رؤية 2030 تبدد مخاوف استقطاب صناعة السيارات بالمملكة

نائب رئيس إيسوزو لـ «الرياض»: نصنع السيارات في المملكة لأنها من أهم الشركاء التجاريين لليابان
طوكيو – راشد السكران
تماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي تتجه لرفع المساهمة في القطاع الصناعي من خلال خمسة قطاعات مهمة، من ضمنها «صناعة السيارات» فقد بدأت المملكة بتشجيع هذا الجانب من خلال إيجاد الشراكات مع مختلف شركات تصنيع السيارات في العالم، ومن أهمها السيارات اليابانية التي تحظى بقبول كبير في أسواق المملكة العربية السعودية.
ولما للعلاقات السعودية اليابانية من أهمية كبيرة حيث تعد اليابان أحد أهم الشركاء التجاريين للمملكة، وما نتج عنها من علاقات اقتصادية قوية تقوم على التبادل والمصالح المشتركة، فقد قامت العديد من المصانع في اليابان، بتعزيز تواجدها في السوق السعودي للتصنيع لتزويد السوق المحلي بمنتجاتها لما يحظى به السوق السعودي من أهمية كبرى لدى العديد من المصانع العالمية، حيث يعد أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما دفعها للاستثمار في المملكة على كافة الأصعدة وأهمها صناعة السيارات.
«الرياض في اليابان»
«الرياض» تجولت في أحد مصانع السيارات في اليابان، والذي نجح في بناء مصنع للشاحنات بالمملكة منذ عام 2012 والتقت بالسيد وليد النوباني، نائب الرئيس في إيسوزو الشرق الأوسط،
وخلال الجولة مصنع فوجيساوا الذي أنشئ عام 1961 ويقع على مساحة تتجاوز الــ 1,000,000 متر مربع، حيث تمت مشاهدة الاختبارات العديدة التي يقوم بها مهندسو إيسوزو، بالإضافة إلى الوقوف على حجم التطورات الحديثة في مجال صناعة السيارات والآليات المبتكرة والتقنيات المستخدمة في خطوط الإنتاج ومراكز التجميع، حيث ينتج المصنع في الساعة الواحدة أكثر من 195 سيارة دون الحاجة لأيدٍ عاملة، إذ تعمل خطوط الإنتاج بتقنيات عالية من الروبوتات بنسبة تصل إلى 80 % دون تدخل بشري، حيث يُعتمد على العامل البشري على التأكد من جودة جميع أجزاء شاحنات إيسوزو، كما تمت مشاهدة نماذج من موديلات 2018، بالإضافات الجديدة التي توفر مزايا إضافية من وسائل الراحة والأمان في مختلف شاحنات إيسوزو والتي عُرفت باعتماديتها الكبيرة والتي تتميز بها عن منافسيها.
وتم الاطلاع على نظام صناعي متطور وحديث يهتم بأدق التفاصيل في عالم صناعة السيارات التي يحتضنها مصنع فوجيساوا، لضمان جودة منتجات إيسوزو.
كما تم التعرف على السبب الرئيس الذي جعل من شاحنات إيسوزو ذات إقبال كبير عليها من قبل الشركات في جميع أنحاء العالم.
«السوق السعودية»
وأكد النوباني، نائب الرئيس في إيسوزو الشرق الأوسط أن العلاقات السعودية اليابانية ترتبط بعلاقات اقتصادية قوية تقوم على التبادل والمصالح المشتركة، حيث تعد اليابان أحد أهم الشركاء التجاريين للمملكة العربية السعودية، ومن هنا يأتي أهمية تصنيع السيارات في السعودية، وخير شاهد على ذلك مصنع إيسوزو في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية الذي أنشئ في عام 2012 بمساحة 120 ألف متر مربع، ويؤدي دوراً مهماً في تزويد السوق المحلي بمنتجات إيسوزو خاصة الشاحنات الخفيفة والمتوسطة.
مضيفاً: ومما لا شك فيه فإن السوق السعودية تعد أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مما دفع الشركة للاستثمار في المملكة على الصعيدين التقني والبشري.
كما تهتم إيسوزو بتدريب الشباب السعودي، ويعتبر هذا البرنامج أحد برامج المسؤولية الاجتماعية التي توليها إيسوزو الاهتمام الكبير في جميع عملياتها حول العالم، حيث هناك برنامج سنوي يهدف إلى استقطاب الشباب السعودي العاملين في مصنع إيسوزو بالمملكة للتدريب في مصانع الشركة في اليابان على التقنيات الجديدة في صناعة السيارات.
وقال النوباني: تتبنى إيسوزو خطة طموحة تتماشى مع رؤية المملكة «2030» وذلك حسب توجهات الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، والتعامل مع مخرجاتها والتي تعود على الاقتصاد السعودي بالنمو والتطور إن شاء الله.
«سيارات بالغاز»
وأضاف السيد وليد: ستصنع الشركة شاحنات تعمل بالغاز الطبيعي في القريب العاجل، بما سيمهد الطريق نحو تخفيض الانبعاثات بنسبة 25 % مقارنة بالشاحنات التي تعمل بالديزل؛ الأمر الذي سيحقق نمواً سنوياً في مبيعات هذا الجيل الجديد من الشاحنات، تماشياً مع رؤية السعودية 2030 ولفت إلى أن افتتاح مصنع سيارات لشركة «ايسوزو» بالمنطقة الشرقية، ارتفاع نسبة السعودة به إلى نحو 35 % من الشباب السعودي دليل على حرص الشركة على التعاون المستمر مع المملكة.
مؤكداً أن مصنع سيارات إيسوزو في المملكة سيبدأ التصدير لعدد من دول الخليج وغيرها من الدول في نهاية عام 2018.
مضيفاً أن علامة إيسوزو تعد صاحبة أطول تاريخ في صناعة الشاحنات حيث تم تأسيسها في عام 1916، ويعد تعهد إيسوزو «الذي لا يقبل المساومة « تحدياً كبيراً أمام جميع عملائها بأنها ملتزمة نحو المزيد من الإبداع دون حدود في عملية بناء علامة إيسوزو والتي أصبحت عليها اليوم، حيث تتميز إيسوزو بتوفير 1,300 منتج لجميع طلبات عملائها حول العالم، وهذا يعود على خبرتها في مجال صناعة السيارات الخفيفة والشاحنات الثقيلة، بالإضافة إلى الاهتمام بجانب التدريب والتطوير المستمر الذي توليه إيسوزو والذي دائماً تسعد بإيجاد حلول لعملائها لتمكنهم من إنجاز أعمالهم بكل سهولة ويسر وبأقل التكاليف.
وكخطوة أخرى نحو تقديم التكنولوجيا الحديثة، والأداء الاقتصادي وتقليل فاعلية الوقود، فقد أعلنت إيسوزو موتورز إنترناشيونال تقديم شاحنات تعمل بالغاز الطبيعي في أسواق الشرق الأوسط بالقريب العاجل، كما أكدت بأن شاحنات الغاز الطبيعي ستكون أحد أفضل الحلول لحماية البيئة وتقليل تكلفة الطاقة.
وبحسب مقال تم نشره بواسطة وكالة حماية البيئة الأمريكية، أن شاحنات الغاز الطبيعي ستمهد الطريق نحو تخفيض الانبعاثات بنسبة 25 % مقارنةً بالشاحنات التي تعمل على الديزل.
ويأتي هذا التوجه البيئي الجديد بالإسهام في تخفيض تكلفة التشغيل على مستوى شركات النقل بنسبة تصل إلى 40 % مقارنةً بشاحنات التي تعمل على الديزل. وتتوقع شركة إيسوزو بتحقيق نمو سنوي في مبيعات هذا الجيل الجديد من شاحنات الغاز الطبيعي.
«صناعة السيارات»
ومهما بلغت المخاوف من صعوبة استقطاب صناعة السيارات في المملكة فإن رؤية 2030 سوف تبدد تلك المخاوف، حيث تتسابق العديد من المصانع في الداخل والخارج لتوطينها بالمملكة، ترجمةً لتوجهات المملكة الاقتصادية في رؤية 2030. وقد أشار سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في إحدى مقابلاته إلى أهمية صناعة السيارات بالمملكة، حيث تبلغ مشتريات السعوديين من السيارات سنوياً ما يصل إلى 30 مليار دولار، وأحيانا يفوق ذلك، وأحياناً يكون أقل منه، وهنا العنصر الإيجابي أيضاً أن 13 مليار دولار من هذه المشتريات هي للحكومة السعودية فنستطيع أن نبدأ في المرحلة الأولى بأن نجعل توفير احتياجات الحكومة السعودية من خلال شركات التصنيع السعودية التي تسهم فيها الحكومة السعودية، وهذا الأمر سيوصلنا لنسبة 40 ـ 43 % في 2030 من صناعة السيارات.
وبما أن صناعة السيارات أصبحت تعد من أبرز مظاهر متانة وقوة الاقتصاد في العالم، فإن معطيات رؤية المملكة 2030 تؤكد على أهمية تصنيع السيارات في المملكة.
وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح، قام في – وقت سابق – بخطوات إيجابية في مجال استقطاب شركات تصنيع السيارات بعقده اجتماعات مع عدد من الشركات للنظر في إقامة مصانع لهما في السعودية، وهذا يبعث على التفاؤل بتأسيس وضع صناعي متقدم ومتطور في هذا المجال.