“حسام الصالح”:لماذا يُطلَب من الخريجين السعوديين شهادات خبرة؟ امنحوهم الفرص..المقيمون تعلَّموا مهنهم في بلدنا!
– نجاح رؤية 2030 يتطلب تعاون المواطنين.. التغيير صعب لكن لا بد أن نتحمل من أجل المستقبل
– لازمتُ الأميرمشعل بن عبدالعزيز خمس سنوات وتعلمت منه عدم الاستعجال في الحُكم على الأمور
– الإصرار على الإنفاق يساعد التجار على الاستمرار في رفع الأسعار
– المهن الحرفية ليست عيبًا.. وتُعتبر مصدرًا مهمًّا للدخل..البريطانيون يعملون في الطبخ والحلاقة في بلدهم
– لا بد من تغيير النمط الاستهلاكي والبحث عن مصادر دخل أخرى.. وجلسات الاستراحات مضيعة للوقت
– نصائحي بالترشيد ليست تنظيرًا.. فأنا لا أملك جهاز جوال حديثًا.. وأستخدم إضاءات مرشدة للاستهلاك بالمنزل
– بلادنا تخوض حربًا يومية.. ودولتنا تصرف المليارات.. ونحن نعيش بأمان..هذه نعمة يفترض أن تُشكر
– مجالس إدارات الأندية حوَّلتهاإلى “ملكيات خاصة” فتسببت بالديون الخيالية الحالية
– أبطال ألعابالقوى في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة إنجازاتهم عالمية ومكافآتهم ضعيفة
أكد رجل الأعمال حسام بن عبدالرحمن الصالح، المستشار المالي، أن نجاح خطط وبرامج الدولة مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتعاون مواطنيها معها، داعيًا المواطنين للمساهمة في إنجاح رؤية 2030، وصناعة مستقبل وطننا الغالي.
وفي حوار موسَّع مع “سبق” شدَّد “الصالح” على أهمية تقبُّل المواطنين التغيير من أجل مستقبل زاهر، مشيرًا إلى أن السعوديين لديهم القدرة على تقبُّل التغيير والتعايش معه متى أرادوا ذلك،ومستعرضًا فرصًا كبيرة أمام الشباب السعودي للاستثمار، وزيادة الدخل، والتغلب على الصعوبات..مشيدًا في الوقت نفسه بالدعم الكبير من القيادة الرشيدة لمواطنيها للتغلب على زيادة أعباء المعيشة،وأبدى تفاؤله بنجاح الإصلاحات الاقتصادية.
وكشف المستشار المالي الذي لم يسبق له العمل قي قطاع حكومي عن بدايته في العمل من مكافأة شهرية مقطوعة، لا تتجاوز 3 آلاف ريال، وتدرُّجه في الأعمال المصرفية بالبنوك حتى كوّن رأس مال من الاستثمار الخاص، واستقال من عمله لإدارةوممارسة مهنة الاستشارات المالية والتخطيط المالي، وإدارة عمله الخاص.
يقول “الصالح”:الشهادة العلمية مهمة، ولكنها ليست كل شيء. استغلال المواهب مهم أيضًا،واستثمار الفرص أمر ضروري.. الأعمال الإضافية مهمة لزيادة الدخل. لا بد أن يستغل الشباب أوقات الفراغ بدلاً من الجلوس في الاستراحات بشكل يومي.
“الصالح” يؤمن بأن الشهادة العلمية ليس لها علاقة بقدراتك العملية.
“الصالح” في ثنايا الحوار تحدث عن العلاقة التي كانت تربطه بالأمير مشعل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، واستفادته الكبيرة من ملازمته له، إضافةلعلاقته بالرياضة ونادي النصر،وعدد من الأمور الاقتصادية.
نترككم مع تفاصيل الحوار مع هاوي الرياضة والصيد، الذي تخصص في المال والأعمال حتى نجح فيها، وكوَّن عمله الخاصة.
1- في البداية نريد معرفة قصة “حسام الصالح” الشاب العصامي الذي كوّن نفسه بنفسه..
* والدي ووالدتي – أطال الله عمريهما – تعلمت منهما الكثير؛ فوالدي عمل موظفًا حكوميًّا أكثر من ٤٠ عامًا مديرًا للعلاقات العامةفي وزارة الصحة،وعملت والدتي مديرة لمدرسة بنات في وزارة التعليم،ولدي 5 إخوة وأخوات، ٤ أطباءومهندسة حاسب،وأنا الوحيد الذي تخصصت في الأمور المالية. بدايتي كانت باستغلال فترة الإجازات الصيفية أثناء دراستي الثانوية،بتوصية من أحد الجيران الذي يعمل مديرًا إقليميًّا بالبنك الأهلي؛ إذ عملتبالبنك بمكافأة مقطوعة، لا تتجاوز 3 آلاف ريال. دخلت كلية الهندسة بناء على رغبه والدي، ولم أُوفَّق، وتحولت لدراسة عالم المال والأعمالوالمحاسبة، وبعدها اتجهت للعمل في البنك نفسه في وظيفة بسيطة؛ إذ يعتبر البنك الأهلي هو الأساس، ولا أنسى أستاذي في البنك الأستاذ (عبدالكريم أسعد أبو النصر) الذي استفدت منه كثيرًا في بداياتي العملية. وبعدها كانت نقطة التحول بانتقالي للعمل في البنك السعودي البريطاني حيثحصلت على دورات وتدريب متقدم عالميًّا في مجال العمل المصرفي. واستفدت من البنك في الأعمالوالدورات الخارجية، والتطبيق في بعض الدول الأوروبية.. وقد تعلمت من خلال هذا العمل كيف تصنع الناس وتدير ثرواتها.. فاستغلال الفرص مهم.. البنك يعرض على الناس طرق زيادة ثرواتهم،ومن هنا تعلمت كيف أصنع المال،وكانت انطلاقتي بالاستثمار في الأسهم المحلية والعالمية.
وطبيعة عملي الآن هي تقديم خدمة الاستشارات المالية والتخطيط الماليلشركات ومؤسسات ورجال أعمال ووجهاء مجتمع، الذين لا أزال أحتفظ معهم بعلاقات ممتازة نظير الثقة التي حصلت عليها منهم أثناء عملي في البنوك.
2- هل عملت في قطاعات حكومية؟
* لم يسبق لي العمل في القطاع الحكومي، ولكنني خادم لوطني وولاة أمري، وعلى استعداد تام لدعم المبادرات الوطنية والاجتماعية بما أستطيع وما هو ضمن مقدرتي. نحن حصلنا على أموالنا بالاستثمار والعمل في وطننا؛ لذلك من واجبنا المساهمة في بناء مستقبل أبنائنا بكل ما نستطيع، سواء بالدعم أو بالعمل أو بالاقتراحات.
3 – نريد الحديث عن الوظائف التي عملت بها في القطاع الخاص،وعن علاقتك مع رئيس هيئة البيعة الأمير مشعل بن عبدالعزيز -رحمة الله -.
* في القطاع الخاص عملت في القطاع المصرفي،وتدرجت في الوظائف. وآخر وظيفة لي كانت مديرًا إقليميًّا للمنطقة الوسطى، ومديرًا عامًّا مكلفًا في البنك لإدارة الخدمات المصرفية الخاصة. والبنوك تُعتبر من مجالات العمل المهمة؛ فهي تزيد المعرفة ورصيد الثقافة المالية.. وكم من زميل عملنا سوية معه، وترك عمل البنوك، والآن يدير شركته الخاصة بنشاط تجاري. وبعض الزملاء السابقين في البنك أصبحوا الآن وزراء دولة. أما عن علاقتي بالأمير مشعل بن عبدالعزيز –رحمه الله- فهي مصدر اعتزاز وفخر لي؛ إذ طلبني – رحمه الله – للعمل معه مستشارًا ماليًّا، ثم أوكل لي إدارة الشؤون الخاصة.أيضًا – بعد الله سبحانه وتعالى – للأمير مشعل ولأسرته فضل كبير عليّ؛ الأميرمشعل تعلمتمنه أشياء كثيرة، لم أتعلمها في الدراسة أو عملي السابق.. أشياء ما زلت أطبقها.. كان يعاملني معاملة الابن، وتعلمت منه – رحمه الله – عدم الاستعجال بالحكم على الأمور، والتفريق بين الأمور والقرارات؛ إذ إن بعضها يتطلب القرار العاجل وتحمل المسؤولية، وبعضها يلزمها التأني والدراسة.. كان يحترم الجميع؛ فعند حدوث مشكلة يستمع لكل الأطراف.. وغيرها من الدروس في التعامل والأخلاق واحترام الناس. الأمير مشعل كان رجلاً عظيمًا.. أسأل الله أن يرحمه، ويغفر له.
4- ما قصة هذه الصورة التذكارية مع الأمير مشعل؟
* التُقطت الصورة قبل سنوات في مدينة دبي. وكان سموه يشاهد عروضًا ومسابقات للطائرات الصغيرة، وكان يتحدث بقوله: لماذا لا نقيم مثلها لدينا؛ فبلدنا جميل، وشبابنا يستحقون.. وهذه الرياضات مفيدة، ولا يوجد لها محاذير؟
5 – حسام الصالح صنع نفسه بنفسه، ودون وظيفة حكومية..في المقابل يصر البعض على الوظائف الحكومية، ويرفض غيرها.. ما رأيك؟
* في هذا الجانب أود أن أشدد على أمر مهم: الشهادة العملية مهمة،ولكن في تخصصات دقيقة.. وفي المقابل ليس كل من يحمل شهادة ينجح في عمل مسند إليه؛ فالواقع غير الكتب. أرى أنه من المهم جدًّا أن يحدد الشاب ما يستطيع الإبداع فيه قبل أن يقرر ماذا سيدرس ويتخصص به علميًّا، وأن يستثمر الشباب مواهبهم، ويطوروا من قدراتهم، ويستثمروا أوقاتهم بالعمل.. يقول بيل غيتس: “لم أتجاوز بعض المواد خلال دراستي الجامعية، ولكن صديقي اجتازها كلها وبتفوق. الآن صديقي مهندس مرموق في مايكروسوفت، وأنا أملك مايكروسوفت”. هناك مثال حي أيضًا لأشخاصأعرفهم، استغلوا الموهبة دون شهادات.. بدايتهم كانت بافتتاح مطعم صغير قبل سنوات، ومشروعهم حقق نجاحًا كبيرًا، والآن لهم فروع في كل منطقة، وقريبًا سيتحول مشروعهم إلى شركة مساهمة؛ فقط لأنهم استغلوا موهبتهم، وواصلوا مشروعهم، وقبلوا التحدي؛ لذلك أشدد دائمًا على أهمية استغلال الشباب مواهبهم، وضرورة العمل الجزئي للموظفين ذوي المرتبات المنخفضة. الجلوس اليومي في الاستراحات لن يفيدهم؛ فالعمل له وقت، والترفيه له وقت أيضًا. نصيحة مهمة للشباب: النتائج لا تتحقق إلا بالتعب والإصرار.. مرت أيام طوال، كنا نعمل فيها 12 ساعة يوميًّا، وكانت مرهقة، لكن النتائج كانت مُرضية جدًّا، وتستحق التعب.
6 – ما الوظائف الجزئية التي ترى أنها مناسبة للأعمال الجزئية للموظفين؟ أي عملاً تستطيع أن ينمي موهبة لك، أو تتعلم شيئًا جديدًا، ويكون مكسبًا.
* أرى أن الحِرف المهنية مصدر مهم للدخل، سواء للموظف أو الباحث عن العمل. هناك أمثلة لمن لم يوفَّق في التعليم، واتجهوا للمهن الفنية، ودخولهم الشهرية تعادل وتزيد على دخول الموظفين. لماذا نخجل من العمل؟فني الكهرباء والتكييف والخياط والحلاق والطباخ في بريطانيا بريطانيون؛ لأنها مصدر دخل مهم.. يجب ألا نخجل من العمل المهني؛ لأنه مصدر دخل مهم. العمل ليس عيبًا؛ ففي الدول الأوربية جميع المهنيين من أبناءتلك الدول. الأعمال المهنية مهمة، ودخلها عالٍ.
7 – البطالة من أهم الملفات التي تعمل عليها الدولة.. ما الحلول العاجلة لهذا الملف من وجهة نظرك؟
* الدولة تعمل الآن على خَلْق وظائف كثيرة في أكثر من مجال، وذلك بتوطين الصناعات، وخلق فرص استثمارية جديدة.. وستظهر نتائج ذلك بشكل ممتاز في المديَيْن المتوسط والطويل. وأيضًا معالجتها بإحلال السعوديين بدل الأجانب، وقصر استمرار الأجانبفي بعض الوظائف والتخصصات النادرة، واختيار المميزين من الأجانب في مجالات تلك الوظائف، مع إلزامهم بالعمل والتدريب للشباب السعودي. الشاب السعودي مع العمل سيكتسب الخبرة. لدينا سعوديون عباقرة في في مجال الطب والعلوم بجامعات ومؤسسات عالمية، كما أنه من الحلول الاتجاهإلى شراء المدد المتبقية من خدمة الموظفين الكبار، وتوظيف الشباب المقبل على العمل بقدرات ومؤهلات ومواهب وحيوية ورغبة في العمل.. ويفترض أن نكون جميعًا منتجين، ولا نعتمد على الدولة بكل شيء، وأن نقبل بالوظائف مهما كانت.. الموظفون الكبار بدأت حياتهم بوظائف صغيرة، وأبدعوا في العمل، وطوروا من قدراتهم، واجتهدوا في العمل حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه.
8- القطاع الخاص يعتمد اعتمادًا شبه كلي على الأجانب.. وقد تكون عاصرتَ ذلك في المجال المصرفي.. ما رأيك؟
* من خبرة في العمل بالقطاع الخاص: الشاب السعودي سيبدع متى ما وجد الفرصة؛ لذلك أنا مع توطين السعودي الذكر والأنثى. أولادنا أولى بالوظائف، والخبرات تُكتسب من ممارسة العمل. لا يوجد خبير منذ ولادته.. هؤلاء المقيمون اكتسبوا خبراتهم بالعمل في بلدنا؛ لذلك يجب أن نثق بشبابنا، ونمنحهم الفرص للإبداع، وخدمة الوطن.
9 – ما رأيك بعمل المؤسسات والجمعيات الخيرية بالمملكة.
* هناك جمعيات تقوم بعمل جديد ومختلف، مثل تدريب المواطنين، ومن ثم توظيفهم. وأكثر مؤسسة خيرية تلفت النظر الآن هي مسك؛ فلديها مبادرات رائعة، تهدف إلى تفتيح مدارك الشباب، وزيادة مساحات المعرفة. رؤساء الشركات الكبرى يتحدثون عن تجاربهم،وبداية تكوين ثرواتهم بأمور بسيطة.. يتحدثون عن فشلهم مرة ومرتين وثلاثًا وأربعًا.. ولم يستسلموا.. هؤلاء لم يرثوا المليارات؛ إذ بدأت حياتهم من لا شيء. الإبداع وحب العمل والصبر من أهم أسباب النجاح في الحياة. استعرضت هذه التجارب أمام شبابنا بما يفيدهم بشكل كبير. وتُشكر المؤسسة كثيرًا على تلك المبادرات؛ كونها من المؤسسات والجمعيات التي تعمل بفكر مختلف. “مسك” تجاوزت أنها مؤسسة خيريةإلى مؤسسة تعكس الصورة الحقيقية للسعودية الجميلة خارجيًّا بمشاركتها، وإقامتها أكثر من مناسبة في شتى المجالات، واستقطابها أهم أصحاب الخبرات العالمية في شتى المجال للحديث عن تجاربهم، وتدريب الشباب السعودي.
10 – ما توقعاتك لرؤية 2030والإصلاحات الاقتصادية؟
* شهادتنا في سمو ولي العهد، سيدي الأميرمحمد بن سلمان -حفظه الله-، مجروحة. الأميرشاب وطموح، ويقود جيل الشباب بفكر جديد، وتصور جديد نحوالمستقبل.. الشباب مؤيدون بقوة لخطوات سموه وبرامج الرؤية والإصلاحات الاقتصادية. الأخطاء في الماضي واردة، وأمر طبيعي، لكن الجميل هو العمل على إصلاحها قبل أن تؤثر بوطننا، وهذا ما يحدث الآن. عنوان ما يحدث الآن هو “نحن ذاهبون للمستقبل”. سموالأمير أوضح الطريق، وقال “إن وجدنا أمرًا غير مناسب في الطريق سنغيره، لكننا ذاهبون للهدف”. من رؤية الأمير والخطط الإصلاحية أرى أننا سنصبح مثالاً عالميًّا، مثل سنغافورة وماليزيا وغيرهما من الدول التي أمضت سنوات في الإصلاح حتى أصبحت دولاً يحتذى بها في التطور والتقدم.
11- من وجهة نظرك كيف يستطيع المواطن مساندة ودعم تحقيق الرؤية؟
* الرؤية واضحة.. يجب أن نتكاتف جميعًا.. الحكومة لا بد أن يساندها الشعب، ويجب أن نتفاءل بالخير جميعًا. بلا شك التغيير صعب،لكن لا بد أن نعمل جميعًا من أجل المستقبل.
12 – بعد إعلانسمو ولي العهد مشروع نيوم بادرت بإطلاقبرنامج تدريبي للشباب على مشروع الروبوتات.. نريد معلومات عن هذا البرنامج.
* أعجبني المشروع، ورأيت أنه من واجبي بوصفي “مقتدرًا” أن أساهم في دعم شباب وطني. تحمست للفكرة.. أموالي أتت بفضل الله، ثم بفضل هذا الوطن،وإحساسيدفعني لرد ولو جزء يسير من جميل هذا الوطن عليَّ. بادرت بتمويل برنامج تدريبي على الروبوتات. 100 شاب سعودي تم تدريبهم على الروبوتات في دورة قدمها محاضر متخصص في هذا المجال.
13- لك مبادرة أخرى لدعم الأسر المنتجة، ومبادرات أخرى.. ما تفاصيلها؟
* عندما وصل عدد متابعي حسابي في تويتر إلى 10 آلاف متابع لم أضع جائزة، بل خصصت ريالاً واحدًا عن كل متابع، ودعمت بالمبلغ أسرة منتجة في القصيم، تعمل في طبخ الأطعمة الشعبية. سُلم لها المبلغ كمساهمة في استئجار محل لتمارس نشاطها. بخصوص المبادرات الأخرى منها المساهمة في احتفالات اليوم الوطني، وتبني نشاطات ترفيهية لأبنائنا الأيتام، واستقبالهم، ودعمهم.
14- إحساسك الوطني جميل..والمبادرة رائعة.. لكن لماذا لا نجد مبادرات مماثلة من رجال الأعمال؟
* بعض رجال الأعمال لا يقدم الدعم إلا عند تسليم جوائز أوظهور إعلامي من قِبل كبار المسؤولين. وهناك رجال أعماليدعمون المبادرات، ولا يريدون الظهور الإعلامي.. لكن أرى أنه يفترض أن يكون هناك إحساس وطني لخدمة بلدنا من جميع رجال الأعمال. السعودية فيها أكثر من 2000 ثري، لو ساهموا بمبالغ بسيطة سنويًّا لدعم مشاريع الشباب والمبادرات الوطنية ستكون هناك مبالغ كبيرة مخصصة لدعم الشباب، وتطوير أبناء الوطن.
15 – تغيير أسعارالطاقة وزيادة أعباء المعيشة.. ما الطريقة المثلى للتعامل معها من قِبل المواطنين؟
* في البداية يجب أن نعترف بالاستهلاك الكبير للطاقة بمختلف أنواعها. مثلاً الكهرباء يوجد استهلاك عالٍ جدًّا لها، وفي الوقت نفسه أتمنى النظر في فاتورة الكهرباء في موسم الصيف، أو تكون هناك ديناميكية في طريقة دعم حساب المواطن برفع الدعم عند ارتفاع استهلاك الكهرباء في الصيف. كما أتمنى أن تُعلَن خطط تغيير الطاقة من قِبل الوزارة بشكل واضح، وعدم الإعلان المفاجئ لها؛ وذلك لمساعدة المواطنين على التخطيط للمستقبل وعملية الاستهلاك. في الجانب الأهم يعلم الجميع أننا شعب استهلاكي؛ لذلك لا بد أن نغيّر السلوك الاستهلاكي.. لا بد أن نفكر في الأساسيات وليس الكماليات،شراء الشيء الذي نحتاج إليه، وليس شراء ما نرغب فيه.. مثال بسيط: ليس كل عطل في جهاز الجوال يستلزم شراء جوال جديد.. وقِس عليها. عند الرغبة في شراء السيارة الجديدة يجب أن نشتري السيارة التي نحتاج إليها، وليس التي نرغب فيها.. بل يجب أن تكون على حسب قدراتنا المالية بدلاً من المعاناة اللاحقة في سداد الديون. من أوجه تغيير السلوك الاستهلاكي أنه من المهم قبل الشراء أن نبحث عن أفضل صفقة، وأفضل سعر، وأن نستخدم وسائل التسوق الإلكتروني؛ فهي أفضل سعرًا، وأوفر في الوقت؛ والدليل مستقبل هذا المجال؛ فهناك شركات مختصة في المجال، تستعد لبدء نشاطها في السعودية، منها أمازون ومنصة نون للتسوق الإلكتروني.. يجب أن نعي أمرًا مهمًّا أيضًا، هو أن الإصرار على الإنفاق يساعد التاجر على الاستمرار في السعر المرتفع بسبب السلوك.. فيما لو اتجه الجميع للترشيد سيضطر التاجر لخفض الأسعار. كذلك يفترض الترشيد في استخدام الكهرباء.. لا أقول أغلق المكيفات، ولكن رشِّد في الاستهلاك. المبالغة في الطعامعند المناسبات غير منطقية.. وحتى تعاليم الدين الحنيف والشرع تحذرنا من الإسراف. ولكي لا يقال إنني أنظِّر فقط فأنا أطبق هذا الكلام على نفسي بأن أشتري ما احتاج إليه، وليس ما أملك ثمنه، وأدرس جديًّا لشراء سيارة كهربائية بعد حساب أيهما أفضل لي من ناحية تكلفة الوقود أو الكهرباء.
16 – ما طبيعة عملك في اللجنة البارالمبية؟ وما إنجازات اللجنة؟ وهل تجد الدعم اللازم؟
* أعمل عضوًا في مجلس إدارةاللجنة، وأُسندت لي إدارة السياسات المالية، وأوكلت لي رئاسة لجنة ألعابالقوى لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة. بالنسبة لهذا الاتحاد فهو الأعلى في النتائج المحققة، ومع ذلك هو أقل ميزانية. دعم الهيئة العامةللرياضة للجنة لا يوازي الإنجازات التي تحققها. أنا اتجهت لهذا المجال لكونه عملاً وطنيًّا وعملاً إنسانيًّا. ومن عملي مع ذوي الهمم عرفت أنه ليس لديهم يأس، وعندهم قدرة عجيبة لتحقيق الأهداف. على سبيل المثال: اللاعب سلطان الزهراني في بطولة آسيا الأخيرة التي أُقيمت في دبي دخل في منافسة نهائية مع خمسة إيرانيين، وصرح قبلها قائلاً “والله ما يأخذونها”. وبالفعل حقق المركز الأول رغم قوة المنافسين الخمسة. هؤلاء اللاعبون يحققون إنجازات كبيرة، ولديهم إحساس وطني عالٍ، ومع ذلك مكافآتهم 10٪من مكافآت لاعب منتخب كرة القدم! ومع انخفاض مكافآتهم فهي تتأخر أيضًا!!وللعلم هي مصدر دخل لهم، وهناك لاعبون فقدوا وظائفهم البسيطة من أجل المشاركة في تمثيل وطنهم؛ لذلك يفترض أن يكون الدعم حسب الإنتاجية مقارنة مع الاتحادات الأخرى.
17 – كنتَ عضوًا في مجلس إدارةنادي النصر وعضو شرف، وشاركت كثيرًا في دعم النادي، وفجأة اختفى حسام الصالح عن المشهد الرياضي.. حدثنا عن هذا المنعطف في حياتك.
* دخلت المجال الرياضي، واستفدت منه؛ إذخدمت النادي الذي أشجعه، وأنا مقتنع بما قدمت، وقررت الابتعاد بشكل نهائي. تواصل معي مؤخرًا الأستاذ سلمان المالك الرئيس الجديد، وعرض موضوع عودتي، واعتذرت عن ذلك.. وتمنياتي له بالتوفيق بوصفي مشجعًا نصراويًّا؛ إذ قررت أن يكون أي دعم أقدمه للوطن أو لعمل اجتماعي.
18- من خلال عملك في المجال الرياضي وتخصصك الاقتصادي.. ما أسباب الديون الكبيرة على الأندية؟
* ديون الأندية من نظرة مالية تعودإلى أن مجالس إدارات الأنديةتعامل الأنديةعلى أنها ملكيات خاصة، وهذا خطأ؛ إذ يجب أن تعامَل بنظام الشركات نفسه، ولا تبرؤ ذمة مجلس الإدارة إلا بعد سداد المستحقات في فترتها. على أي أساس مالي تكون مصاريف النادي أكثر من مداخيله؟! الأنديةتفتقر للإدارةالمالية، ولا يتوافر لديها مختصون ماليون وقانونيون عند توقيع العقود؛ لذلك أرى ضرورة فرض تطبيق المحاسب القانوني مثل الشركات، وهي خطوة مهمة لتقديم ميزانيات مدققة ماليًّا قبل طرح الأندية للتخصيص. كما أنه لا بد أن يتم البحث عن مصادر دخل، وتطبيق تجارب للأنديةالكبرى. على سبيل المثال: التسويق الإلكتروني؛ لكون المتاجر في كل مدينة مكلفة؛ فيجب تفعيل البيع الإلكتروني لمنتجات النادي، واستخدم اسم النادي كعلامةتجارية؛ لكي ترتفع مداخيل الأندية وقيمتها.
19- هل ستعود للمجال الرياضي عند خصخصة الأندية؟
* عند خصخصة الأندية إن وجدت بها استثمارًا مجديًّا سأشتري من أسهمها، سواء نادي النصر أو غيره؛ لأنني سأبحث عن أفضل فرصة استثمارية.
20 – في الموضوعات السياسية..لوحظ أن البعض يتجه لعدم الحديث عن تلك القضايا، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ما رأيك؟
* أرى أن من يلتزم الحياد في القضايا الوطنية خائن لوطنه؛ إذ يجب أن يقف الجميع مع وطنهم؛ لذلك أنا مؤيد وداعم للحسابات الوطنية في وسائل التواصل. هناك دول أخرى تشتري حسابات وقنوات إعلامية للإساءة إلى وطننا وولاة أمرنا. لا بد أن نقف جميعنا مع وطننا، وندافع عنه بكل إمكانياتنا.
21- كلمة أخيرة تود أن نختتم بها هذا الحوار..
* أود أن أوجه رسالة، وأقول فيها: التغيير صعب في كل شيء، لكن بما أنه سيأتي بالأفضل لنا ولوطننا ولمستقبل أبنائنا فنحن معه. يجب أن نتفاءل بالخير، ونشكر الله على النعم التي ننعم بها، وهي نِعَم لا تعد ولا تحصى. نحن في حرب، ومع ذلك – بفضل الله – نعيش بأمنوأمان. الدول تعلن حالة الطوارئ عند حدوث حادثة إرهابية، ونحن وعلى الرغم من الحرب نعيش حياة طبيعية.. وهذه نعمة كبيرة، يجب أن نستشعرها. الدولة تدفع المليارات لحماية الوطن والمواطنين.. لا أحد منا يسأل عن قيمة منظومة الحماية التي تعمل على حمايتنا.. المبالغ كبيرة، وتُدفع لحماية الوطن ومقدراتهومواطنيه.. لا بد أن نكون عادلين.. الدخل طبيعي أن ينخفض مع الشخص العادي عند حدوث أزمةبالأسعار؛ لذلك طبيعي انخفاضه لدى الدول عند انخفاض البترول الذي كان سابقًا يزيد سعره على الـ100 دولار. نحن متجهون لمستقبل جميل ومشرق – بإذن الله – لكي نستغني عن البترول كمصدر دخل أساسي،ونتحول لبلد صناعي ومنتج.. صناعاتنا تتطور،ومداخيلنا تتنوع، والمستقبل زاهر – بإذن الله – ثم إرادة ولاة أمرنا، وتفهُّم المواطنين لهذه المرحلة الانتقالية والتنموية المهمة في تاريخ وطننا الغالي.
المصدر: سبق