق أن يحرص على قول حسبنا الله ونعم الوكيل، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ففيهما من الفرج وطرد القلق الشيء الكثير.
من جهته أشاد الأمير فيصل بن سلطان بن ناصر آل سعود رئيس مجلس إدارة صحيفة برق الإلكترونية، بالتنوع بالحضور وبما تحمله تلك الندوة من معلومات قيمة تحدث خلالها الدكتور أشرف محمود مرسي أستاذ الصحة النفسية والجسمية، عن هذا المرض الذي يجهله الكثيرين من الناس.
وبعد ذلك قام صاحب الإثنينية الأستاذ/ حمود الذييب بتكريم ضيف الإثنينية الدكتور أشرف محمود مرسي بمباركة الأمير فيصل بن سلطان وحضور الإثنينية الكرام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى