“المحيميد” ليس الوحيد.. بطولات #المبتعثين_السعوديين عنوانها الشهامة والشجاعة
لم تكن بطولة المبتعث السعودي “أحمد المحيميد”، الذي لم يتوانَ في القفز في النهر معرِّضًا حياته للخطر لإنقاذ أحدهم من الغرق في نهر الدوكلاند في أستراليا، هي الأولى أو الوحيدة، بل كانت استكمالاً لسلسلة من بطولات الشباب السعودي، ومواقفهم النبيلة في الداخل والخارج، وإضافة لرصيد من المواقف الإنسانية التي أتت انطلاقًا وتمثيلاً للقيم والأخلاق الإسلامية والوطنية التي عُرف بها المجتمع السعودي.
وترصد “سبق” أبرز هذه المواقف البطولية الرائعة للمبتعثين في الخارج، التي تفاعلت معها وسائل الإعلام على مدار السنين القليلة الماضية في السطور الآتية.
مُتحدي الإعصار
احتفت صحيفة “هيوستن كرونيكل” الأمريكية بالمبتعث السعودي “علي الشهري”، وتصدرت صورته صفحتها الأولى؛ وذلك بعد تطوعه لإنقاذ المتضررين من إعصار هيوستن المدمر الذي ضرب ولاية “تكساس” الأمريكية. وانتشرت صورة “الشهري” وهو يدفع عربة في أحد منازل المتضررين من الإعصار، في حين كان يفر الجميع بأنفسهم وأموالهم من هول الإعصار المدمر الذي تسبب بخسائر مادية وبشرية ضخمة.
وانضم الشاب السعودي إلى مجموعة أخرى من الشباب السعوديين والسعوديات الذين تطوعوا مع الصليب الأحمر في خدمة متضرري الملاجئ، وفي مساعدة إخلاء المنازل وترتيبها من جديد.
“الله أرسل الشاب السعودي ليكون معنا”
تناقلت وسائل الإعلام العام الماضي خبر إنقاذ طفل أمريكي، اختنق بقطعة حلوى في محل للحلاقة، من قِبل مبتعث سعودي. وكان الصبي “جايدن”، الذي يبلغ من العمر 9 سنوات، يجلس على الكرسي ينتظر دوره لقص شعره، عندما أوشك على الاختناق بقطعة من الحلوى، توقفت في حلقه، إلا أن “حمود كليبان” تدخل في الوقت المناسب، واحتضن الطفل من الخلف، ووضع يديه تحت أضلاعه، وظل يضغط حتى خرجت قطعة الحلوى من فم الطفل.
ووصف جد الطفل الشاب السعودي بالبطل، بينما قالت والدة الصبي إن “الله أرسل الشاب السعودي ليكون معنا وينقذ ابننا”. مشيرة إلى أنها لم تعرف ما تفعله، وبدأت في الصراخ للحصول على المساعدة، إلى أن ظهر “كليبان” وأنقذ الموقف.
إسعاف رجل أغشي عليه في عرض الطريق
وفي بريطانيا تمكن “وليد الثبيتي” من إنقاذ أحد المواطنين البريطانيين، الذي سقط فجأة مغشيًّا عليه في عرض الطريق؛ إذ سارع إليه المبتعث السعودي، الذي يدرس الطب، واستخدم وسائل الإسعاف التي درسها وأتقنها لإنقاذ حياته، وإنعاشه إثر غيبوبة سكَّر فاجأته، وذلك قبل أن تحضر فرقة الإسعاف، وتقوم بنقل المريض؛ وهو ما دعا رئيس قسم طوارئ مستشفى “بوول هوسبيتال” إلى الثناء على تعامل “الثبيتي” المهني والمحترف مع الحالة الطارئة.
أنعش قلبه المتوقف
سعودي آخر في أمريكا استطاع إنقاذ شاب أمريكي، كان يصارع الموت على بعد 30 قدمًا من سيارته التي انقلبت من أعلى جسر “Key Bridge” في واشنطن. وكان الشاب المبتعث “عبد العزيز المحلسي” في طريق عودته للمنزل نحو الساعة الـ2 صباحًا، بعد انتهاء فترة عمله الليلي طبيب طوارئ مقيم في مستشفى جامعة جورج واشنطن، وأثناء اجتيازه الجسر بسيارته لاحظ أن هناك سيارة مقلوبة على جانب الطريق، وأن سائق السيارة ملقى على الأرض على بعد 30 قدمًا منها؛ فبادر إلى إنعاش قلبه المتوقف يدويًّا إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، ونقلته للمستشفى لتلقي العلاج.
وسام الشجاعة الأمريكي
وقبل نحو 5 أعوام منح الدفاع المدني الأمريكي مبتعثًا سعوديًّا، يدرس في مرحلة الماجستير في جامعة “ميتشيجان”، وسام الشجاعة على موقفه البطولي في إنقاذ أسرة مكونة من أربعة أفراد من الموت، وإطفاء الحريق بنفسه قبل وصول الدفاع المدني.
وتعود أحداث الواقعة حينما كان يتناول “محمد الشهراني” العشاء في شقته؛ إذ سمع صراخًا وأصوات استغاثة إثر حريق شبَّ بشقة جاره بالطابق الأول من المبنى. وبالرغم من سلبية السكان الذين وقفوا دون حراك مكتفين بمراقبة الحدث إلا أن الشاب السعودي قرر في لحظة شق طريقه وسط النيران المستعرة، ولم يكتفِ بإخراج أفراد الأسرة سالمين، بل أخمد النيران بالكامل!
طفل يحترق
هذه المرة كُتبت رواية الشجاعة السعودية في مدينة أوتاوا الكندية، وكان بطلها المبتعث “ياسر الشنيف” الذي تمكن من إخراج طفل كندي (12 عامًا)، كان محتجزًا في المقعد الخلفي لسيارة مشتعلة في أحد شوارع المدينة.
وكان “الشنيف” قد غادر للتو احتفالية سعودية للمبتعثين مرتديًا الزي الوطني، لكن ذلك لم يمنعه من أن يندفع نحو السيارة المشتعلة، ويفتح الباب الخلفي؛ ليُخرج الطفل إلى بر الأمان مع والده وأخيه اللذين تمكنا من النجاة.
ولم يكن الشاب السعودي ينوي التدخل لولا سماعه صرخات الطفل من المقاعد الخلفية للسيارة. وبالرغم من صرخات المارة فيه للابتعاد عن السيارة التي أوشكت على الانفجار إلا أن “الشنيف” أبى أن يترك خلفه طفلاً عالقًا يكاد يحترق.
وبعد عملية الإنقاذ لم ينتظر البطل كلمات المديح والثناء، وهرول مسرعًا إلى منزله، ولم يعرف بخبر انفجار السيارة إلا في نشرات الأخبار في صبيحة اليوم التالي، ونسي الناس “الشنيف”، ولكن بالتأكيد لن ينسى الطفل ذلك ما بقي حيًّا.
المصدر: سبق