اخبار كل الصحف

#فود_ترك_يهجرها_زبائنها_قريبا


* كتب الإعلامي محمد الحيدر عبر أوراق محرر بجريدة الرياض مقالا تناول فيه انتشار موضة الـ food trucks التي بقدر ما كانت جاذبة، إلا أنه بدأ التحول عنها وهجرها؟!المقال👇

إهدار الفرص.. الـ food trucks نموذجاً

محمد الحيدر
هل نحن مجتمع “الصرعات”، أي الحالات والحراكات التي تظهر بقوة، وتصبح حديث الساعة والشارع، ثم سرعان ما تأخذ طريقها إلى الاختفاء وتنتهي.. الراصد لحركة المجتمع يستطيع أن يلمس بوضوح مثل هذه “الحالات المؤقتة”، خاصة في سوق العمل. فمتى ما ظهرت نافذة أو محل تجاري ولاحظ بعضهم أن “الزبائن” يقصدونه بكثرة، تجد “مبادرات” لاستنساخ “الحالة” وفتح محلات عديدة.. وبعد وقت قد لا يطول ترى عبارة “للتقبيل” تزين واجهات بعض المحلات.. وينسحب أصحابها ربما لاستنساخات أخرى.
هذه “الحالة” لاحظتها، وغيري كثيرون، في منافذ البيع في “العربات المتحركة food trucks” التي تم تخصيصها للشباب ولاقت في بداية الإعلان إقبالاً “منقطع النظير”، وشكلت ظاهرة مجتمعية. وذهب بعض الكتاب الاقتصاديين في تفاؤلهم إلى آفاق بعيدة، وقالوا: إنها الحل الجذري لبطالة الفئة الشبابية التي استهوتها تلك المنافذ. ولكن ذلك التفاؤل لم يستمر، أو حقيقة “شباب المنافذ” هم من قطع عليهم الاستغراق في التفاؤل.
بقدر ما كانت “المنافذ” جاذبة، بعد تأكيدات الشباب بأنها واعدة، فوجئ المتابعون أن معظم الشباب الذين هرولوا إلى منافذ البيع في “العربات المتحركة” قد تحولوا عنها، وهجروها.. فهل هذه المنافذ استحدثت بدون دراسة من الجهات المختصة؟ وإلا لماذا أصبحت في نظر الشباب غير مجدية، وغير جاذبة، و”لا جايبة همها”.. وهي التي كانت في البداية على العكس من هذه النعوت تماماً؟
من الملاحظات والآراء التي تكررت حد التطابق أن السبب في انصراف الناس عن الـ “food trucks” غلاؤها غير المبرّر، “المغالاة في الأسعار”، وأن كثيراً من المظاهر الواعدة التي تتوهّج لا تلبث أنْ تخبو، مثل ظاهرة الأسر المنتجة ومطاعم البرغر.. وخلاصة الرأي أن استغلال الناس، وعدم إجادة الشباب أبجديات التسويق يصرف عنهم الزبائن مهما طال الوقت.
وبعض الآراء أوجزت انحسار الـ food trucks في أن الشباب للأسف يبحثون عن الثراء السريع.. وإلا كيف يكون البرغر بـ 45 ريالاً. وبعضها أوجدت مخرجاً للشباب من حيث الرسوم التي تفرض على المنافذ. ولكن مهما كانت الرسوم، لن تكون عالية لدرجة نزوع الشباب للمغالاة التي أدت إلى انصراف الناس عنهم، وبالتالي إهدار الفرص، والعودة إلى “حالة البطالة”.
تقديري أن حالة “منافذ العربات المتحركة” وغيرها من الحالات التي تلتمع وتخبو تلح بإجراء دراسات لاستجلاء ما وراءها.
المصدر: جريدة الرياض – بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى