سلسلة مالا تعرفه عن: المذيع #غالب كامل صاحب العطاء الإعلامي المتميز .. بين المرض وطي النسيان
• قصة هروبي من الاستوديو واللمبة الحمراء لاتنسى
• كنت أنا اقضي 16 ساعة في العمل دون فاصل
• موقف أبكاني فأبكيت محمد بن عبد العزيز رحمه الله
• شهرة الإعلام أضرت بي ومحبة الجمهور لاتقدر بثمن
• وصلتني رسالة كتبت بالدم فاقشعر لها بدني كثيرا
• الإعجاب قيد حريتي في احايين كثيرة
• دخلت الإعلام وخرجت منه براتبه التقاعدي لا بيت ولا أرض ولا قرض
• تكفيني محبة الناس وتقديرهم لي وسؤالهم عني دائما.
• لن ينسوه جيل “لمن الكأس” وهذه قصة نعته بـ “أسير الأثيرين”
#صحيفة_كل_الصحف – راشد العثمان
من منا لا يذكر ذاك المذيع المتألق المشهور في وقته، إنه غالب كامل الإعلامي والمذيع القامة، والذي يُعد من أهم واشهر مذيعي التلفزيون والإذاعة السعودية، وقت نشأتها وحتى قبل ظهور القنوات التلفزيونية، نعم إنه “غالب كامل” صاحب العطاء المتميز بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أحد أشهر جيل المذيعين قبل حوالي 20 عاما، وأحد المؤسسين للعمل الإذاعي والتلفزيوني السعودي، كان من أشهر من عاصرهم وعاصروه في التلفزيون السعودي “القناة الأولى” عبدالرحمن يغمور، ماجد الشبل، محمد الرشيد، د.بدر كريم رحم الله من مات منهم وأطال بعمر الأحياء ورزقهم الصحة والعافية.
بدأ ” غالب كامل” حياته الإعلامية من إذاعة جدة ومنها انطلق الى إذاعة الرياض عام 1384هـ عندما افتتح التلفزيون تم اختياره للعمل في الإذاعة والتلفزيون معا.
اشتهر في حضوره الكامل بالتلفزيون السعودي القناة الأولى، عندما كان قارئا لنشرات أخبار التاسعة، ورغم ما تمليه قراءة النشرة وطابع الحدث المقروء الذي يرسم شخصية المذيع بالجدية، إلا أنه استطاع أن يحجز له مكاناً في القلوب.
من هو غالب؟
غالب كامل، كما عرَفته ويكيديا: مذيع سعودي معروف، ولد عام 1941 في سيلة الظهر، ويُعتبر من كبيري مذيعي القناة السعودية الأولى مع عدد من المؤسسين للإذاعة والتلفزيون السعودي أمثال المذيع ماجد الشبل و عبدالرحمن يغمور و سليمان العيسى و حسين النجار. لُقّب بـ”صديق الراحلين” لعلاقات الزمالة والصداقة التي ربطته مع إعلاميين راحلين أمثال مطلق الزيادي ويحى كتوعة وسليمان العيسى وحسين النجار ماجد الشبل و عباس غزاوي. يُعتبر غالب كامل من أهمّ من عمل في الإذاعة والتلفزيون السعودي وعُرف بفصاحته وتميز إلقائه وقدرته على إدارة الحوارات.
تنقل بين الرياض والمدينة المنوّرة وعمّان نظرًا لتعرضه لمضاعفات اصابة برد شديدة تسببت بالتهاب رئوي أدى إلى حساسية في الصدر تؤثر عليه متقلبات الطقس كالغبار والجفاف وتم نصحه بتغيير أجواء مدينة الرياض حتى تستقر حالته فانتقل للعيش في الأردن.
قدم نشرات الأخبار منذ بداياته ثم برامج مسابقات كثيرة كان منها برنامج اين الخطأ، لمن الكأس، من أنا، لقاء على الهواء، وعدد من برامج المنوعات في الاذاعة والتلفزيون. تمت إحالته إلى التقاعد على المرتبة العاشرة عام 1420هـ.
عمر من التألق
رحلة “غالب كامل” الإعلامية على مدى حوالي 40 عاماً لم تقف عند حدود تقديم النشرة الإخبارية بل عمل على تقديم البرامج الحوارية وبرامج المسابقات، ربما لا يزال كثير من أطفال جيل سابق يربط اسم “غالب كامل” ببرنامج «لمن الكأس»، الذي لاقى شهرة كبيرة، لقد وصف “غالب كامل” نفسه في أحد البرامج الحوارية بسبب الحالة الصحية التي حملته على العيش بين الرياض وعمّان، تفادياً لموسم الغبار بالرياض بـ«أسير الأثيرين»
لقد حصد كثير من الألقاب التي كانت حصيلة الرحلة الإعلامية، فمن مرافق الملوك، كونه رفيق المايكروفون؛ استطاع مرافقة كل من الملك فيصل في بعض جولاته، بالإضافة لمرافقته لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.
في إحدى مقابلاته قال: «العمل الإعلامي شاق ولو طلب مني العودة سأعود»، تأتي هذه الكلمات على لسان “غالب كامل” في إحدى حواراته على الرغم من مشقة العمل الذي لا تأتي ثماره إلا على المدى البعيد ويكتفي ممتهنيه بحصاد شهرة مطبقين المثل القائل «الصيت ولا الغنى»؛ وهو الأمر الذي لم يندم عليه كامل حتى لوكان السبب في إفشال زواجه مرتين إلا أن ثمرة البنين والبنات جاءت لتبرد شيئاً من وهج السنين.
قامة كامل الإعلامية التي نحتتها رياح العمل الإعلامي بين أثيرين وتمخضت عنها خبرة وكنز إعلامي، كونه من المؤسسين للعمل الإذاعي والتلفزيوني السعودي في بدايته، والذي قال عنه «يسير الإعلام السعودي بخطوات ثابتة لا يحيد عنها» فيما يبدي أن الروحية الإعلامية المطلوبة ليست قائمة على الشكل والديكور كما هو الحال الآن، مؤكداً على أن الإعلامي الناجح لا بد له من خطوات أساسية أهمها اللغة السليمة والثقافة والحضور الجيد.
“بداياته العملية”
يقول عن بداية عمله الإعلامي: بدأت خطواتي في الإذاعة بشهادة الثانوية العامة، وكنت راغبا في إكمال دراستي الجامعية في مصر، بينما كان الوالد حريصا على أن أدرس في تركيا أو سوريا؛ ليكون مطمئنا لقربي منه حيث كان يسافر للتجارة إلى هذين البلدين ولكنني اعتذرت منه ـ رحمه الله، وأدرك الوالد نيتي المبيتة في حب الإعلام، ووسط هذه التفاعلات تولدت في داخلي تطلعات حب التعبير والإلقاء، فأخذت أنميها من خلال قراءة الواجبات المنزلية بصوت جهوري ثم القراءة من الصحف والمجلات.
وتطور الأمر إلى شراء آلة تسجيل كان ثمنها في تلك الأيام إرهاقا لميزانية الوالد ولم يكن في جيلنا من يتجرأ على مخاطبة والده مباشرة، فصارحت والدتي ـ رحمها الله ـ لتدبير الأمر فوافق والدي بشرط أن أحصل على درجات ممتازة، وفعلا نفذت طلبه وأصبح المسجل صديقي الدائم للوصول إلى عالم الإعلام، وفي تلك الفترة كنت أتواصل بالاستماع إلى تجارب فنية كانت تجرى وتبث من إذاعة الرياض، ويطلب من المستمعين إرسال آرائهم حول مدى سماع الإذاعة ووضوح الصوت، وكنت آنذاك في دولة الكويت التي شكلت جزءا مهما في هذه المرحلة عندما سجلت متعاونا مع إذاعة الكويت، فأرسلت رسالة من هناك لإذاعة الرياض أبديت فيها رأيي ورغبتي في العمل في هذه الإذاعة الفتية.
وكم سعدت أن يأتيني بعد أسبوعين خطاب من مدير عام الإذاعة السعودية في جدة الأستاذ عباس فائق غزاوي ـ رحمه الله ـ متضمنا شكره وطلب مني إرسال شهاداتي العلمية وتسجيل صوتي في استديو إذاعي، فأتممت ذلك بإشراف الزميل حمد المؤمن ـ رحمه الله ـ كبير المذيعين الكويتيين آنذاك، والذي كنت معجبا بصوته وإلقائه، كما كنت معجباً بجلال معوض أيضاً وبعدها جاءت الموافقة على تعييني مذيعا في إذاعة الرياض.
الانتقال للسعودية
بدأت مع زملائي الإعلاميين بشكل قوي رغم قلة الامكانات والتجهيزات إلا اننا سويا كنا نعمل بروح وإخلاص وعشق وجهد جبار، وأضاف: كنت أنا اقضي 16 ساعة في العمل دون أن يكون بينها فاصل، حتى وصل الأمر إلى أن أقدم برنامجين في التلفزيون، وأربعة برامج إذاعية أسبوعية إضافة إلى العديد من الفترات والنشرات الإخبارية، وغيرها مع اننا لم نكن نعمل بحثا عن المادة أو المكافأة، وكنا نكتفي بالمتعة التي نجدها في العمل الإعلامي من خلال المكالمات التي تأتينا من الناس وردة الفعل التي نتلقاها من اهتمامهم ومتابعتهم.
ويضيف: في بداياتي تم اختيار مجموعة من المذيعين للتلفزيون مع تواجدهم في الإذاعة، وكان معنا خالد التويجري ثم جاء محمد الرشيد، وبعد أن عين فوزان الفوزان مديرا للتلفزيون طلب تعييني مديرا تنفيذيا فكنت أختبر المذيعين الجدد مثل عبد الله حمزة وحامد الغامدي إضافة إلى من أشرفنا عليهم في الإذاعة.
وكنت من مؤسسي التلفزيون السعودي، وكان معي الدكتور عبد الرحمن الشبيلي وبدر كريم وعبد الله راجح وكذلك كان وزير الإعلام الأسبق الشيخ جميل الحجيلان وهو رجل إعلامي من الطراز الأول، وهؤلاء أعتبرهم أساتذتي كما وجدت أمامي أيضا محمد حيدر مشيخ ومحمد صبيحي ثم لحق بنا عبد الرحمن يغمور الذي كان يعمل في البرامج التمثيلية ثم تحول إلى مذيع.
وقد عينت عام 1401هـ بعد أن حصلت على المواطنة بالمرتبة التاسعة مذيعا في التلفزيون؛ لعدم وجود شواغر في المرتبة العاشرة التي كنت أستحقها قياسا لشهاداتي وخبراتي العملية، وتمت إحالتي إلى التقاعد على المرتبة العاشرة عام 1420 هـ بنصف راتب تقاعدي لايتجاوز 7000 آلاف ريال وهذه مأساة لوحدها، ولو طبق علي نظام الترقية في الخدمة المدنية بشكل سليم لكنت خرجت بالمرتبة الرابعة عشرة.
“أول راتب”
وعن أول راتب استلمه “غالب كامل” كمذيع – كما قال-هو ألف ريال فقط، ويضيف: كانت الخمسين ريالا في تلك الفترة تعبئ السيارة بالخضار والفواكه واللحم.
أما أول مهمة رسمية له فيقول: بدأت في الداخل أولا فكنت أغطي جميع مناسبات الملك فيصل ــ رحمه الله ــ في الرياض وبدر كريم يغطيها في جدة وكان هو المرافق الدائم خارجيا مع جلالته في أسفاره، كما هو سليمان العيسى حاليا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، ولكن أصبح داخليا وخارجيا.
وعن طريقة تقديمه في الاحتفالات والمناسبات: كنت أرتجل الكلمات دون ورقة، وأقولها بلا شعور وفي قناعتي أن القدرة على الارتجال هي التي تصنع الفارق والمذيع المتميز، وهذه القدرة تنمو بالقراءة المستمرة والمتنوعة وأن يعرف المذيع (شيء عن كل شيء)، وعن سبب هبوط مستوى المذيعين هذه الأيام قال: كل شيء هبط فلا تستغرب أن يأتيك مذيع لم يمض عليه شهرين فقط ويطلب أن يذيع النشرة، مع أننا تمرغنا في الوحل حتى وصلنا لنكون مذيعي نشرة.
وتحدث عن أبرز عيوب مذيعي اليوم فقال: من العيب أن يخطئ المذيع في النحو أو أن يخلط بين العامية والفصحى، ومن ثم فإن سلامة اللغة ومخارجها تظل أبرز متطلبات المذيع الجيد.
وأثني على الإعلام السعودي الذي كما قال جعل منه وغيره من المذيعين، مذيعين شاملين وقادرين على فعل أي شيء، فتجد في المذيع الشامل القدرة على أن يكون معدا ومنفذا ومعلقا وملقيا ومقدما، وأنا تعلمت من بدر كريم المونتاج عندما كنت أشاهده يعد برنامجه (في الطريق) وكان يعمل عليه كـ «فني الأشرطة والصوت» فأصبحت أقلده في القيام بذلك في كل برامجي.
علاقته بالملك فيصل
يقول “غالب كامل” كان الملك فيصل ــ رحمه الله – يحبني كثيرا، ولي مع جلالته مواقف لا تنسى، ففي يوم افتتاحه لكلية القيادة والأركان في شارع المطار سابقا (الملك عبدالعزيز حاليا) في الرياض بدأ جلالته بكتابة كلمة في سجل الزيارات بعد أن انتهى من جولته بالكلية فكتب (بسم الله الرحمن الرحيم)، فقلت أنا في المايكروفون: بسم الله الرحمن الرحيم هذه الآية الخالدة التي يستهل بها دائما الفيصل كل قول وعمل.. وانتظرت أن يكمل جلالته الكتابة إلا أنني فوجئت به ــ رحمه الله ــ يضع القلم ويلتفت إلي قائلا: «الآن فيصل قال تذيعوه، فيصل عمل برضه تذيعوه، طيب فيصل كتب واش عليكم منه»، فقلت لجلالته: حتى ما يكتبه جلالتكم نحن لنا فيه، فضحك وقال : «ما دمتم مصرين ــ حسبي الله»، وعاد يكتب من جديد.. كما أتذكر لجلالته موقفا عندما ذهبنا لتغطية افتتاح معهد الدراسات الفنية في الخرج وبعد أن انتهى من رفع الستار عن اللوحة التذكارية واتجه جلالته لقص الشريط فتسابقنا أنا والمصور لنأخذ مكاننا في المقدمة، فعلق شريط الافتتاح في كاميرا المصور وانقطع ووقع على ظهري فأمسكت به وعندما رفعت رأسي وإذا بالملك فيصل أمامي وهو يقول: «سلامات سلامات، فقلت له: آسفين طال عمرك، فقال: على راحتكم»، وانتظرنا ــ رحمه الله ــ حتى تم إعادة الشريط، ثم نظر إلينا وقال: «جاهزين الآن، فقلت له: نعم، فقال: بسم الله وقص الشريط»، وهذه المواقف أبكتني على جلالته كثيرا عندما كنت أول من تحدث في نقل جثمانه إلى المقبرة، فهذا الرجل خلق ليكون زعيما وقد كان، وما زلت أتذكر الأمير محمد بن عبد العزيز ــ رحمه الله ــ عندما استدعاني بعد الدفن إلى بيته وقال لي كلمة لا أنساها: لقد أبكيتنا اليوم يا غالب مع أننا لم نكن نبكي كثيرا.
قصتي مع الملك فهد
كنت أتقمص شخصية المواطن وأنقل احتياجاته للمسؤول وأعتقد أن هذه النقطة هي التي دفعت الملك فهد ــ رحمه الله ــ والذي كان لا يترك شاردة وواردة ولديه حس إعلامي كبير ليلاحظ ذلك بعد لقائي مع وزير البرق والبريد والهاتف علوي درويش كيال في برنامج (وجها لوجه) وكانت حلقة حادة في تساؤلاتها وعلق عليها في اليوم التالي تركي السديري ــ رئيس تحرير صحيفة الرياض ــ ووصف إجابات الوزير بأنها ضعيفة، مما استدعى أن يتصل الملك فهد ويطلب مشاهدة الحلقة فذهبت له بالشريط، وبعد أن انتهى من مشاهدته أثنى على الحوار وقال لي: نريد مثل هذه البرامج التي تفيد الوطن والمواطن، وأريدك أن تكثف مثل هذه الحوارات وأن تعمل حوارا آخر مع الكيال ليتحدث عن البريد وكيف أن رسالة مواطن تخرج من الرياض إلى جدة فتصل إلى اليمن، وفعلا أجريت هذا الحوار وكان مثيرا للجدل أيضا، وكان لي برنامج اسمه (آخر العنقود) وكنت أقرأ فيه أدعية وابتهالات ويعده عمر عودة الخطيب، وكان يبث بعد نشرة الواحدة والنصف ليلا فكان الأمير فيصل بن فهد ــ رحمه الله ــ يقول لي: «والله يا
وعن تميزه في قراءة التعليق السياسي للدولة قال : كانوا يستدعونني من المنزل لقراءة التعليق السياسي، والذي كان يمثل موقف الحكومة من الأحداث العالمية، وأتذكر في إحدى المرات أن تم استدعائي، وعندما حضرت على عجل فوجدت وزير الإعلام الشيخ جميل الحجيلان أمامي ممسكا بالأوراق، وتم دفعي للاستديو دون أن أطلع على الكتابة فدخلت مستعجلا، وكانت عيني تسبق قراءة الكلمات على السطر، وكنت على الهواء مباشرة، ولم أكن أعلم أن الملك فيصل يستمع إلى النشرة ووفقني الله لقراءتها بشكل متميز وعند خروجي من الاستديو فوجئت بالوزير الحجيلان وهو يعانقني ويقول لي: الآن وضعت السماعة مع الملك فيصل وطلب مني أن أشكرك فقد أبدعت في قراءتك وهذا من فضل رب العالمين.
“المطرب غالب كامل”
في مشوار هذا الرجل العملاق مواقف لا تنسى، حتى وصل الأمر ان يتحول إلى مطرب حقيقي وشهير ينافس بصوتة عمالقة الطرب آنذاك كالفنان طلال مداح وسعد ابراهيم وغيرهم، والاستفادة من شهرته التلفزيونية، لولا سوء الطالع الذي لازم انتاج الأغنية في تلك المرحلة.!
تلك التجربة في الغناء، بدأت بعد اللقاء الذي تم بينه وبين مطلق الذيابي “سمير الوادي”، الا ان العمل لم ينفذ ويكتب لها الظهور على سطح الفن عبر الأسطوانات والإذاعة.
في نهاية العام – 1385ه – استفز المذيع محمد ابو سليم في برنامج “سمار العيد”، للإعلامي غالب كامل وذهب به من الحوار إلى الغناء والاستفادة من ملكية الغناء وسحر الصوت الذي تكون في حنجرة غالب كامل.
حينها انساب الصوت العذب في أغنية “ما انحرمش العمر منك” للراحل فريد الأطرش، ابو سليم عاد ليظهر الصوت بعد أن قدم مقطوعة غنائية مناسبة يغنيها الاستاذ غالب كامل، بعد أن يقع الاختيار على اسم فني يكون دالاً على غالب كامل المغني لا المذيع.
“مواقف محرجة”
وعن المواقف المحرجة التي تعرض لها في عمله قال “غالب كامل”ما أكثرها.. ففي إحدى المرات كنت أقرأ نشرة الأخبار في استديو الإذاعة في شارع الفرزدق في الرياض، فانحرقت لمبة الاستديو ولم أجد منقذا لي وأنا على الهواء إلا أن أحمل المايكروفون وأجري مسرعا إلى اللمبة الحمراء التي نستخدمها في الاستديو كإشارة لفتح الخط، وظللت أقرأ النشرة واقفا بجوارها إلى أن انتهيت دون أن يشعر المستمعون بشيء، وفي إحدى المرات كنت منتدبا في الكويت ضمن برامج التبادل الإعلامي كمذيع نشرة إخبارية ومعي المذيعة الكويتية نداء النابلسي، وكانت بداية العمل بنظام الرول الذي يوضع أمام المذيع فكانت نداء تقول النشرة فتعطل جهازها ومن حسن الحظ أنني كنت أتابع معها من الأوراق فالتفتت إلي في ثوان ففهمت أنها في موقف حرج، وبسرعة أعطيت المخرج إشارة فأحال المايكروفون والكاميرا إلي، وواصلت النشرة مكملا الخبر الذي توقفت عنده ومر الموقف بسلام.
“أعيش على التقاعد”
وقد صرح “غالب كامل” أنه، جاء إلى لإعلام وخرجت منه فقط براتبه التقاعدي، وأضاف: لو قلت لكم الحقيقة الآن لقال البعض إنني أمد يدي، وأنا الذي كنت على صلة بكل الملوك والأمراء والوزراء ولم أكدر علاقتي بأحد لدرجة أن بعض الزملاء أحرجوني مع مسؤولين أعزهم وأقدرهم مستغلين علاقتي معهم، وأقولها صادقا: خرجت بلا بيت ولا قطعة أرض ولا قرض ولم أبني لي بيتا لكي أستقر فيه، لكنني استثمرت في أولادي وتكفيني محبة الناس وتقديرهم لي وسؤالهم عني دائما.
وعن أبنائه وهل تأثروا به قال: كل واحد من أبنائي الذكور الأربعة أخذ اتجاها «سائد وخالد ورائد ومحمد» إلا أن خالد كانت له تجربة صوت في الإذاعة ولم أتدخل فيها إطلاقا، ونجح وتم قبوله إلا أن ارتباطه بعمله الرسمي في وزارة التربية والتعليم استدعته للتأخر عن حضور جلسات تدريب المتعاونين، وتكرر منه هذا الموقف أكثر من مرة فأحضروا لي ملفه فقررت إيقاف تدريبه؛ لأن العمل الإعلامي ليس تسلية بقدر ما هو عشق قبل كل شيء ولذلك نجح فيه زملاء مثل سبأ باهبري وعوني كنانة رغم كونهم متعاونين.
“رسالة كتبت بالدم”
لقد خرجت من الإعلام بحب الناس وإن بلغ مرحلة تضر بي إلا أنني لا أنسى ولا أستطيع أن أثمن هذه المحبة بثمن، ولا أنسى أنها وصلت في بعض المراحل أن وصلتني رسالة في أحد الأيام كتبت بالدم فاقشعر لها بدني كثيرا، وقد كتب فيها (أكتب لك هذه الرسالة بدمي)، هذه المشاعر وهذا الإعجاب كان من أسباب عدم قدرتي على الخروج مع الأهل إلى السوق في احايين كثيرة.
واعتزل المذيع “غالب كامل” العمل التلفزيوني وقراءة نشرات الأخبار، بعد عمر حافل بالإنجازات الإعلامية، وصار اللاعب المعتزل من ميادين التنافس الإعلامي الجديد مطلبا لا يزال حاضرا في سماء الفضائيات التي نهلت عبر معديها ومذيعيها من معين المحتوى الكبير لتلفزيون السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
وقد كرمه الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة الإعلامي القدير غالب كامل الذي حظي أمس بتكريم آخر تمثل في دعوته لتقديم الحفل المسائي المقام على هامش المؤتمر الثامن لوزراء الثقافة المجتمعين في المدينة المنورة، وكان الاهتمام الذي أبداه الأمير فيصل بن سلمان بمثابة تكريم لهذا الإعلامي الذي تربى جيل كبير من السعوديين على طريقته المميزة في التقديم إلى جانب التزامه المهني والأخلاقي، إضافةً إلى قيام أمير منطقة المدينة المنورة بتكريمه على عطائه المميز.
المصدر: العديد من الوسائل الإعلامية