اخبار كل الصحف

#عمليات_السمنة_آمنة_ولكن إجراءها بالخارج خطر لتعذر المتابعة الصحيحة 20 ألف وفاة سنوياً بسبب السمنة ومضاعفاتها

دعا طبيب استشاري إلى وضع عبارات تحذيرية على عبوات الوجبات السريعة. أن الخطر الذي تشكله (الوجبات السريعة) على الصحة، وخاصة دورها في أمراض السمنة يستدعي تنبيه المجتمع. وأكد الدكتور محمد علي الزبن، رئيس قسم الجراحة، استشاري أمراض السمنة بمستشفى المملكة، المدير الإداري. إن الوجبات السريعة ليست أقل خطراً من التبغ ولذلك يجب التحذير منها الكتابة صراحة بأنها «ضارة بالصحة». وقال لـ (الرياض) إن السمنة باتت تشكل ظاهرة خطيرة في المجتمع، فوفق إحصاءات وزارة الصحة والجامعات أن نحو 70 % من المجتمع السعودي مصاب بالسمنة بكل درجاتها، و40 % مصاب بالسمنة المفرطة المرضية، و80 % من مرض السكر النوع الثاني هو نتيجة للسمنة، وانتشار السكر في المملكة من أعلى المعدلات في العام والنتيجة المؤسفة هي أن نحو 20 ألف يتوفون سنوياً بسبب السمنة.
ومن جانب آخر  حذر د. الزبن من المخاطر التي يواجهها  المواطنون  السعوديون الذين يجرون عمليات السمنة في الخارج ، لتعذر أهم مرحلة بعد العملية، وهي المتابعة مع الطبيب المعالج. وقال ليس هنالك ما يدعو لإجراء عمليات علاج السمنة في الخارج لأنها متاحة في المملكة بتكلفة مناسبة، وبمستويات قياسية من الأمان وبكفاء عالية، والتزام بأخلاقات المهنة، ومهارة من الأطباء السعوديين في المستشفيات الحكومية والخاصة.
وأوضح أن تكاليف عمليات السمنة انخفضت كثيراً لأن الشركات التي تؤمن أدوات العملية خفضت أسعارها. وقال إن علاج السمنة في الأصل مجموعة تكاليف تتضمن علاج مضاعفات السمنة، وهذه تزيد التكلفة، مشيراً إلى أن 50 % من ميزانية وزارة الصحة في المملكة تصرف على مضاعفات السمنة، ولذلك الهدف العالمي هو محاربة السمنة لخفض تكاليف علاج مضاعفاتها.
ونصح د. الزبن مرضى السمنة الذين يتكبدون مشاق إجراء عمليات في الخارج بأن تكاليف العملية في الداخل صارت موازية لتكاليفها في دول الجوار التي يذهب إليها بعض السعوديين. وقال: صحيح كان هناك تضخيم للتكاليف في الداخل سابقاً ولكن الآن التكاليف مناسبة للمريض وللمستشفى. واستطرد مضيفاً: في اعتقادي إن قرار إجراء عملية السمنة في الخارج غير سليم والسبب أن أهم شىء بعد العملية هو المتابعة، وليس هناك طبيب يمكن أن يتابع مثل ذلك الذي أجريت العمليه على يديه، وإذا حدثت مضاعفات فلا يمكن أن تتم المتابعة بالطريقة الصحيحة، ولذلك فإجراء العملية في الخارج ثم المتابعة مع الأطباء في الداخل خطر على المريض. وعن كيفية مكافحة السمنة قال: أهم وسيلة هي الاهتمام بنوعية الغذاء والتغذية، وتشجيع الرياضة، والتوعية بمضارالوجبات السريعة، فمعظم الحكومات بدأت تحارب هذه الوجبات، وبعض الدول بدأت بوضع تنبيه وتحذير على عبوات الوجبات السريعة (ضار بالصحة) مثل تلك التحذيرات التي توضع على علب التبغ، فهي ليست أقل خطورة من السجائر.
وأوضح أن عمليات السمنة ذات مأمونيتها عالية، ولا تتعدي خطورتها نسبة 1 %، وهي نوعان، الأول تصغير حجم المعدة، ويشمل: وضع البالون، وحلقة الوصل، والتكميم، والنوع الآخر تقليل كمية الامتصاص بعمل تحويل لمسار المعدة، والاكثر شيوعاً هو قص المعدة، وتحويل مسار المعدة، والثالث حلقة الوصل. وبالنسبة للبالون فهو ليس عملية مثل الأخريات، كونه إجراءاً طبياً لوضع البالون في المعدة عن طريق المنظار، ومدة البالون ستة أشهر أو سنة. والهدف منه تعويد الشخص طريقة الأكل ليبقى على نفس النظام بعد إخراج البالون حتى لا يزيد وزنه. وعادة ينقص الوزن مع البالون بنحو 12 أو 18 أو 20 كيلوجرام. وعلى الشخص أن يلتزم بكمية الأكل التي تعودها مع البالون. وقال: لكن للأسف بعض المرض يتحايلون فيأخذون سعرات حرارية عالية مع البالون، مثل ميلك شيك أو آيس كريم، وذلك يبقى الوزن على حاله بل ربما يزيد.
وأشار إلى أنه لا فرق في مبادئ عمليات السمنة، وفي تحديد من الذي يحتاج هذا النوع من العملية أو ذاك، وليس هناك نوع واحد محدد لكل الناس، ولكن قرار العملية يتم وفق مؤشرات ومعايير أهمها كتلة الجسم، والأمراض المصاحبة، ونوع التغذية. ونحن في مستشفى المملكة نطبق معايير واضحة ومحددة، وهي أن  تكون كتلة جسم المريض 35 كيلوجراماً مع وجود أمراض مصاحبة، أو 40 كيلو بدون أمراض، أو يكون الشخص لديه سكر ويستعمل أدوية كثيرة. فأي مريض لا يدخل ضمن هذه المؤشرات لا ينصح له بالعملية، وحتى لو أصر المريض على إجرائها لا يتم الالتفات لطلبه وإلحاحه، فقد كشفت الأبحاث العالمية أن مريض السمنة الذي لا تنطبق عليه الشروط لا يستفيد من العملية. وأذا رأى الطبيب أن كفة الفوائد والمحاسن لا ترجح فعليه أن يصرف النظر عن العملية.
وعن محاذير عمليات السمنة قال: أهم المحاذير في العمليات كلها ألا يلتزم المريض بالتعليمات، ولا يغير طريقة حياته وأسلوبه في التغذية، وأوضح أن العملية عادة لا تفشل كتكنيك، ولكن لا تحقق نتائجها في حال إخفاق الشخص في اتباع النظام الذي يوصي به الطبيب، فبعضهم يزيد نهمه للأكل بعد العملية ولذلك لا يستفيد. وقال: على من أجريت له عملية السمنة ألا يشبع، فقط عليه أن يشعر بالامتلاء، خاصة في حالة البالون. مشيراً إلى أن العملية أياً كانت لا تتجاوز 50 % من مشروع تنزيل الوزن، والجزء الآخر المهم يعتمد على التزام المريض.. وأما إجراء العملية نفسها  فيعتمد على المؤشرات الطبية.
ونفى د. الزبن ما يشاع عن خطورة بالون المعدة قائلاً: ليس من المتعارف عليه أن بالون المعدة يؤدي للوفاة, وهناك اعتقاد خاطىء بأنه ينفجر داخل المعدة ويسبب الوفاة. فالآن الشركات تنتج أنواعاً من البالون على درجة عالية من المأمونية. وقال إن اختلاف جنس المريض (ذكر أم أنثى) لا يهم في إجراء العملية، فقط الاختلاف المؤثر يكون في العمر (الأطفال، المراهقون البالغون)، لأن للأطفال شروطاً ومعايير تختلف عن البالغين، فكثير من المدونات الطبية تنصح للأطفال بتصغير حجم المعدة أكثر من تحويل مسارها. وكذلك لا حد أعلى وأدنى للسن فيمكن إجراء العملية من سنتين إلى عمر 80.. وهناك عمليات أجريت لأطفال في السنتين لأن معايير السمنة عندهم عالية جداً.
المصدر: جريدة الرياض – بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى